رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة «جراهام» للرئيس

سياسيون أمريكيون كثيرون، استقبلهم الرئيس عبدالفتاح السيسى بمقر إقامته فى واشنطن، على هامش مشاركته فى «القمة الأمريكية الإفريقية»، التى انتهت فعالياتها أمس الأول الخميس، كان أبرزهم، فى رأينا، السيناتور ليندسى جراهام، عضو مجلس الشيوخ الأمريكى، الذى رحب بزيارة الرئيس إلى الولايات المتحدة، وأشاد بمتانة العلاقات التى تجمع بين البلدين الصديقين، معربًا عن تطلعه إلى تعزيز وتطوير الشراكة الاستراتيجية، التى تربط بينهما، ونقلها إلى آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة فى مختلف المجالات. 

يشغل ليندسى جراهام، Lindsey Graham، مقعده فى مجلس الشيوخ الأمريكى، عن ولاية كارولينا الجنوبية، منذ سنة ٢٠٠٣، بعد تمثيله دائرة الولاية الثالثة فى مجلس النواب، لأربع فترات متتالية، بدأت فى ١٩٩٥، ويوصف بأنه «جمهورى معتدل»، ويصف هو نفسه بأنه «جمهورى على طراز ريجان»، الرئيس الأسبق، الذى تولى الحكم بين ١٩٨١ و١٩٨٩. أما موقعه الإلكترونى الرسمى، فيصفه بأنه «مقاتل لا يتراجع أمام التحديات، ومحافظ ينجز الأمور، وقائد يضع بلاده فوق الجميع، وصديق عظيم للرجال والنساء الذين يخدمون بالزى العسكرى، وصوت محترم فى قضايا الأمن القومى».

يحمل جراهام درجة الدكتوراه فى القانون، وخدم فى القوات الجوية بين ١٩٨٢ و١٩٨٨، قبل أن يعمل بالمحاماة. وعليه، كان عضوًا فى لجان الكونجرس المتعلقة بالشئون العسكرية، وكثيرًا ما يدلى بدلوه فى قضايا السياسة الخارجية، ويراقب التحولات السياسية خارج الولايات المتحدة، ويعد من أكثر أعضاء مجلس الشيوخ المتعاونين مع التصويت الحزبى الجامع بين الديمقراطيين والجمهوريين. وبينما كانت إدارة الرئيس السابق تستعد لإعلان خطتها المعروفة باسم «صفقة القرن» تقدم مع السيناتور الجمهورى، كريس فان هولين، فى يونيو ٢٠١٩، بمشروع قرار يدعو إلى إحياء حل الدولتين كأساس لإنهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطينى.

السياسى المخضرم كان من أقرب أعضاء مجلس الشيوخ إلى الرئيس السابق دونالد ترامب، ودعمه فى غالبية مواقفه الصعبة، طوال فترة رئاسته، مع أنه خاض، فى يونيو ٢٠١٥ انتخابات الحزب الجمهورى التمهيدية من أجل الحصول على ترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية، ثم انسحب فى ديسمبر التالى. واللافت أنه دافع عن أعضاء مجلس الشيوخ، الذين اعترضوا على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وقال إن ما فعلوه قانونى، ثم قام بتهنئة الرئيس المنتخب، جو بايدن، وأعلن عن استعداده للعمل معه!.

المهم، هو أن لقاء الرئيس وجراهام تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى عدد من المجالات، إضافة إلى التباحث حول القضايا والأزمات الإقليمية، وفى مقدمتها الأوضاع فى سوريا وليبيا واليمن. وأوضح الرئيس أن مصر تواصل جهودها الدءوبة للمساهمة فى تسوية الأزمات الذى تشهدها المنطقة، والتى تؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار المنطقة والعالم، مشيرًا سيادته إلى أن جهود مصر تهدف إلى السعى لتحقيق الحلول السياسية بالمقام الأول، ودعم مؤسسات الدولة الوطنية، باعتبار ذلك السبيل الفعّال للتصدى للعناصر والتنظيمات الإرهابية التى تسعى إلى إهدار مفهوم الدولة ونشر الفوضى على حساب الأمن والاستقرار. 

اللقاء تطرق، أيضًا، إلى الجهود الجارية لإحياء عملية السلام فى الشرق الأوسط. وفى هذا السياق، أشار الرئيس إلى أن جهود تسوية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى يجب أن تتم وفق المرجعيات الدولية وحل الدولتين والمبادرة العربية للسلام، مؤكدًا دعم مصر مختلف الجهود الرامية لتنشيط عملية السلام واستئناف المفاوضات على هذا الأساس، وعلى نحو يحقق آمال الشعب الفلسطينى فى إقامة دولة مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا أن ذلك سيفتح آفاقًا لمرحلة جديدة من الأمن والتقدم والتعايش السلمى لجميع شعوب المنطقة.

.. وتبقى الإشارة إلى أن الرئيس السيسى استقبل أيضًا، بمقر إقامته فى واشنطن، عددًا من قادة المنظمات اليهودية الأمريكية، وقيادات الحزب الجمهورى بمجلس النواب الأمريكى، حزب الأغلبية، وأعضاء تجمع أصدقاء مصر فى الكونجرس من الحزبين الديمقراطى والجمهورى، و... و... وكلهم أعربوا عن تقديرهم دور مصر المحورى، مؤكدين أنه يمثل ركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة قارة إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط.