رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رغم تحذيرات «الصحة».. حقنة البرد كارثة صحية تهدد المصريين

جريدة الدستور

«كوكتيل البرد، حقنة البرد الثلاثية».. جميعها مسميات لدواء قد يودي بحياتك في لحظة، بسبب الأضرار التي تُحدثها على من يتناولها عشوائيًا وبدون إشراف طبي، إذ تظهر وتنتشر بشكل كبير مع كل شتاء وانتشار نزلات البرد، لا سيما بعد تفشي فيروس كورونا والخوف من الإصابة به.

وبالرغم من التحذيرات المتتالية لوزارة الصحة من حقنة البرد أو مجموعة أدوية البرد مع دخول كل شتاء، إلا أن كثيرين لازالوا يتناولونها أملًا في الشفاء العاجل، رغم تضارب المواد الفعَّالة لتلك الأدوية بشكل كبير، وهو ما يدفع وزارة الصحة إلى التحذير منها دوريًا.

تحذير من كوكتيل البرد

وفي وقتٍ سابق، حذّر الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، من حقنة البرد مؤكدًا أن الوزارة حذرت عن طريق البيانات والمداخلات الهاتفية والحوارية خلال البرامج التليفزيونية المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي، بأنه لا يوجد ما يسمى بـ"كوكتيل الدواء أو حقنة البرد".

وأوضحت "الصحة" أن ما يسمى كوكتيل حقن البرد هو اختراع من بعض الصيادلة الذين يرتاد مقارهم بعض مرضى البرد، فيقول لهم "العلاج هو كوكتيل البرد"، كما يتم بيعها أون لاين بدون رقابة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

وكوكتيل البرد هو عبارة ثلاثة مركبات خليطة تتكون من مسكن يحمل إسم "ديكلوفيناك الصوديوم" والثاني هو "الكورتيزون"، وثالث المكونات هو "مضاد حيوي مجهول"، وفق وزارة الصحة، التي أوضحت أن الكورتيزون أخطرهم هو والمضاد الحيوي فلا يمكن إعطائهم معًا بدعوى أنه يمنح المناعة الكافية.

وبالفعل هناك عشوائية في بيع حقن البرد إذ لم تتوافر في الصيدليات فيقوم بعض السماسرة بتوفيرها على شبكة الإنترنت بأسعار مختلفة دون حساب الضرر الواقع على البعض، بحسب ما كشفته "الدستور" في التقرير التالي.

بسمة ضحية حقنة البرد: "صرفتها من غير روشتة"

بسمة محمد، 29 عامًا، إحدى ضحايا حقنة البرد الثلاثية أو التي يطلق عليها البعض ثلاثية البرد، والتي حين أصيبت في شتاء العام الجاري بنزلة برد حادة، لم تلجأ إلى الطبيب أو إجراء كشف طبي، ولكن نصحتها إحدى جيرانها بجلب حقنة البرد.

قالت: "اشتريتها من صيدلية بسعر 100 جنيه رغم أنها في السنوات اللي فاتت كانت بسعر 50 جنيه، ووقتها قالولي إنها تركيبة مفعولها سحر مكونة من تلات أدوية فعالة وفيها مسكن ومضاد حيوي وحاجة للبرد وبتقضي عليه في 3 أيام".

وتضيف: "الصيدلي مش بيسأل على الروشتة أو كشف طبي بيديك حقنة البرد الثلاثية على طول، ولا سأل على أي تاريخ مرضي بالعكس طمني أنها فعالة ومفيش أي مضاعفات ليها وهو اللي خلاني اقتنعت وفعلًا اشتريتها".

تدهورت حالة بسمة بشدة وارتفعت درجة حرارتها إلى 39 درجة، ما دفع والديها إلى الذهاب لطوارئ أحد المستشفيات، وبعد الفحص الطبي، تبيَّن أنها لديها حساسية من أحد المواد الفعالة من كوكتيل البرد وتم إسعافها.

خطورة حقنة البرد

محمود الملاوي، صيدلي في مدينة حلوان، وصف أن ما يطلق عليها بـ" حقنة البرد الثلاثية" هي حقنة كارثية، مبينًا أنها انتشرت خلال الفترة الأخيرة وخاصة لدى الأميين بأنها حقنة سرية ويتم تناولها وتداول تلك المعلومات بين المواطنين وبعضهم البعض.

ويوضح أنها عبارة عن ثلاث أدوية متناقضة ولا تتماشى المواد الفعّالة لها مع بعضهم البعض، وهم حقنة مضادة حيوي وكورتيزون ومسكن: "الحقنة بتسبب تسكين وراحة للمريض بشكل مؤقت وهيحس إنه خف في لحظتها لكن لها آثار جانبية".

ويضيف: "الكورتيزون أثاره الجانبية شديدة والبرد مش محتاج مضاد حيوي إلا في حالات محددة بإشراف طبي، لأن كل دي حاجات لها تأثير على الحساسية والكبد والكلى بتظهر بعد تعود المريض على الحقنة".

روان: "الحقنة سعرها 100 جنيه ومضاعفتها خطيرة"

وهو ما حدث مع روان خالد، 25 سنة، والتي أصيبت بمضاعفات في الكلى والمعدة بعدما تناولت مرتين حقنة البرد الثلاثية خلال 4 أشهر، والتي وصلت سعرها إلى 100 جنيه في الصيدليات وتباع أون لاين أيضًا.

تقول روان: "الصيدلي أقنعني بأنه لا مانع منها ولا يوجد أضرار، وأداني حقنة فيها ديكسازون وترياكتين تلات مرات في اليوم، المرة الأولى كان الأمر كويس وخفيت فعلًا قلت مش هأخد غيرها بعد كدة".

وتضيف: "المرة الثانية حصلي ألم في عضمي كله وارتفعت درجة حرارتي، وعرفت وقتها أن عندي حساسية من بعض المواد الفعالة زي الديكسازون وترياكتين ووقتها الصيدلي معملش اختبار حساسية".