رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المخرج «يوسف شاهين».. التف حوله واختلف الجميع في آن واحد

يوسف شاهين
يوسف شاهين

المخرج يوسف شاهين، التف حوله واختلف الجميع في آن واحد، شاهين المولود في مثل هذا اليوم من العام 1926، يمثل حالة خاصة في السينما المصرية، وصلت أفلامه إلي العالمية، وحصد العديد من جوائزها، وكان مكتشف النجوم. 

وصفه الناقد السينمائي اللبناني “إبراهيم العريس” في كتابه: يوسف شاهين .. نظرة الطفل وقبضة المتمرد ، بأنه: "أعلن ولادة المخرج – المؤلف، المخرج الذى يستقى مواضيعه من نظرته إلى العالم ومن همومه الخاصة ــ الذاتية، حتى فى بعد نرجسى، لاحقا ــ فارضا على السيناريو رؤاه، حتى وإن كتبه آخرون، بل مبدعون كبار فى أزمانهم من طينة عبد الحى أديب "باب الحديد" أو لطفى الخولى "العصفور" أو حسن فؤاد "الأرض" عن رواية لعبد الرحمن الشرقاوى. 

ويشدد “العريس” علي: وكان هذا هو الجديد: ولادة المخرج – المؤلف، أو شبه المؤلف، وذلك قبل ولادة هذا، على يد الموجة الجديدة الفرنسية بنحو عقد كامل من السنين. إذ، علينا ألا ننسى هنا أن يوسف شاهين يمكن اعتباره فى الإبداع العربي، الترجمة المبكرة، لما سيقوله فى آخر سنى حياته الكاتب الفرنسى آلان – روب جرييه، من أن المبدع، ومهما كانت موضوعية ما ينتج وشئيئيته، هو لا يتحدث فى نهاية الأمر إلا عن نفسه. ويوسف شاهين، لأنه مبدع حقيقى، جعل سينماه مرآة لنفسه منذ البداية.

يوسف شاهين يدخل في خصومات مع جمهوره

أما الروائي خيري شلبي، فيذهب في البورتريه الذي رسمه لـ يوسف شاهين بالكلمات في مجلة نصف الدينا إلي أن: يوسف شاهين هو الفنان المصري الوحيد الذي دخل في خصومات لا تنتهي مع جمهوره، وصلت أحيانا إلي حد اللجوء إلي القضاء للفصل فيها، ووصلت في معظم الأحيان إلي حد البهدلة والشرشحة في الصحف وأركانها. وأبدا لا تتوقف الخصومة ولا العلاقة تنقطع. هي إذن علاقة فريدة غير مسبوقة وغير ملحوقة.

ويلفت شلبي إلي أن: بالنسبة لـ يوسف شاهين فقد اختلف حوله الجميع والتف حوله الجميع في آن واحد، فتارة ينبري المثقفون للهجوم عليه بضراوة في حين يدافع عنه نفر من المتذوقين ويتقبله عدد كبير من عامة جمهور السينما، وتارة أخري يقوم هؤلاء المثقفون أنفسهم بنصب الأفراح والأعلام والزينات له في عمل من الأعمال في حين يصدم عامة الجمهور ويخرجون من العمل منكسي الرؤوس في حالة من الغباء مخيفة.  

حرر السينما من الأطر الكلاسيكية

أما المخرجة العراقية “خيرية المنصور”، فتذهب إلي أن يوسف شاهين: كان يؤمن أن السينما أداة تغيير لا تعطي الحل الجاهز للمشاهد، عليه أن يفكر ويفكر ويأخذ قراره.. فلذلك سميت سينماه بــ “سينما المثقفين”.. فكان يحرص وهو يكتب على ايصال الحقيقة للمشاهد بأي ثمن وتحسه مرشدا ينوء تحت ثقل الحقيقة وواجب إيصالها إلى المشاهد في أسلوب سينمائي يكون المشاهد معه مفكرا وواضعا للحلول.

في فيلمه “حدوتة مصرية” كان يحرص أن يحرر السينما من الأطر الكلاسيكية القديمة المملة الثرثارة كانت حوارته قليلة يركز على الفكرة ويجعل الآخر يفكر معه. تسع شهور وأحيانا أكثر من سنة يعد ورق فيلمه ليل نهار وبعد أن ينتهي من النص الأدبي، يبدأ تحويل تلك المادة الأدبية إلى الديكوباج - السيناريو التنفيذي للفيلم - يرسم ويحدد زمن اللقطة .