رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسي لبناني: تحول أساسي سيشهده الإقليم والعالم بعد القمة «العربية ـ الصينية»

توفيق شومان
توفيق شومان

قال توفيق شومان الصحفي والباحث السياسي اللبناني، إن القمة العربية ـ الصينية تنطوي على نتائج فائقة الأهمية، فمجرد العنوان يختزن تحولات سياسية واقتصادية على المستوى الإقليمي والعالمي، وهذه القمة غير المسبوقة من قبل تؤشر إلى التسليم بنظام عالمي يشق طريقه  نحو المستقبل في ظل أن الصين الذي بات اقتصادها يحتل المرتبة الثانية عالميا.

 وأوضح المحلل السياسي اللبناني، أنه بالنظر إلى الاتفاقات المتوقعة بين الصين ودول خليجية عدة، فإن القمة قد تسير في اتجاه توقيع عقود تجارية وصناعية عملاقة ومتعددة الأوجه وبما يتجاوز تدفق النفط إلى الصين، فهذا يعني تلاقي ثاني أكبر اقتصاد في العالم مع أهم شرايين الاقتصاد العالمي وهي الطاقة، وعلى هذا الأساس يمكن القول إن تحولا أساسيا سيشهده الإقليم والعالم بعد هذه القمة.

- الصين تستورد مليون و800 ألف برميل نفط يوميا من السعودية

وأضاف "شومان" في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، إن العلاقات الصينية ـ العربية قطعت شوطا لا بأس به انطلاقا من المصالح المشتركة، فالسنوات الأخيرة شهدت صعودا صاروخيا لها ، وحين تتم الإشارة إلى ان الصين تستورد حوالي مليون و800 ألف برميل نفط يوميا من السعودية ، أي حوالي ربع حاجتها ، بالإضافة إلى تطوير مشاريع صناعية بين الطرفين، ولا تخرج الإمارات العربية عن هذا السياق ومثلها دول خليجية وعربية أخرى كالعراق وسوريا ومصر والجزائر ، فإن كل ذلك يعني أن ثمة اتجاها  عربيا عاما لتطوير العلاقات مع الصين . 

وتابع " شومان"  أنه لعل أحد أهم عناوين زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية، انعقاد القمة العربية ـ الصينية، أنها تتزامن مع الحرب الروسية ـ الأوكرانية وما أصاب العالم وبالأخص الغرب من شح بالطاقة ومطالبة الغرب في الوقت نفسه من الدول النفطية زيادة إنتاجها ورفضها لذلك ، وهذا الأمر انعكس سلبا بين الغرب والدول النفطية.

وأكد  أنه في ظل الوضع القائم في لبنان ، والذي لا يمكن وصفه إلا بالانهيار ، ليس هناك ما يلوح في الأفق لينبئ بتطوير العلاقة بين لبنان و الصين ، صحيح أن الصينيين  قدموا مجموعة من  الأفكار خلال السنوات القليلة الماضية ، لكنها لم تأخذ طريقها إلى التطبيق ، وأظن أن ثمة قررا لبنانيا غائبا في هذه المرحلة بإنتظار أن يجد اللبنانيون حلا لمعضلاتهم ،  وإنما بصورة عامة ليس هناك عوائق تمنع دفع العلاقات اللبنانية ـ الصينية إلى الأمام لا من بيروت ولا من بكين .