رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الداخلية» تحتفل بعيد الشرطة الـ71 تخليدًا لمعركة الإسماعيلية

جانب من الحدث
جانب من الحدث

تنظم وزارة الداخلية، بعد قليل، احتفالية بمناسبة عيد الشرطة رقم 71، بمقر مجمع الاحتفالات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.

ففي 25 يناير 1952 كانت هناك بطولة لرجال الشرطة دلت على بسالتهم وشجاعتهم في التصدي والدفاع عن مبنى محافظة الإسماعيلية أمام القوات البريطانية ونتج عن هذه المعركة 50 شهيدًا و80 مصابًا من رجال الشرطة إلا جانب اعتقال وسجن آخرين.

وكان لمقولة «الشرطة والشعب في خدمة الوطن» دليل عظيم في هذه الواقعة حيث تكاتف الشعب مع القوات الأمنية للدفاع عن الوطن أمام العدوان الإنجليزي، فجاءت المعركة عقب استجابة حكومة الوفد لمطلب الشعب بإلغاء معاهدة 1936‏- فرضت على مصر الدفاع عن مصالح بريطانيا-‏ وأعلن رئيس الوزراء وقتذاك مصطفى النحاس، هذا القرار في 5 أكتوبر.

وبناءً على إلغاء المعاهدة استمرت الأعمال التخريبية من الفدائيين تجاه قوات الاحتلال في منطقة القناة، وترك العمال المصريين العمل في المعسكرات البريطانية، ومنع امدادهم بالمواد الغذائية، وأدرك البريطانيون أن الفدائيين يعملون تحت حماية الشرطة‏،‏ لذا خططوا لتفريغ منطقة القناة من الشرطة المصرية، لضبط الفدائيين.

وفي يوم 25 يناير الموافق حينذاك الجمعة 1952 استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة «البريجادير أكسهام» ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًا يفيد تسليم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة.

فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطاني وأبلغت فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية في هذا الوقت، الذي طلب منهم الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام وحارب المدافع والرصاص 850 ضابطًا مصريًا.

وحاصرت القوات البريطانية الشرطة في محافظة الإسماعيلية، واستمر الحصار على مدار 6 ساعات وكان هناك فرق في تسليح القوتين، فالبريطانيون كان عددهم أكبر وبحوزتهم أسلحة متطورة، بجانب أن عددهم وصل إلى 7000 جندي، مما أدى إلى وجود شهداء في الشرطة وسقوط جرحى كثيرين.

وتم أسر العديد من الضباط والجنود المصريين ورفضت قوات الاحتلال إسعاف الجرحى، إضافة إلى أعمالهم التخريبية في المنطقة ما أغضب الأهالي وخرجوا لحمل السلاح لمواجهة العدو ما أجبر قائد القوات البريطانية على منح جثث شهداء الشرطة التحية العسكرية عند إخراجها من مبنى محافظة الإسماعيلية، اعترافًا بشجاعتهم في الحفاظ على وطنهم.

وعقب ذلك خرجت المظاهرات واشترك فيها جنود الشرطة مع الطلاب في الجامعات يوم السبت 26 يناير 1952، ونادت بحمل السلاح ومحاربة الإنجليز لتكون معركة الإسماعيلية بداية الشرارة للثورة التي قامت عقب ذلك، ومن هنا أصبح يوم 25 يناير هو مناسبة لعيد الشرطة تخليدًا لبطولتهم، وحفظها في الأذهان ليتغنى بها الكبار والشباب على مدار 71 سنة.