رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لينا مظلوم لـ«الدستور»: قمة «بغداد 2» مهمة ودور مصر محوري في المنطقة

لينا مظلوم
لينا مظلوم

قالت الكاتبة العراقية لينا مظلوم إن "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" أو ما يعرف باسم "قمة بغداد 2" بالأردن اليوم تأتي في توقيت مهم بالنسبة للدول العربية والأزمات الدولية الدولية التي انعكست على دول المنطقة.

وأضافت الكاتبة العراقية أن حضور القادة العرب لقمة بغداد الثانية في الأردن وعلى رأسهم مصر له أهمية خاصة لمجابهة الأزمات التي تمر بها دول المنطقة.

وأشارت مظلوم، لـ"الدستور"، إلى أن قمة بغداد الأولى التي عقدت 2021 كانت مهمة للغاية، فالعام الماضي بشكل عام كان رمزا للعلاقات المصرية العراقية حيث شهد زيارتين للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بغداد وهذه إشارة مهمة لاهتمام مصر بعودة العراق إلى محيطه العربي ودوره الجغرافي والتاريخي.

وأوضحت مظلوم أن القمة بغداد الأولى أسفرت عن اتفاقيات سياسية وتجارية واقتصادية مهمة ولم تكن مجرد إجراءات روتينة بل شرع في تنفيذها على الفور لتصبح واقعا حقيقا وكان لابد منها كخطوة أولية.

ماذا يريد العراق من العرب؟

وأكدت مظلوم أن العراق سوق متعطشة لكل المنتجات بداية من المنتجات الاستهلاكية وصولا للبنية التحتية، وفي المقبل مصر  قلعة صناعة مهمة في المنطقة العربية وتملك الكثير لكي تقدمه للعراق بالتالي مسارات التبادل التجاري يجب ان تكون مفتوحة بين الجانبين.

وأضافت "هناك اتفاق لمد خط للنفط بين العراق والأردن وهي فكرة مهمة واستراتيجية يتم من خلالها تعزيز التعاون التجاري، كذلك هناك اتفاق لتسهيل النقل البري بين العراق ومصر عبر الأردن، وكل هذه الخطوات شرع في تنفيذها وتم الاتفاق خلال القمة الأولى على عقد القمة بشكل دوري لاستكمال ومتابعة ومراقبة ما جرى وهو ما يؤكد أهمية قمة بغداد الثانية لمتابعة ما اتفق عليه القادة العام الماضي".

وقالت الكاتبة العراقية إننا نعيش الآن نمط عصري قائم على تبادل المصالح المشتركة، وعقد مثل هذا القمم يدعم هذا الاتجاه، فمثلا على الصعيد الأمني تملك مصر خبرات أمنية قوية تستفيد منها العراق في مجال محاربة الإرهاب ومواجهة خلايا التنظيمات التكفيرية وعملياتها.

دلالات واهمية قمة بغداد 2

وأوضحت لينا أن مثل هذه التكتلات العربية وهذه القمم هي النموذج العصري للتقارب بين الدول العربية، لذا قمة بغداد الثانية هذا العام ضمت دول ومجموعات جديدة لتلائم العصر أكثر وتخاطبه بلغته، لأن مثل هذه القمم المصغرة يسهل تنفيذ قرارتها ومتابعتها أكثر من القمم ذات الأنماط الأخرى بالتالي من المهم متابعة هذه القمم والتحالفات العربية لدعم التعاون بين دول المنطقة.

وأضافت "العراق الآن في مرحلة ونقطة تحول، فتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني لا يعني استقرار الأوضاع فهناك تحديات ما زالت تهدد استمرار وبقاء الحكومة وكذلك تهدد الأوضاع في العراق بشكل عام".

وأشارت إلى أن قمة بغداد الثانية يمكن أن تساعد الدول العربية على مواجهة الأزمات الدولية الحالية خاصة الانهيار الاقتصادي وأزمة الأمن الغذائي التي يمر بها العالم أجمع، لذا يجب أن تكون الحلول من الواقع العربي وتحديدا أزمتي الطاقة والغذاء فهي أكثر الأزمات حدة والتي تواجع العالم الآن.

وأكدت لينا مظلوم أن الدول العربية تواجه الآن أزمة اقتصادية لأنها تعتمد على الاستيراد أكثر من التصديرلذا يجب اقامة مشروعات تنصينع عربية، فلو كانت مثل هذه المشروعات موجودة كانت ستقلل من حدة الأزمة التي تواجهها دول المنطقة الآن.

وأضافت "نحن نعلم أن مصر حاليا بها تشجيع للاستثمار واتخذت خطوات لم يسبق لها مثيل فقد حلت العديد من المشكلات التي كانت تواجه المستثمرين، لذا تبادل الخبرات في المجال الاقتصادي بين الدول العربية قد يعوض التأخير الذي لحق بالمنطقة السنوات الماضية في قضية التصنيع ودعم سياسة الاعتماد على التصدير أكثر من الاستيراد".

وشددت الكاتبة العراقية على ضرورة أن تضع قمة بغداد الثانية استراتيجيات واضحة وآليات لمواجهة كل ما يحدث في المنطقة ومواجهة التداعيات الدولية على دول المنطقة العربية خاصة الأزمة الاقتصادية الحالية ويجب وضع خطط عربية موحدة بدلا من اتباع كل دولة عربية سياسات وخطط منفردة لذا مواجهة الأزمة بشكل موحد سيكون نقطة مهمة لمثل هذه اللقاءات.

تحديات الدول العربية على طاولة قمة بغداد 2

وأشارت إلى أن العالم العربي يواجه تحديات أمنية والاعتداء على سيادة بعض دوله مثل العراق من قبل دول الجوار المتكررة وبالتالي يجب حسم هذا الملف، فاستدعاء بغداد لسفراء الدول المعتدية واعلان الاحتجاج لم يجدي شيئا لذا يجب مناقشة هذا الأمر وبحث انتهاكات السيادة العراقية وهذا اشكالية مهمة.

ونوهت لينا مظلوم إلى أن تحديات العراق عديدة ووقوف دول عربية مؤثرة مثل مصر والأردن والسعودية والامارات إلى جانب بغداد سيكون من شأنه تخفيف أزماتها ومنح العراق القدرة على تجاوز مثل هذه الصعاب.