رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مطران القدس للروم الأرثوذكس: أرض الميلاد متعطشة للسلام والعدالة والحرية

عطالله حنا
عطالله حنا

وجه مطران القدس عطالله حنا التهنئة للعالم، عبر "رسالة فلسطين" إلى مسئول الشئون الدينية في المؤتمر الشعبي اللبناني الدكتور أسعد السحمراني لمناسبة الميلاد المجيد، تطرق فيها إلى القضية الفلسطينية وأوضاع القدس وما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية ومعاناة الشعب الفلسطيني، وجاء فيها:"أيها الإخوة والأخوات في هذا المحيط العربي الكبير، من محيطه إلى خليجه وفلسطين هي قلب هذه الأمة وقضية هذه الأمة الأولى".

وتابع: كل التحية للصديق البروفيسور أسعد السحمراني ولكل زملائه، كل التحية لكل من يتابعوننا ويستمعون إلى رسالتنا، التي نبعثها اليكم من رحاب فلسطين الأرض المقدسة، والعالم المسيحي يحتفل بعيد الميلاد المجيد، ولذلك فإن رسالة فلسطين، أرض الميلاد إنما لها نكهة خاصة، لأنها رسالة محبة، من ارض المحبة، ورسالة سلام من ارض السلام، حيث بزغ نور الإيمان، نور الميلاد في مغارة بيت لحم".

أضاف: "ولد السيد المسيح بسيطا فقيرا، لكي يعلمنا جميعا، ولكي يقول لكل واحد منا، بأن عظمة الإنسان، ليس بما تملكه من مال وجاه، وكلما كان الإنسان متواضعا وبسيطا كل ما كان عظيما، ورسالة السيد المسيح كانت وستبقى رسالة محبة وأخوة وسلام وخدمة للإنسانية كلها، وانحياز لكل إنسان مكلوم ومتألم ومظلوم".

ورفع المطران حنا "الدعاء إلى الله في هذا الموسم المبارك من أجل أن تتوقف الحروب، وأن تسود لغة الحوار، من أجل أن تتوقف مظاهر الكراهية والعنصرية، وأن تسود لغة المحبة والأخوة الإنسانية".

تابع حنا: "من قلب فلسطين رسالتنا في عيد الميلاد، هي تأكيد على أن أرض الميلاد، هي متعطشة للسلام والعدالة، هي متعطشة للحرية، شعبنا يعاني من القهر والاستعمار، شعبنا يعاني من الاستبداد، ففي الوقت الذي فيه العالم يحتفي بعيد الميلاد في فلسطين، الفلسطينيون محرومون من الوصول إلى مقدساتهم، من الاحتفال بأعيادهم، سواء كانت مسيحية أم إسلامية، والاحتلال في قمعه وظلمه، واستهدافه للفلسطينيين، لا يستثني أحدا على الإطلاق، كما يستهدف المسيحيين يستهدف المسلمين، وكما تستهدف المقدسات والأوقاف الإسلامية هكذا أيضا تستهدف أوقافنا ومقدساتنا المسيحية".

ووجه المطران حنا نداء إلى المرجعيات الدينية المسيحية، وهي تحتفي بعيد الميلاد في هذا المشرق، وفي العالم بأسره، "تذكروا فلسطين في صلواتكم، تذكروا فلسطين في كلماتكم، تذكروا أرض الميلاد عندما تحتفون بالميلاد، تذكروا مغارة الميلاد، ومكان الميلاد، وأرض الميلاد، حيث الشعب المظلوم، المكلوم الذي يقدم الشهداء ويقدم التضحيات، في كل يوم وكل ساعة".

وأردف: "أن دفاعكم عن فلسطين، إن انحيازكم للقضية الفلسطينية، هو انحياز للحق والعدالة، وأقول لأصحاب الغبطة، والسيادة وكل رؤساء الكنائس المسيحية في العالم، أنتم عندما تدافعون عن فلسطين، تدافعون عن المسيحية في مهدها، وتدافعون عن أعرق حضور مسيحي، في هذا العالم، ونحن نتمنى، أن يكون هنالك تفاعل، وتعاون بين المرجعيات الروحية، الإسلامية والمسيحية كافة، دفاعًا عن القدس، دفاعا عن فلسطين، ودفاعا عن الشعب الفلسطيني".

وأكد المطران حنا "أن المسيحيين والمسلمين في هذا المشرق، في فلسطين إنما هم إخوة، في انتمائهم لهذه الأمة، في دفاعهم عن القضية الفلسطينية، في انتمائهم الإنساني أولا، وانتمائهم الوطني والعربي ثانيا، كلنا ننتمي إلى أمة واحدة وبوصلتنا دائما يجب أن تكون فلسطين والقضية الفلسطينية، والقدس، وفي القدس هنالك استهداف غير مسبوق نعتبرها كفلسطينيين أنها عاصمتنا الروحية والوطنية، كل شيء فلسطيني عربي مستهدف ومستباح، في مدينتنا المقدسة، الأقصى مستهدف ومستباح، الأوقاف المسيحية مستهدفة ومستباحة. وأولئك المتآمرون على المسجد الأقصى، وعلى المقدسات والأوقاف الإسلامية، هم ذاتهم المتآمرون على أوقافنا ومقدساتنا المسيحية، عدونا واحد وهو الذي لا يريد الخير لنا، ولذلك وجب علينا أن نوحد صفوفنا، في دفاعنا عن الحق والعدالة ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم".

وختم حنا رسالته: "كل عام وأنتم بألف خير كل عام وأنتم تحتفلون بهذا العيد بألف خير، وإن شاء الله تتحرر فلسطين وتتحرر القدس وتزول الأسوار العنصرية، ويتحقق حق العودة لكي يعود الفلسطيني، إلى بلده وإلى أرضه التي طرد منها قسرا عام 1948".