رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاستعمار الرياضى (3) .. أصحاب البشرة السمراء يقودون منتخبات أوروبا

نجوم افارقة فى منتخبات
نجوم افارقة فى منتخبات اوروبية

سلطت اللقطة الشهيرة التي رفض فيها نجم المنتخب السويسري بريل امبولو، الاحتفال بالهدف الإنجليزي؛ الذي أحرزه في مرمى بلده الأصلي الكاميرون في مباريات دور الـ 32 لكأس العالم 2022 التى اختتمت فعالياتها في الدوحة؛ الضوء على الوجود الكثيف للاعبين المتحدرين من أصول أفريقية ويلعبون في منتخبات أوروبا وكندا والولايات المتحدة والذين يقدر عدد الأساسيين منهم بـ50 لاعبا يتواجدون فى التشكيلات الأساسية.

في الواقع ينظر مشجعو كرة القدم في أفريقيا بالكثير من الفخر والحسرة وهم يرون نجوما أفارقة من العيار الثقيل يقودون منتخبات كبيرة في أوروبا وأميركا في منافسات كأس العالم 2022.

وتعتبر دول غرب أفريقيا صاحبة الرقم الأكبر من حيث عدد اللاعبين الأفارقة الذين يرتدون شعارات المنتخبات الأوروبية والأميركية؛ حيث يلعب 7  لاعبين من نيجيريا وحدها في ثلاثة منتخبات تأهلت لنهائيات كأس العالم 2022؛ من بينهم بوكيا ساكا نجم المنتخب الإنجليزى.

وتأتي بعدها الكاميرون بـ6 لاعبين بينهم نجم منتخب سويسرا امبولو ويوسفا موكوكو الذي يلعب للمنتخب الألماني، ويدين المنتخب الأميركي في وصوله إلى دور الـ 16 لنجمه تيموني ويا نجل الرئيس الليبيري جورج وياه، الحائز على الكرة الذهبية عام 1995 .

ويستحوذ المنتخب الفرنسي على أكبر عدد من اللاعبين المتحدرين من أصول أفريقية حيث تضم قائمته 16 لاعبا على رأسهم نجم باريس سان جيرمان كليان امبابي المولود من أب كامبروني وأم جزائرية؛ إلى جانب نجم برشلونة عثمان دمبليى الذي تعود جزور أسرته إلى كوت ديفوار وكانتي ذو الأصول المالية وبول بوغبا المتحدر من أصول غينية، وان كانت الإصابة قد حرمت الثنائى من الظهور فى المونديال مع منتخب فرنسا.

فرنسا تصنع أمجادها على أكتاف “السٌمر”

مثلما جاءت فرنسا فى مقدمة الدول الأوروبية التى استنزفت خيرات القارة السمراء ونهبتها على مر العصور، تعتمد الرياضة في هذا البلد الأوروبي – ذي التاريخ الإستعماري البغيض – كثيرا على الرياضيين الأجانب بِصفة عامة والأفارقة تحديدا. حتى أن حصول منتخب “الديكة” لكرة القدم على كأس العالم 1998 ، وهو إنجاز تاريخيّ له، جاء بِواسطة 16 لاعبا أجنبيا من أصل 22 كرويا وُجّهت لهم الدعوة لإرتداء قميص الديوك فى مقدمتهم زين الدين زيدان ذى الأصول الجزائرة ومارسيل دوسييه صاحب اللأصول السنغالية.

وتكرر الأمر فى نسخة 2006 التى خسرها المنتخب الفرنسى بضربات الجزاء الترجيحية أمام منتخب ايطاليا، حيث استمرت فرنسا على نفس السياسة فى استخدام الأفارقة لصناعة مجد كروى حتى عادت مجددًا وحققت لقب بطولة كأس العالم 2018 فى روسيا على حساب كرواتيا بفريق شبه أفريقى .

وضمت قائمة فرنسا الاولية فى بطولة كأس العالم 2022، عدد كبير من اللاعبين الافارقة بداية من الكونغولى ستيف مانداندا حارس المرمى ، وخماسى خط الدفاع : عادل رامي (المغرب)، صامويل أومتيتي (الكاميرون)، بريسنيل كيمبيمبي (الكونغو الديمقراطية )، جبريل سيديبي (مالي)، بن يامين ميندي (السنيغال) .

 

وفى خط الوسط هناك 6 لاعبين : نبيل فقير (الجزائر)، ، نجولو كانتي (مالي)، بول بوغبا (غينيا كوناكري)، بلاز ماتويدي (أنجولا)، كورونتين توليسو (الطوغو)، سيتفن نزونزي (الكونغو الديموقراطية) .

بالإضافة إلى الثلاثى الهجومى عثمان ديمبيلي (مالي) وكيليان مبابي (أبوه كاميروني وأمّه جزائرية) وكريم بنزيما صاحب الأصول الجزائرية.

عملية استنساخ فاشلة فى قطر 

حاولت قطر اتباع تجربة الدول الأوروبية فى عملية تجنيس اللاعبين الأفارقة، بهدف صناعة جيل يكون قادر على مواكبة الكبار فى مونديال 2022 الذى استضافته العاصمة القطرية الدوحة، لكن التجربة أثبتت فشلها بشكل غير مقبول، بعد المستوى المتدنى الذى ظهر عليه منتخب قطر خلال البطولة وتعرضه لثلاث هزائم متتالية، غادر على أثرها الدور الأول من الباب الضيق.

وبدأ الجانب القطرى مشروعه لصناعة منتخب متكامل من كافة الجنسيات أواخر عام 2007، من خلال أكاديمية اسبيتار، وزاد الإهتمام بهذا المنتخب فى اواخر عام 2010 بعد حصول قطر على شرف تنظيم مونديال 2022 ، لكن المحلصة لم تكن مرضية على الإطلاق وذهب كل هذا الإهتمام أدراج الرياح، وهو ما يعكس قدرة الأوروبيين على صناعة تلك المواهب ودمجها فى ثقافتهم منذ الصغر .

وضم مشروع قطر العديد من اللاعبين الأفارقة على رأسهم عبد الرحمن محمد مصطفى، وأحمد فتحي وأحمد علاء الدين، اللذين يحملونالجنسية المصرية ومعهم من السودان المعز علي وعبد الكريم حسن وعبد العزيز حاتم وعاصم ماديبو وحامد إسماعيل، والتنزانى علي عفيف، شقيقه أكرم عفيف، و بوعلام خوخي وكريم بوضياف اللذان يحملان الجنسية الجزائرية.

وهناك جنسيات اخرى غير أفريقية فى صفوف منتخب قطر على رأسهم بيدرو ميجيل، الذى يحمل الجنسية البرتغالية، وبسام الراوي، الذى يحمل الجنسية العراقية، وغيرهم من اللاعبين الذى مثلوا منتخب قطر خلال السنوات الماضية لكن لم يكتب لهم المشاركة فى بطولة كأس العالم.

بطولات أمم أوروبا بصبغة أفريقية 

امتلكت المنتخبات الأوروبية الـ 24 التى شاركت في بطولة أمم أوروبا الأخيرة يورو 2020، التي توج بلقبها المنتخب الإيطالى ، عددا من النجوم من أصول إفريقية ممن سطروا أسماءهم بأحرف من ذهب في عالم الساحرة المستديرة.

وهناك العديد من النجوم ذى الأصل الإفريقى،قد برزوا خلال تلك البطولة بشكل ملفت للنظر، لعل أبرزهم كيليان مبابي  نجم فرنسا الحاصل مؤخرًا على لقب هدف كأس العالم برصيد 8 أهداف . 

ينحدر كيليان مبابي من أصول إفريقية لأب من الكاميرون ووالدته من الجزائر،و كان عمره 19 عاما عندما توج مع منتخب الديوك بمونديال كأس العالم 2018 في روسيا،  إلى جانب بول بوجبا (غينيا) ونجولو كانتي وموسى سيسوكو (مالي) وعثمان ديمبيلي (كوت ديفوار) وكريم بنزيمة (الجزائر) .

وأصبح "القاطرة البشرية" روميلو لوكاكو الذي ولد لأبوين أصلهما من الكونغو الديمقراطية، هداف منتخب بلجيكا حيث قاد لوكاكو منتخب الشياطين الحمر للفوز بالمركز الثالث في كأس العالم 2018، لكن بلجيكا ودعت مونديال 2022 من الدور الأول .

ولم يكن لوكاكو اللاعب الوحيد من أصول إفريقية فى صفوف بلجكيا، إذ ضم المهاجمين ميشي باتشواي وكريستيان بينتيكي وهما مثل لوكاكو ينحدران من الكونغو الديمقراطية بالإضافة إلى جيريمي دوكو الذي ينحدر من غانا.

 و يفخر مدافع منتخب ألمانيا أنطونيو روديجر بأصوله الإفريقية إذ قال في السابق "عائلتي كلها قدمت من إفريقيا"، فر والداه من الحرب الأهلية بسيراليون في تسعينيات القرن الماضي ليستقر بهما الحال في برلين.

وضم منتخب المانشافت لاعبين آخرين من أصول إفريقية كلاعب بايرن ليروى ساني وسيرجى جنابري وجمال موسيالا حيث ينحدر والد ساني من السنغال فيما ينحدر والدا جنابري من كوت ديفوار وموسيالا من نجيريا. 

أيضا ينحدر والد ممفيس ديباي لاعب منتخب هولندا من غانا وقد ترك العائلة عندما كان ديباي طفلا صغيرا ولهذا يرجع السبب وراء أنه يكتب اسمه الأول ممفيس غالبا على القميص الذي يرتديه، وإلى جوار ديباي يلعب أيضا ناثان آكي الذي ينحدر من أصول إفريقية فوالده من كوت ديفوار. 

وكان من الممكن أن يلعب المدافع القوي ديفيد ألابا في صفوف منتخب نيجيريا، لكن ألابا قرر في نهاية المطاف اللعب مع منتخب النمسا مسقط رأسه، وقد لعب المدافع النمساوي مع نادي بايرن لأكثر من 13 عاما قبل أن يتركه إلى ريال مدريد، وهناك أيضًا، فالنتينو لازارو الذي يلعب في الدوري الألماني وينحدر والده من أنجولا وأيضا رفيقه في البوندسليجا كريم أونيسييو الذي ولد لأب من نيجيريا.

 وولد المهاجم بريل إيمبولو لاعب سويسرا في الكاميرون وعندما كان في عامه السادس قررت والدته الهجرة إلى سويسرا معه وشقيقه الثاني فيما بقى الأب في إفريقيا، ويضم منتخب سويسرا لاعبين من الدوري الألماني ينحدرون من أصول إفريقية بينهم دينيس زكريا الأب من الكونغو الديمقراطية والأم من السودان  وكيفن مبابو الأم من الكونغو الديمقراطية. 

وتوج المدافع ويليام كارفالو مع منتخب البرتغال ببطولة يورو 2016، رغم انه ولد في عاصمة أنجولا لواندا لكنه انتقل إلى البرتغال عندما كان طفلا، ويضم منتخب البرتغال لاعبين آخرين من أصول أفريقية مثل دانيلو بيريرا الذي ولد في غينيا بيساو.

فيما ينحدر مهاجم منتخب السويد ألكسندر إسحاق لأبوين من إريتريا، وضمت قائمة المنتخب السويدي أيضًا مهاجم ماينز الألماني روبن كوايسون الذي ينحدر من أصول إفريقية فوالده من غانا وأيضا كين سيما الذي ولد لأبوين من الكونغو الديمقراطية.

هناك أيضا جلين كامارا لاعب خط وسط منتخب فنلندا الذى ولد في مدينة تامبيري الفنلندية لأبوين من سيراليون، وتعلم مهارات كرة القدم في أكاديمية أرسنال للشباب.

وهاجر والدا بوكايو ساكا البالغ من العمر 19 عاما من نيجيريا إلى انجلترا لذا تم استدعاؤه في السابق لينضم إلى منتخب النسور إلا انه اختار اللعب في صفوف المنتخب الإنجليزي.