رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حيثيات إعدام منفذ مذبحة الريف الأوروبى: شيطان عاشر إحدى ضحاياه وتقدم لخطبة شقيقتها

الضحايا
الضحايا

جريمة سجلتها صفحات الحوادث كإحدى ابشع الجرائم التي وقعت في عام 2022 تحديدًا في شهر مايو الماضي وأسدلت محكمة جنايات الجيزة الستار على وقائعها المشينة بالحكم بالإعدام شنقًا للمتهم الذي نحر 5 أشخاص بينهم سيدتان وطفلان بدم بارد. 

وأودعت هيئة المحكمة حيثيات حكمها على المتهم تطبيقًا لحكم الله بالقصاص امتثالًا لقول الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم القصاص في القتلي» وأشارت حيثيات الحكم، إلى أنه يتعين القصاص من المتهم حقًا وعدلًا بالحكم عليه بالإعدام شنقًا. 

أخذته العزة بالإثم 

ووصفت المحكمة برئاسة المستشار محمد عوض الله، رئيس محكمة جنايات الجيزة، المتهم قائلة: «أخذته العزة بالإثم» وقال في كلمته عن الجاني إنه منذ ما يربو على الـ25 عامًا، وقت أن كانا يعملان معًا بالأجر في المزارع إلى أن تبدلت أحوال الأول للأفضل بعد أن من عليه الله من فضله فصار يعمل بالتجارة واستئجار المزارع وأصبح يعيش في رغد من العيش.

وأضافت: المتهم استأجر مزرعة في منطقة الريف الأوروبي دائرة قسم ثان الشيخ زايد وبحث عمن يعمل فيها ويقوم على رعايتها فلم يجد غير المجني عليه الأول فاستأجره ليعاونه في زراعتها ودعاة ليقيم وأسرته في مسكن مقام في قلب تلك المزرعة، فأقام معه ابنتاه المجني عليهما «منار» التي لم تتزوج بعد و«هناء» المطلقة وطفلتها «شهد» ذات السبع سنوات، و«مروان» ابن الست سنوات حفيد المجني عليه الأول.

السيد والعبيد 

وتابع المستشار محمد عوض الله في الحيثيات، أن المتهم كان يخالطهم معيشتهم تلك، فيأكلون ويشربون معًا، وكان ذلك مما يدعو إلى حفظ الود، وصون العرض، لكن المتهم لم يذكر من ذلك سوى أنه ولي النعمة، وصاحب المال، بل هو السيد، والمجني عليه الأول وأسرته هم العبيد الذين استأجرهم بماله ومن عليهم بعطفه.

وأشارت الحيثيات، إلى أنه إبان ذلك تمت خطبة المجني عليها «منار» وتحت ظروف إعداد بيت زوجيتها كانت تلجأ إليه ليعينها بماله الذي منّ عليه الله به، فكان يعطيها لا لشيء إلا لينال منها، وتكرر ذلك كلما لجأت إليه، وكانت عيناه تتجهان صوب شقيقتها المجني عليها «هناء» راغبًا في الزواج منها لعلمه بعفتها، فأبدى طلبه، بيد أنه قُوبل بالرفض بداعي أنها وهبت نفسها لتربية صغيرتها «شهد» فأخذته العزة بالإثم، فكيف لهؤلاء أن يرفضوا طلب سيدهم، وأحس بأن ذلك نال من كبريائه.

واستطردت الحيثيات، أن المتهم هداه تفكيره الآثم وعقله المريض أن يأتي مع المجني عليها «هناء» ما يجعلها تشعر بذات ما أحس به، ليذلها كما أذلته، وهيهات بين هذا وذاك، فوضع خطة مؤداها أن يدس منومًا لسالفة الذكر يذهب إرادتها وتخر معه قواها وينحرها.

عاشر ضحية وتقدم لخطبة شقيقتها 

وشهد العقيد محمد أحمد مفتش مباحث فرقة الشيخ زايد، أن تحرياته حول الواقعة توصلت إلى صحة حدوثها على النحو الوارد بإقرار المتهم بالتحقيقات، والذي كان على علاقة جنسية غير شرعية بالمجني عليها "منار عادل"، وأن المجني عليها شاهدتهما يوم الواقعة فأخبرت والدها بما رأته فنهر المتهم الذي أسرع بإحضار سكين تعدى به على المجني عليهم تواليًا بالطعن والنحر حتى لا يفتضح أمره.

وأضاف أنه تمكن من ضبط المتهم وأقر له بتفصيلات ارتكابه للواقعة، وأقر المتهم "عاطف محمود إسماعيل" بالتحقيقات أنه كانت تجمعه بالمجني عليه الأول "عادل علي إبراهيم" علاقة صداقة وعمل نشأت منذ ما يقرب من الثلاثين عامًا، حيث كانا يعملان سويًا في مجال زراعة أشجار الفاكهة وأنه سافر للعمل بدولة ليبيا ونجح في ادخارالأموال فعاد للبلاد بعد خمس سنوات، وبدأ في استئجار المزارع والاتجار في محصولها من الفواكه، فاتفق مع المجني عليه المذكور على أن يستخدمه في العمل بالمزرعة التي يستأجرها بمنطقة الريف الأوروبي.

وأوضح أن المجني عليه أقام بهذه المزرعة وأحضر معه في البداية المجني عليها "منار" بمفردها لمساعدة والدها والتي تمت خطبتها في غضون شهر أكتوبر من العام ٢٠٢١.

وأضاف أنه كان يلقي على مسامع هذه المجني عليها كلامًا معسولًا حال انفراده بها استحسنته الأخيرة، ولم ترفضه فتطور الأمر إلى معاشرتها برضاها مستغلًا حاجتها إلى المال لإتمام تأثيث متاع الزيجة المستقبلية.

جرحت كبريائي 

وتابع: كان يغدق عليها بالمال في كل مرة ينال فيها من عفتها، ومع مرور الأيام حضرت المجني عليها "هناء" وابنتها المجني عليها "شهد" والمجني عليه "مروان" حفيد المجني عليه الأول للعمل بالمزرعة مع سابقيهما ولما وجد - أي المتهم، في المجني عليها "هناء" من حسن اخلاق واستقامة تقدم لخطبتها إلا أن طلبه قوبل بالرفض لرغبة الأخيرة في التفرغ لتربية ابنتها فأحدث ذلك الرفض جرحًا لكبريائه ونيلًا من كرامته.

خطة شيطانية ونحر 5 ضحايا 

 واستكمل الجاني: أراد مداواته بإذلال المجني عليها "هناء" وذلك بتصويرها عارية وهتك عرضها فهداه تفكيره الشيطاني إلى تخديرها حتى يتمكن من إنفاذ مخططه، فقام في يوم الواقعة بشراء بعض الطعام وأعطاه للمجني عليها المذكورة لطهوه وقام بإعداد عصير الجوافة، وعقب ذلك صعد للطابق الأول في المبنى المتواجد بالمزرعة وتبعته المجني عليها "منار" وأثناء تواجدهما في وضع مخل شاهدتهما شقيقتها فأخبرت والدها الذي تشاجر مع صديقه فما كان من المتهم إلا أن نحرهم واحدًا تلو الآخر انتقامًا منهم.