رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأب سند.. تفاصيل مؤلمة في وفاة موظف أثناء حماية ابنته من التحرش

الاب وابنته
الاب وابنته

ألفاظ بذيئة ومعاكسة جريئة تعرضت لها طالبة بالصف الثالث الثانوي أثناء سيرها في الشارع بمدينة منيا القمح ولأن الملجأ الأول والوحيد لكل فتاة والدها استغاثت الطالبة بأبيها موظف الكهرباء الذي هرع لنجدتها ومعاتبة من تعرض لصغيرته. 

الأب سند

وصل الأب إلى المكان الذي أخبرته ابنته بوجودها فيه وفوجئ بأن من حاول هتك ستر ابنته مجرد طفلين لم يصلا لمراحل الرجولة بعد كلاهما في الصف الأول الثانوي فاعتقد انه بحديث لين لهما ومعاتبة أبوية سيعتذران عما اقترفاه إلا انه فوجئ بهجوم قبيح من الصبيين ورد وصفه الحاضرين بـ"البجاحة" ثار الأب مدافعا عن ابنته وكرامتها التي جرحت بألفاظ وتحرش علني وسط أهل بلدتها ولم يصمت الصبيان بل تطور الأمر إلى مشادة كلامية كادت أن تطور إلى مشاجرة واشتباك بالأيدي إلا أن المفاجأة التي حدثت ألجمت الجميع عندما سقط الأب الغاضب مغشيا عليه وسط صرخات واستغاثات ابنته بإنقاذه مرددة: “أبويا هيروح مني”. 

أسرع الأهالي بنقل الأب إلى المستشفى وسط فشل محاولات إفاقته ورعب من ابنته وباقي أفراد الأسرة الذين تتبعوهم للمستشفى فور علمهم بالخبر لكن الخبر الأقسى نقله لهم الطبيب عندما وقع الكشف الطبي عليه عند دخوله لطوارئ المستشفى قائلًا: "البقاء لله". 

تعالت صرخات الابنة واعتلى الحزن وجه الأهل والجيران من الوفاة المفاجأة لأب كان حارسا لابنته بينما هرب الصبيان بعد علمهما بخبر الوفاة. 

حزن منيا القمح 

وسيطرت حالة من الحزن علي أهالي مركز ومدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية عقب الحادث وتم تشييع جثمانه وسط حضور عدد كبير من أهالي المدينة ودعوات له بالرحمة والمغفرة وأكد عدد من أهالي منيا القمح أن الفقيد أصيب بأزمة قلبية إثر تعرض ابنته الطالبة بالصف الثالث الثانوي لمحاولة التحرش بها والتعدي عليها من قبل شابين أثناء توجهها لتلقي الدروس الخصوصية وعلي الفور وبمجرد علم والدها بالموضوع قام بالتوجه إلي الشابين وحدثت بينهم مشادة كلامية وأصيب بأزمة قلبية.

وأضاف الأهالي أنه تم نقل الأب إلي المستشفي ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة داخلها وتم تشييع الجثمان، إلي مثواه الأخير وسط حالة من الحزن الشديد خاصة أن الفقيد كان يتمتع بحسن الخلق والسيرة الطيبة.

فيما تحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إلي منصة لتقديم واجب العزاء في الفقيد مؤكدين انه كان من الأشخاص المميزين بعملهم ويتمتع بحب من قبل الجميع عن تقديم يد العون والمساعدة لأي شخص.

تحرش وموت 

بدأت الواقعة بتلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن محافظة الشرقية، إخطارًا من إدارة البحث الجنائي، يفيد بورود بلاغ من أحد المستشفيات الخاصة في مدينة منيا القمح، بوصول "علام أحمد خليل" 44 سنة، موظف في إدارة كهرباء منيا القمح، مصابًا بحالة إعياء شديدة، وتوفي فور وصوله.

وتبين من التحريات الأولية أنه في أثناء مرور ابنة المتوفى، الطالبة بالصف الثالث الثانوي، في الطريق العام، تعرض لها طالبان وحاولا التحرش بها لفظياً "معاكستها"، فحدثت مشادة كلامية بين والدها والطالبين وسقط الأب أرضًا مغشيًا عليه، وتم نقله إلى أقرب مستشفى لكنه فارق الحياة فوراً.

وتمكنت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة منيا القمح من ضبط الطالبين "أدهم. م. ف"، 16 سنة، طالب بالصف الثاني الثانوي العام، و"محمد. ج. ط"، 16 سنة، طالب بالصف الأول الثانوي العام، مقيمان في بندر منيا القمح وقررت النيابة المختصة حبسهما على ذمة التحقيقات. 

رأي قانوني 

استبعد خبير قانوني محاكمة الصبيين المتهمين في الواقعة بتهمة قتل والدها إذا أثبتت التحقيقات أنه توفي بأزمة قلبية 

وأوضح: "إن كان المجني عليه مات لإصابة حدثت بالمشاجرة فسيتم معاقبة المتهمين بعقوبة السجن المشدد، لكن التحقيقات تشير إلى وفاته نتيجة أزمة قلبية فهذا ينفي اتهام الشابين، والقانون لم يُجرم من تشاجر مع شخص ومات متأثرًا بأزمة قلبية".

وأكد أن تحقيقات النيابة المختصة ستكشف تفاصيل ما جرى ومن بعدها ستفصل في اتهام الصبيين بالتسبب في وفاة الموظف من عدمه، متوقعًا اتهامهما بالتعدي على الفتاة أو التحرش دون القتل.

وقال إنه إذا أثبتت التحقيقات وفاة الرجل نتيجة المشاجرة وتعرضه للضرب تكون العقوبة ضرب أفضى إلى موت وعقوبتها تصل للسجن المشدد حتى 15 سنة وفق نص المادة 236 من قانون العقوبات، موضحًا أنه حال ثبوت موته بأزمة قلبية ستنتفي تهمة القتل عن المتهمين.

أما إذا أثبتت التحقيقات واقعة التحرش بالفتاة ستكون العقوبة من سنتين لـ 4 سنوات أو بغرامة لا تزيد عن 200 ألف جنيه وفق المادة 306 من القانون 141 لسنة 2021.