رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خدعونا فقالوا «التراث الإسلامى قد تمت تنقيته من الإسرائيليات»!

(1)

إن بعض أصحاب الفضيلة ينتفضون ويتشنجون غضبا عند محاولة أحد الاقتراب من التراث الإسلامى البشرى المتراكم عبر القرون. وبعضهم يسخر ويهزأ من هؤلاء المتجرأين المقتربين ويكيلون لهم الاتهامات بمحاولة سلخ المسلمين من إسلامهم، والسقوط فى فخ الاستشراق، وغيرها من الاتهامات التى تلقى زخما وقبولا وحفاوة من الكتل الجماهيرية، خاصة حين يتم تغليف تلك الاتهامات بالعبارات الحماسية البراقة التى تستنهض الجماهيرَ للدفاع عن عقيدتها من محاولات الاعتداء الفكرية المشينة!

وحين تسألهم عن سبب هذا الغضب والتشنج، يردون عليك برد قاطعٍ حاسم، بأن هذا التراث كان ينقى ويطهر نفسه بنفسه عبر القرون، وعن طريق نفس العلماء القدامى وأن هذه الإشكالية قد حُسمت وقُتلت بحثا! ومن فرط ثقتهم فى ردودهم يخال المرؤ أن هذا يقينٌ لا يأتيه الباطل ومُسلّمة كونية لا تقبل الشك أو التشكيك!

ومن أشهر القضايا التى يصر بعض أصحاب الفضيلة على حسمها قصة (الإسرائيليات) ومساحة تداخلها مع التراث الإسلامى من حيث الموضوع أو الحجم من مجمل هذا التراث. فهم يقولون إن هناك من القدامى من تصدى لهذه الإسرائيليات وفندها!

فهل ما يقوله بعض أصحاب الفضيلة حقيقة أم أنها من أكبر الأكاذيب التى تم تمريرها؟! (وأنا أستخدم كلمة أكاذيب هنا بمعنى الأخطاء تماما كما يستخدمها القدامى والمحدثون من واضعى والمدافعين عن التراث، ولا أستخدمها بمعناها غير الأخلاقى!)

فى هذا المقال أحاول الاقتراب من تلك المساحة المظلمة - أو التى يتم إظلامها عن عمد أحيانا - من ذلك الإرث الذى تدور حوله المعارك الفكرية والمجتمعية فى السنوات الأخيرة وحتى الآن، والذى دفعت شعوبنا ثمن التمسك به باهظا!

(2)

قبل محاولة الإجابة عن هذا التساؤل، ربما يكون منطقيًا أن نعرف ما المقصود بالإسرائيليات، ولماذا التصق بعضها بالتراث الإسلامى..؟

هناك لبسٌ تاريخى كبير تم استغلاله لإقناع المسلمين اليوم بأن التراث تم تنقيته من الإسرائيليات. هذا اللبس هو أن هناك رافدين منفصلين قاما بصب تلك الإسرائيليات فى ذلك التراث عبر عدة قرون. كلٌ من الرافدين له شخصيته وتاريخه وموضوعاته وقصة تدوينه، وهو فى كل ذلك منفصل كيانيا عن الرافد الثانى. 

الرافد الأول هو العهد القديم، بينما (التلمود) هو الرافد الثانى. فالمقصود بالإسرائيليات وبشكل مبسط تماما هو كل قصة ومروية وربما نص أو رؤية أخلاقية أو حكم فقهى أو نظرة للآخر المختلف دينا وجدت طريقها من أحد هذين الرافدين إلى أحد كتب التراث الإسلامى التى كُتبت معظمها بداية من القرن الثالث الهجرى.

هذا عن المقصود بالإسرائيليات، أما لماذا التصق بعضها بالتراث الإسلامى، أو لماذا وكيف وجدت إحداها أو بعضها طريقا لأحد كتب التراث الإسلامى، فالإجابة ببساطة لأن اليهود – أثناء قرون تدوين كتب التراث الإسلامى – كانوا يعيشون عصرهم الفكرى الذهبى فى حاضرة الخلافة الإسلامية وغيرها من مدن الخلافة العباسية. وأن أحد الرافدين الأساسيين لتسلل الإسرائيليات – التلمود – فى إحدى نسختيه لم يتم كتابته بعيدا عن نفس المدن التى كتبت بها كتب التراث الإسلامى، وأن كثيرا من علماء المسلمين لم يكونوا آنذاك فى عداء مع اليهود فكريا وكان بعضهم يجاهر بنقل بعض تفسيراته عنهم!

وأن التداخل العلمى والفكرى بين العلماء المسلمين آنذاك ونظرائهم اليهود كان كاسحا ولا يوجد حتى الآن – ولا أظن أنه سيوجد مستقبلا – مصادر تحدد بشكل قاطع مساحة وحجم هذا التداخل وما نتج عنه من تأثير كل ديانة على الأخرى فيما كتبه علماء كل ديانة!

قد يقول قائلٌ ولماذا نفترض أن هناك تداخلا بين مجموعات العلماء لديانتين مختلفتين؟! ولماذا لا يكون هناك افتراضٌ أن كل مجموعة انكبت على علومها الدينية بمعزل عن الأخرى؟!

لقد أجاب علماء التراث الإسلامى بأنفسهم عن هذا السؤال بأن بينوا قديما بعض ما تسلل من تلك الإسرائيليات فى السنوات الأولى بعد الإسلام. أى قبل أن نصل للقرن الثالث الهجرى بعقود طويلة.

فبعد معركة اليرموك وقعت بين أيدى المسلمين نسخ من العهد القديم وكان عبدالله بن عمرو بن العاص ممن اهتموا بتلك النصوص فتُرجم له سفر التثنية! كما تُرجمت أسفارٌ أخرى فى العصر الأموى وفى العصر العباسى قبل حكم المتوكل منتصف القرن الثالث الهجرى! وفى الأندلس ترجمت نسخ لأسفار أخرى من العهد القديم! 

أى أن التداخل بدأ مبكرا واستمر عبر العقود والقرون التالية، وقام بعض القدامى بجهد مشكور فى محاولة تنقية التراث الإسلامى من أى إسرائيليات مما تمت ترجمته من أسفار هذا الرافد – العهد القديم – ومن أهم هؤلاء العلماء ابن حزم الظاهرى فى مؤلفه (الفصل فى الملل والأهواء والنحل)!

إذا كانت هناك مؤلفات مثل ذلك المؤلف منذ هذه الفترة المبكرة، فماذا يريد الذين يهاجمون التراث الآن؟!

تكمن إجابة هذا السؤال فى أن هذا الجهد المشكور الذى قام به هؤلاء العلماء القدامى هو ما يتحدث عنه أصحاب الفضيلة اليوم. وهو يخص رافدا واحدا فقط هو العهد القديم الذى توافرت بعض تراجم لبعض أسفاره فى عقود مبكرة من تاريخ الإسلام. لكن هذا هو نصف الحقيقة أو لنقل على سبيل الدقة إنها ربع الحقيقة فقط وهى التى يتترس خلفها بعض أصحاب الفضيلة فى معركتهم ضد المحاولات المعاصرة للاقتراب العلمى المشروع من إرثهم المتراكم والذى كُتب معظمه منذ القرن الثالث الهجرى وحتى السادس الهجرى!

وفى محاولة الكشف عن ثلاثة أرباع الحقيقة، ستكون للحقائق التاريخية الكلمة العليا. فالتاريخ فقط يملك الرد على مزاعم بعض أصحاب الفضيلة! وفى الفقرات التالية بعضٌ مما تفيض به حقائق التاريخ، فهذه القضية – فى مرحلتها الأولى وهى مرحلة محاولة فك طلاسمها - تاريخية بامتياز وليست قضية دينية على الإطلاق! المرحلة الثانية لها ستكون قضية دينية وربما تقودنا جميعا إلى مرحلة رائعة من تحقيق حلم إعادة كتابة التراث الدينى الإسلامى بشكل موضوعى نقى بعد أن دفعت الشعوب الإسلامية منذ عصور وحتى الآن كلفة غالية نتيجة التمسك بهذا التراث وبما التصق به!

(3)

يقول التاريخ إن (التلمود) هو كلمة السر فى قضيتكم! ماهيته وتاريخ تدوينه وغموضه وحجمه بالغ الضخامة ومكان تدوينه ونجاح اليهود فى إخفاء كثير من فصوله حين تمت ترجمته للغات أوروبية منذ القرن السادس عشر تقريبا وأخيرا عجز المسلمين حتى الآن بكل مؤسساتهم الدينية والثقافية الرسمية والخاصة عن ترجمته كاملا إلى اللغة العربية.. كل ذلك هو كلمة السر فى قصة إعادة كتابة التراث الإسلامى، وبدون فك طلاسم كلمة السر هذه، فحديث أى صاحب فضيلة عن حسم مسألة التراث الإسلامى هو محض أوهام لا علاقة لها بالحقيقة!

التلمود هو أحد أهم الكتب عند اليهود وهو الشريعة الشفوية أى تفسير الحاخامات للتوراة ونقاشاتهم حولها، ويضم سجلا للشريعة والأخلاق والعادات والأساطير والقصص، ويعتبره اليهود كتابا مقدسا يوحى به الروح القدس. وينقسم لجزءين، الأول هو المشناه أو المتن والآخر هو الجمارا أو التفسير. المشناه تم جمعها بين 190 و200م. وهناك نسختان للجمارا، الأورشليمى وتم الانتهاء من جمع بعضه عام 400م وهو يضم مناقشات وتفاسير علماء اليهود فى طبرية. والنسخة الأخرى هى النسخة البابلية وتضم شروح ومناقشات علماء ما بين الرافدين وتم الانتهاء من تدوين بعضه حوالى 500م. ثم بدأت الزيادات عبر القرون حتى اتخذ شكله  شبه النهائى عام 700م، ولم تتوقف الزيادات حتى طباعة أول نسخة كاملة منه حوالى القرن العاشر!

واليوم حين تطلق كلمة تلمود فهى يقصد بها (التلمود البابلى) والذى كتب بالآرامية القديمة والعبرية القديمة. يبلغ عدد كلماته اثنين ونصف مليون كلمة فى حوالى 5800 صفحة من الحجم الكبير وتحتل القصص به ما يقرب من الثلث!

فى القرن الثالث الهجرى وفى ذروة تدوين التراث الإسلامى كانت حركة جمع وتدوين التلمود على أشدها، وظلت مساحة التداخل بين المنطقتين غامضة لا يحيط بها أحد حتى الآن. كانت هناك محاولة مبكرة لترجمة التلمود للغة العربية حين أمر (الحكم الثانى) صاحبُ قرطبة بالأندلس الحاخام يوسف بن موشيه بنقل التلمود للعربية. تذكر المصادر هذه القصة لكن لا تذكر شيئا عن مصير تلك المحاولة ولا يُعرف إن كانت المحاولة قد تمت بالفعل! وحتى لو تمت فقد بادت النسخة ولم تؤخذ منها نسخٌ أخرى!

وفى العصور الحديثة حاول مثقف يهودى مصرى من الإسكندرية الدكتور شمعون يوسف نقل التلمود للعربية ولم يستطع سوى كتابة مقدمة عن تاريخ التلمود وكتبته ومفسريه!

وتقريبا كل من كتب بالعربية عن التلمود نقل عن كتيب اسمه (الكنز المرصود فى قواعد التلمود) الذى كتبه دكتور روهلنج وترجمه دكتور يوسف نصر الله بالقاهرة عام 1899. وهو كتيب صغير ترجم بعض الشذرات القليلة التى يتناولها جميع الكتاب بعده!

وآخر محاولة قام بها السورى دكتور أحمد أبيش الذى قضى أكثر من عشرين عاما ونشر ما قام بترجمته فى حوالى 300 صفحة صغيرة!

أما التراجم باللغة الإنجليزية فقد كانت أنشط وصدرت طبعة بلندن عام 1952م  للتلمود البابلى وطبعات أخرى عن جامعة شيكاغو للتلمود البابلى المبتسر من كثير من أجزائه!

وأكمل الطبعات الأوربية للتلمود صدرت فى القرن السادس عشر قبل أن يتم فرض رقابة صارمة من جانب الكنيسة ومن جانب اليهود على حد سواء على جميع الطبعات التالية فتم حذف بعض الأجزاء أو الفصول.

خلاصة هذا السرد التاريخى الآن..

هو أنه لا يوجد نسخة كاملة باللغة العربية للتلمود! وهناك تراجم بلغات لاتينية خضعت للتدخل اليهودى، بينما تم الاحتفاظ بالنسخة الأكمل بلغاتها الأساسية القديمة والتى لا يتقنها سوى عدد قليل ونادر وتم ذلك عن عمد! وأن المتاح باللغة العربية سواء ما تم ترجمته قديما أو حديثا هو نذر يسير جدا لا تتخطى نسبته أقل من عشرة بالمائة من المؤلف الأصلى!

وأن جميع المؤسسات الدينية الإسلامية لم تقم بترجمة هذا النص الأصلى! وأن هذا النص الأصلى قد تم تدوين أجزاء كبرى منه فى حاضرة وبلدان الخلافة الإسلامية العباسية وفى ذروة التداخل بين العلماء المسلمين والعلماء اليهود!

(4)

إن نظرة واحدة على ما تم ترجمته بالفعل تقطع بشكل يقينى أن هناك تداخلا بين التراثين!

(يحق لليهودى أن يتزوج بنتا لها من العمر ثلاث سنوات ويوم واحد)!

(يجوز لليهودى أن يلجأ إلى الأكاذيب أو الحيل لكى يراوغ أمميا – أى غير يهودى)!

(احمد الله فى السراء كما تحمده فى الضراء!)

يضم التلمود المشناه وهى المتن الذى يعتقد اليهود فى نزوله على سيدنا موسى(س) وهى ستة أبواب (اللوائح الزراعية- الأعياد والصيام- الزواج والطلاق والنذور- القوانين المدنية والجنائية – الصلاة- الطهارة) وكل منها مقسم إلى فصول وأبواب بالإضافة إلى بعض الرسائل الأخرى الصغيرة. أما الجمارا فهى مناقشات وتفاسير مئات العلماء اليهود عبر القرون ونتج عن تراكمها آلاف الآراء والأحكام التى تشبه الفتاوى والآراء الفقهية!

لا يكمن التشابه والاختلاط بين التراث الإسلامى واليهودى فقط فى المتن أو التداخل الجغرافى والعلمى وقت كتابة التراثين، بل هناك تشابه فى التقسيمات الداخلية لكل منهما، والأهم فى طريقة تدوين ما يسمى بالتراث الشفوى فى كلا التراثين. 

فعلوم الإسناد التى تم بمقتضاها تدشين التراث الإسلامى الشفوى من جيل إلى جيل والتى يتفاخر بها العلماء المسلمون، وبحقائق التاريخ قد سبقهم إليها اليهود الذين بدأو فى نقل تراثهم الشفوى من جيل إلى جيل منذ أربعة قرون قبل الميلاد! 

بعد هذا السرد السريع المجمل نعود للسؤال الأول..الموجه إلى بعض أصحاب الفضيلة....

هل تمت تنقية التراث الإسلامى من الإسرائيليات؟!

إن أتت الإجابة بالقطع، فالتاريخ يرفض إجابتكم لأنها تصطدم بأهم حقائقه..كيف تقطعون بما لا تحيطون به؟! كيف تقطعون بحدوث التنقية المزعومة وأنتم لا تملكون بين أيديكم نسخة كاملة للتملود باللغة العربية؟! كيف تقطعون بحدوث هذه التنقية والمراجعة والفصل بين شيئين أحدهما غامضٌ لكم، كله أو معظمه؟!

(5)

إن صلحت النوايا واتفقنا جميعا – أصحاب فضيلة وعوام المسلمين – أنّ غايتنا واحدة وهى الدفاع عن الإسلام النقى كما أنزله الله على محمد (ص)، وأن هذه الغاية تمتد وتتسع لتمشل رغبتنا الواحدة فى الدفاع عن أوطاننا مما عانته عبر القرون من سفك دماء وتخلف جراء تشبث الشعوب الإسلامية بتراث دينى مغلوط ومخلوط بأساطير إسرائيلية وأخرى ربما سنفاجأ يوما بأنها زرادشتية مثلا، لو كان هذا الاتفاق على الغاية موجودا، فإننى أتقدم لجميع أصحاب الفضيلة بمشروع واضح ومحدد!

إننى أدعو أصحاب الفضيلة ممن يتولون مسئولية المؤسسات الدينية الرسمية والهيئات الدينية العلمية إلى مشروع جاد وموضوعى ربما يكون من نتائجه المستقبلية طفرة كبرى فى تقديم فكر إسلامى جديد للشعوب الإسلامية يعبر عن الإسلام الحقيقى مجردا ومحررا مما علق به فى القرون الخمسة الأولى بعد وفاة النبى(ص) مما لم ينزله الله!

يتكون المشروع من خطوتين، الأولى وهى الأهم والأعقد والأصعب، وهى أن تتولى تلك المؤسسات والهيئات مناصفة فيما بينها وفى مدة محددة بترجمة جميع نسخ التلمود المتاحة باللغات اللاتينية المختلفة إلى اللغة العربية حتى يصبح لدينا أضعف الإيمان وهو الاتفاق على نسخة كاملة غير منقوصة ومتفق عليها مما هو متاح للعالم من كتاب التلمود! 

وفى نفس تلك المدة أن يتم البحث عمن يجيد اللغات الشرقية القديمة مثل الآرامية والعبرية القديمتان والاتفاق معهم على ترجمة ما تبقى من متون التلمود الأصلية مما يمكن الحصول عليه من مصادر يهودية!

حين تنتهى تلك المؤسسات من تلك الخطوة التاريخية الكبرى، ستكون الخطوة الثانية هى الأسهل ولن يقتصر القيام بها على تلك المؤسسات. فحين يكون متاحا للعلماء والمفكرين والدارسين نسخة كاملة من التلمود سيبقى متاحا وضعها وجها لوجه مع كتب التراث الإسلامية التى تم تدوينها فى القرون الخمسة الأولى بعد الهجرة وسيصبح ساعتها سهلا جدا بتر كل ما تسرب من أساطير ونصوص وشروح الحاخامات إلى كتب التراث الإسلامى!

لأن كثيرا من نصوص التلمود – وبالمقارنة بالنذر اليسير المتاح الآن بالعربية – نصوص عدائية تحض على الكراهية والعنف والدموية وعدم التسامح والاستعلاء على الآخرين، وهذا ما يلقى بظلال الشك التى تقارب اليقين أن كثيرا من أفكار التطرف وفقه الاستعلاء ومعاداة مخالفى الديانة ربما كانت نسخة معربة متأسلمة مما تسلل من التلمود إلى كتب التراث الإسلامى!

دأب بعض أصحاب الفضيلة على السخرية والتسفيه ممن يقولون بحاجة التراث الدينى الإسلامى للتصويب والتجديد ويرددون دائما تلك العبارة المصرية العامية..(يعنى التراث مستنيكم انتم بعد القرون دى علشان تنقوه؟!)

نعم يا أصحاب الفضيلة التراث الإسلامى يحتاج إلى تنقية موضوعية علمية لأن أهم موجبات التجديد – وجود نسخ موازية من تراث الديانات الأخرى التى كتبت فى نفس التوقيت - لم تتم عبر العصور!

وأنه لا مكان للسخرية أو التسفيه إن كنتم حقا تريدون خدمة الإسلام وأوطانكم..

قدموا للعوام منا عملًا علميًا حاسمًا حقيقيًا.. 

فربما ساعتها تقتنعون أن من سخرتم منهم ربما كانوا على حق! لأنهم كانوا يختلفون معكم على أوطان دفعت ثمن سخريتكم من دماء أبنائها واقتصادها وتقدمها!