رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سعد القليعي: مسألة التخصصات في النقد الأدبي مغالطة ولا نقد الآن

سعد القليعي
سعد القليعي

جاء اسم الكاتب والشاعر والإذاعي "سعد القليعي" كعضو لجنة تحكيم جائزة الشاعر أحمد فؤاد نجم  في مجال الشعر، والتي ضمت عددًا من الكتاب والشعراء منهم  الشاعر محمود قرني، والكاتب  الصحفي والشاعر ياسر ثابت، والكاتب الصحفي والقاص هشام أصلان، والتي أثارت العديد من التساؤلات والتي على رأسها ماذا عن أسباب غيار نقاد عامية وشعراء عامية؟ وماذا عن مستقبل  نقد العامية في مصر؟  يجيبنا الشاعر سعد القليعي  في التقرير التالي: 

قال الكاتب والشاعر سعد  القليعي لـ"الدستور": “حياتنا في كل جوانبها وتجلياتها مأزومة، وفيما يخص الجوانب الفنية والثقافية فالأزمة أكثر وضوحًا، ربما لقلة المحاذير أمام الحديث في مشاكلها والأزمة الخاصة بها، ويعد النقد فنيًا وأدبيًا هو أبرز تجليات أزمة حياتنا الثقافية”.

وتابع: “وأستطيع أن أقول لك وأنا مرتاح الضمير أنه لا نقد الآن، أقصد كحركة لها من الآليات والممارسات والأسماء ما يمكنها القيام بدورها في المواكبة والمتابعة والفرز، بالطبع هناك مجهودات فردية جادة (في الغالب يقوم بها مبدعون أزعجهم فراغ ساحة المتابعة) لكنها تظل استثناءً يؤكد القاعدة، وحلقات منفصلة لا تصنع سلسلة، وموجات منفردة مباعدة لا تصنع تيارًا، ومسألة تقسيم التخصصات في النقد تبعًا للشكل الأدبي محل الدراسة مغالطة، فلا أظن أن المطلوب هو وجود ناقد لشعر العامية وناقد للفصحى وآخر لقصيدة النثر وآخر القصة وناقد للرواية.. ألخ”.

ولفت إلى أن المهم هو وجود صاحب الرؤية ووجهة النظر الخاصة، بعيدًا عن اعتساف النظريات وليّ عنق النصوص الإبداعية لتكون على مقاس نظريته المعلبة التي قرأ.. وإذا كانت المعضلة النقدية قائمة في كل فروع الإبداع، فهي في شعر العامية أكثر تعقيدًا حيث أن الاعتراف به كمجال إبداعي هام ومستوعب للقضايا والتساؤلات الإنسانية جاء متأخرًا جدًا، حتى وإن ادّعى المتحمسون غير ذلك، فلعلك تذكر أن أول شاعر عامية يحصل على الجائزة التقديرية كان الخال الكبير "الأبنودي" رحمه الله، وأظن أنه لم يكن ليحدث لولا سلطة الاسم والمكانة، ولو استمر الحال على ما هو عليه فأظن أيضًا أن سنوات طويلة ستجيئ قبل أن ينالها تالٍ من شعراء العامية، ولأن شعر العامية ينظر له للآن على أنه شعر "العوام" ــ وهو اشتقاق خاطئ ومغلوط - فإن الجهد النقدي حول مشاريعه سيظل ندرةً من ندرة تمارس النقد ككل، ولذا فمن الطبيعي بل وحلًّا للأزمة أن تكون لجان تحكيم جوائزه لا تضم من نقاده وممارسيه إلّا قليلًا .