رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قراءة في لائحة الطلبة بالإخوان 1/2


في الفترة الأخيرة وفي وسط أحداث العنف والإرهاب التي مارستها جماعة الإخوان ظهر قسم الطلبة كقسم مؤثر، بل يكاد هو القسم الوحيد الذي ظل للآن يعمل ويثير الشغب واللغط والتخريب، ولذلك كان عليَّ أن أفتح ملف طلبة الإخوان ليعرف الكل كيف تصطاد الجماعة ذلك الشباب الغر منعدم الخبرات، فالساكت عن الإخوان شيطان أخرس، ومن يسكت عن فضح ممارسات الإخوان التجنيدية للطلبة الأبرياء ثم القيام بتشويه عقولهم ومشاعرهم مذنب في حقنا جميعا .

ولك أن تعرفأن قسم الطلاب في الإخوان له لائحة سرية ورموز وشيفرات، فضلا عن أساليب في التجنيد وكأننا في جهاز مخابرات لدولة معادية، والأهم من هذا وذاك أفكار في منتهى الخطورة يتم زرعها في عقول غضة وقلوب طرية ما زالت في طور التكوين، حيث يتم غسل العقول الشابة أولا ثم استغلال عاطفة التدين فيها حتى تكون جاهزة لاستقبال أفكار في ظاهرها الإسلام وباطنها من قِبَلِها العذاب.

وبخطوات مدروسة تستخدم الجماعة وسائل حركية مع الطلبة المجندين حيث يتم من خلالها تطويعهم وجعلهم طوع بنان الجماعة، ومع الوسائل الحركية لا بد وأن يكون هناك المنهج الثقافي الذي سيكون بمثابة طابع التمغة الذي يتم لصقه على شخصية المنتمي للجماعة، طابع تمغة يرى أن كل الأطياف تعادي الإسلام وأنه ليس هناك من مدافع عن الإسلام إلا الإخوان، فقد انقلب الإسلام في عيون هؤلاء إلى جماعة محاربة همها الأول هو محاربة الجميع،ومع الحربسيكون المآل هوالقتل وسفك الدماء،مع أن أفكار المخاصمة والمفارقة ليست هي أفكار الدعوة، الدعوة مصالحة ورفق وخشوع وحكمة وكلمة طيبة وموعظة حسنة، أما المخاصمة فهي غلظة وشدة وحدة ثم شعور زائف بالاضطهاد والاستعلاء يقود إلى تكفير المجتمع، ومن التكفير ما قتل .

أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم هذا هو ما تشير عليه بل ما تؤكده لائحتهم الوثائقية، وقد كنت قبل قراءة هذه الوثائق أظن أن علم الرجال هو أحد علوم الحديث الشريف، وكان ظني أن هذا العلم متخصص في معرفة أحوال رواة الأحاديث الشريفة من حيث أمانتهم وصدقهم وذاكرتهم وتدليسهم وما إلى ذلك من مصطلحات يعرفها أهل هذا العلم، وعندما قرأت لائحة طلبة الإخوان أدركت أنني كنت واهما أو حالما، فقد وقع نظري على بعض بنود في اللائحة متعلقة بالأنشطة التي يجب أن يمارسها الطلبة الذين تم تجنيدهم إخوانيا، سواء كانت أنشطة فكرية أو عملية، وعندما قرأت أنه من متطلبات النشاط البحثي أن تقوم كل أسرة ـ أي كل مجموعة طلابية إخوانية مستجدة ـ بعمل بحث حول علم الرجال قلت في نفسي عندئذ: والله هذا شيء عظيم يبدو أن الإخوان حريصون على تنمية ثقافة طلابهم في العلوم الشرعية، وعندما أخذت نفس عميق من الهواء الوثائقي وجدت أن علم الرجال عندهم يختلف عما كنت أظنه، وطبعا يختلف عن أي علم من علوم الحديث الشريف ذلك أنهم وهم بصدد تعريف علم الرجال ـ المطلوب كتابة بحوث عنه ـ يقولون (علم الرجال ويشمل رجال الأحزاب ورجال العلم والأدب ورجال الحكومة وكبار الموظفين والأثرياء وأصحاب الثقل الاقتصادي وأصحاب الثقل الاجتماعي!) ، هذا إذن ليس علم الرجال ولكنه علم المخبرين، كما إنه ليس عملا بحثيا ولكنه عمل مباحثي، هؤلاء لا يتم تجنيدهم لدخول جماعة دعوية، ولكن يتم تجنيدهم في تنظيم سري له أهداف باطنية!.

وإذا انتقلنا لنقطة أخرى في اللائحة نجدها تضع منهجا يجب اتباعه تحت عنوان(سنة أولى جامعة) وداخل هذا البند تعليمات واضحة لأفراد القسم بضرورة العمل أولا على طلاب الفرقة الأولى باعتبار أنهم عجينة لينة على حد قول اللائحة، وعمل قسم الطلبة يبدأ من مرحلة أطلقوا عليها فترة التعارف الأولي والتي تبدأ من أمام مكتب التنسيق، أو في الأيام الأولى للجامعة، والمرحلة الثانية هي مرحلة جذب هؤلاء الطلاب لمسجد الكلية وتعريفهم بدعوة الإخوان، والمرحلة الثالثة هي مرحلة إشراك هؤلاء الطلبة المستجدين في مقارىء القرآن المفتوحة في مسجد الكلية، وإمداد طلبة هذه المرحلة بكتيبات وأدعية، والمرحلة الرابعة هي مرحلة توصيل هؤلاء الطلبة لإخوان المناطق كي يبدأ الواحد فيهم في درجة المحب أو المؤيد، ثم ندخل إلى المرحلة الخامسة التي يكون الطالب المستجد قد قطع قبلها شوطا كبيرا وأصبح مهيئاً لكي يستقبل هذا المنهج الذي يضعه في بدايات العمل السري .

ثم ندخل إلى مرحلة الرحلات الخلوية الترويضية التي هدفها الأساسي تدريب الأخ على السمع والطاعة، ورحلات السير والرياضة الخفيفة التي هي أول مراحل تأهيل الأخ للانخراط في تنظيم سري يحترف القتال، لذلك فإن المحتوى الثقافي ـ كما يطلقون عليه ـ لهذه المرحلة يبين كيف أن هذه الجماعة التي تدعي الوسطية هي في الحقيقة جماعة غارقة في التطرف وضيق الأفق، فرسالة التعاليم التي كتبها حسن البنا ـ وهي رسالة عسكرية وقتالية ـ هذه الرسالة هي أول ما يتم تدريسه لهؤلاء الطلبة أصحاب العود الأخضر الطري، لم يتعلموا من دنياهم شيئا ولم يتفقهوا بعد في الدين ويدخلون مباشرة إلى تعليمات عسكرية من الطراز الأول، ولنستكمل معكم في المقال القادم خريطة قسم الطلاب بهذا التنظيم السري المتطرف .