رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شجرة الميلاد فى لاتفيا.. تُحرق

شجرة الميلاد
شجرة الميلاد

يتجمع عدد من اللاتفيين مرتدين أزياء فولكلورية أو متنكرين في هيئة شخصيات خيالية في إحدى ساحات ريغا لإحياء احتفال بالانقلاب الشتوي، وله علاقة بتقليد شجرة عيد الميلاد.

وتشهد مختلف أنحاء الدولة البلطيقية احتفالات كثيرة مماثلة لهذا الاحتفال المرتبط بحسب المؤرخين بشجرة عيد الميلاد.

وخلال الاحتفال، يربط المشاركون فيه جذع شجرة بحبل ويجرّونه في شوارع المدينة وهم يؤدّون مجموعة من الأغاني، ثم يضعونه في نيران مشتعلة حتى يحترق ويتحوّل رمادًا.

وكان الناس خلال العصور الوسطى يضعون أشجارًا في منازلهم مع اقتراب الانقلاب الشمسي قبل أن يحرقوها في الهواء الطلق.

وتوضح المشاركة في الاحتفال ومديرة مركز "ريتومز" الثقافي في ريغا ليغا لوكاشوناس أنّ "جذع الشجرة يرمز إلى كل الأحداث السلبية التي جرت خلال العام".

وتضيف "نجمع كل أفكارنا السلبية ومشاكلنا الصحية في هذه الجذوع التي تتعرض للحرق، وهو ما يتيح انطلاقة جديدة للسنة المقبلة".

وبجانب الساحة حيث ينتهي الاحتفال، ثُبتت لوحة على الأرض تشير إلى أنّ الموقع شهد عام 1510 أول شجرة عيد ميلاد مزيّنة في العالم تُعرض أمام العامّة.

وأعاد تجّار ألمان إحياء تقليد لاتفيا القديم مع تحديثه ثم ساهموا بانتشاره في الرابطة الهانزية التي كانت تشكّل في تلك المرحلة اتحادًا يضمّ مدنًا تجارية في البلدان الأسكندنافية ودول بحر البلطيق وبحر الشمال.
وتذكر السجلات التاريخية أنّ مجموعة من التجار تولّوا تزيين شجرة عام 1510 بالورود الاصطناعية، ثم رقصوا حولها قبل إضرام النار فيها.

إلا أنّ أول شجرة ميلادية بشكلها الحالي تعود تاريخيًا إلى عام 1476، عندما جرى تركيب شجرة داخل منزل تابع لرابطة "شفارتسهاوبتر" المحلية للتجار الأجانب.

ويشير كتاب عن عيد الميلاد للمؤرخة والعالمة اللغوية اللاتفية غونا بيتكفيتسا إلى أنّ "الشجرة زُيّنت بالأشرطة والحلويات في منزل شفارتسهاوبتر قبل نقلها إلى الشارع بعد عيد الميلاد لحرقها".
ولا تزال لاتفيا تحيي هذه العادة القديمة، مما يتيح للسكان جميعهم قطع أشجارهم الخاصة من الغابات التي تغطي حوالى ثلث مساحة البلاد.

وتلفت مؤسِسة مجموعة "غرودي" الفلكلورية عايدة رانكان إلى أن احتفالات الانقلاب الشتوي ترمز إلى "الولادة الأبدية للطبيعة والعالم من حولنا، مما يشكل فرصة أمام الناس لكي يجدّدوا أنفسهم أيضًا".