رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

افعلوها يا أسود.. المغرب يسعى لكتابة التاريخ أمام البرتغال فى أول ربع نهائى للعرب

المغرب
المغرب

بحثًا عن إنجاز تاريخى، يواجه منتخب المغرب نظيره البرتغالى، فى الخامسة مساء الغد، ضمن مواجهات ربع النهائى بمنافسات كأس العالم المقامة فى قطر.

وتأهل «أسود الأطلس» إلى ربع نهائى المونديال لأول مرة فى تاريخ العرب، بعد فوزه التاريخى على منتخب إسبانيا فى دور الـ١٦ بركلات الترجيح، التى شهدت تألق الحارس العملاق ياسين بونو، الذى حرم الإسبان من تسجيل أى ركلة، وتسبب فى الإطاحة بمدربهم لويس إنريكى، الذى أقر بأن «بونو» هو سبب خسارته، قائلًا: «لو أن هناك شيئًا كان علىّ تغييره حتى يفوز إسبانيا، كنت سأسعى إلى تغيير بونو».

أما منتخب البرتغال فاكتسح نظيره السويسرى بنتيجة ٦-١، فى مباراة قدم خلالها أفضل أداء له منذ انطلاق البطولة، وشهدت جلوس كريستيانو رونالدو على دكة الاحتياطى، وتألق بديله جونزالو راموس، الذى سجل «هاتريك» وصنع هدفًا.

ويواجه منتخب المغرب عدة تحديات تجعل هذه المواجهة أصعب من سابقتها أمام إسبانيا، أولها هو الجاهزية الصحية والبدنية للثلاثى الذى أصيب خلال المباراة الأخيرة، وهم قلبا الدفاع نايف أكرد وغانم سايس، والظهير الأيسر نصير مزراوى.

كما أن نجم المنتخب واللاعب الأفضل فى تشكيلة وليد الركراكى، سفيان إمرابط، لعب متحاملًا على نفسه فى المباراة الأخيرة، وحصل على حقن لتسكين آلام الضهر، ما قد يكون له أثر سلبى مع استمرار المواجهات البدنية اليوم.

كذلك يعانى المنتخب المغربى من حالة إجهاد وإرهاق بعد خوض مباراة قوية امتدت لـ١٢٠ دقيقة، بينما خاض المنافس مباراة سهلة ويسيرة أمام سويسرا، ولعب بالبدلاء فى المباراة التى سبقتها أمام كوريا الجنوبية، فضلًا عن خوضه منافسات سهلة فى دور المجموعات، بينما لعب المغرب منافسات أصعب بكثير أمام بلجيكا وكرواتيا.

ويعتمد وليد الركراكى على خط الدفاع بصورة أكبر، ويعول على التكتل الدفاعى واللعب بكثافة كبيرة فى الثلث الأخير من الملعب، مع الاعتماد على طريقة لعب «٤-٣-٣» هجوميًا، وبعد فقدان الكرة يعود الجناحان سفيان بوفال وحكيم زياش إلى الخلف، لتتحول الطريقة فى الدفاع إلى «٤-٥-١».

كما يعتمد المنتخب المغربى على التحولات واللعب المرتد عبر سرعات حكيم زياش ومهارات سفيان بوفال الفردية، إلى جانب قوة المهاجم يوسف نصيرى الذى يمتلك قوة بدنية كبيرة.

«انصيرى» كما ينطقه المغاربة لعب دورًا مهمًا طوال الفترة الماضية فى النواحى الدفاعية، عبر الضغط القوى على مدافعى الخصم، وإغلاق زوايا التمرير، ومراقبة لاعب ارتكاز الخصم.

لكن اليوم قد يكون له دور هجومى أكبر فاعلية، إذا استغل عامل السن وتفوقه فى السرعات والالتحامات البدنية مع المدافع البرتغالى بيبى، خاصة مع حصول المغرب على مساحات نتيجة سعى البرتغال للتقدم من أجل التسجيل.

فى المقابل، أصبح المنتخب البرتغالى أقوى بكثير مع خروج كريستيانو رونالدو من التشكيلة الأساسية، لأنه امتلك لاعبًا أكثر حيوية ويشارك فى منظومة الضغط الدفاعية، ما يتيح للمدرب تحقيق الكثافة، وعدم استثناء أى فرد من المنظومة الدفاعية.

ويسهم «راموس» فى استرداد الكرة سريعًا بسبب مشاركته فى الضغط على الخصم، ولا يتوقف عن الحركة وطلب الكرة، ما ميز تمريرات زملائه وجعلهم أكثر فاعلية، وعلى رأس هؤلاء جواو فيلكس وبرونو فيرناندز، لاعبا أتلتيكو مدريد الإسبانى ومانشستر يونايتد الإنجليزى. كما أن المهاجم الشاب أكثر حيوية وانطلاقًا من «رونالدو»، ما يمكنه من الفوز بالصراعات الثنائية وسباقات الجرى.

ستكون مباراة اليوم عنوانها للمغرب «الصبر والقوة والصلابة الدفاعية»، وكلما تأخر استقباله الهدف، زادت شكوك البرتغال وتقدم المغرب ونال الفرص والمساحات، وهو ما قد يجعلنا نرى دورًا هجوميًا أكبر لأشرف حكيمى، الذى ما زال محتفظًا بشىء لم يقدمه.

وليد الركراكى اجتمع بلاعبيه، أمس، فى محاضرة تحفيزية جديدة، حاول خلالها التشديد على أن حظوظ المغرب ليست أقل من البرتغال، وأن «أسود الأطلس» هم الطرف الأقوى، مطالبًا إياهم بالجرأة واللعب بثقة كبيرة، خاصة أنه ما زال لديهم الكثير لتقديمه.