كيف تبحث عن وظيفة بعد التسريح أو الاستقالة؟

يعتبر تسريح العمال أكثر سيناريو كابوسى، فلا أحد يريد البدء من جديد فى البحث عن وظيفة بعد أن شعر بالاستقرار فى حياته المهنية لعدة سنوات.

ووفقًا لمكتب إحصاءات العمل الأمريكى، فإن عمليات التسريح سجلت انخفاضًا قياسيًا فى عام ٢٠٢١، إلا أن الأرقام زادت بعد ذلك، لا سيما فى قطاع التكنولوجيا، فتشير البيانات إلى تسريح أكثر من ٤٥ ألف عامل فى مجال التكنولوجيا فى الولايات المتحدة حتى أواخر أكتوبر، بمن فى ذلك الموظفون فى الشركات الكبرى مثل Netflix وTwitter.

ويقول دارين ويبستر، المؤسس والرئيس التنفيذى لمنصة «Goalster» للتدريب المهنى، وفقًا لمنصة linedin: «لسوء الحظ، تطلب مجالس إدارة الشركات من فرقها التنفيذية أن تعمل بموارد أقل.. وكلمة أقل هنا تعنى عددًا أقل من الموظفين».

تحدث حالات التسريح من العمل بسبب مشاكل مالية أو لإعادة هيكلة الشركات، فلا يكون سبب التسريح تصرفات الموظف أو أداء عمله، ولكن هذا يعنى أيضًا أنه يجب على الموظف العثور على وظيفة جديدة.

وقالت إيلينا صبرى، مدربة، إنها لا تخجل من قضاء بعض الوقت فى معالجة أمر ترك الوظيفة قبل اتخاذ أى إجراء آخر، مؤكدة: «لا بد من الوصول للهدوء أولًا».

وأوضحت «إيلينا»: «عندما عملت مع عملاء تم تسريحهم، وجدت لديهم الكثير من مشاعر القلق، فأكدت لهم أهمية أن يمنح الإنسان نفسه يومين أو ثلاثة أيام للتعافى من الصدمة».

وتابعت: «قلت إذا كانت لديك مدخرات أو تحصل على تعويضات للإقالة، فقد يكون الآن هو الوقت المناسب للسفر أو قضاء المزيد من الوقت مع العائلة أو تعلم هواية جديدة لم يكن لديك وقت لممارستها من قبل».

وبمجرد أن تصبح جاهزًا للبحث عن وظيفة، فكر فى الخطوة المهنية التالية، هل تريد منصبًا مشابهًا لما كان لديك من قبل؟ هل تفكر فى تغيير مهنتك؟

ويكمل دارين ويبستر، المدرب المهنى: «كل شخص منا يحتاج إلى خطة، ويبدأ الأمر بأن يسأل نفسه (ماذا سأفعل؟ ما هو أفضل ما لدىّ للقيام به؟ كيف يمكننى الوصول إلى هذه الوظيفة بشكل أكثر فاعلية؟ ومن أحتاجه لبدء الاتصال به؟)». 

وقال «دارين»: «أحيانًا يرى عملائى أن البحث عن وظيفة هو عمل فى حد ذاته»، موضحًا: «لا تضع الوقت فى التقديم هنا وهناك، ركز واعرف قيمتك، وطبّق أهدافك بشكل استراتيجى باستخدام شبكتك والمهارات التى تمتلكها».

يرى خبراء التوظيف أن «بناء العلامة التجارية الشخصية جزء مهم من البحث عن وظيفة»، وتقول «إيلينا»: «عليك أن تعرف ما الذى يميزك عن غيرك من المرشحين.. اعتبر نفسك منتجًا، لأن الشركات التى توظف لديها احتياج إلى محترف مثلك، إذن فكر فى هذا الأمر».

وتابعت: «قيّم المهارات والخبرات الأكثر ارتباطًا بالوظيفة التى تبحث عنها وحدث سيرتك الذاتية، فإعادة كتابة الـCV أمر فى غاية الأهمية، خاصة إذا لم تقم بتحديث سيرتك الذاتية منذ فترة طويلة».

وتحذر: «فى كثير من الأحيان، يتقدم الناس للوظائف الجديدة بسيرهم الذاتية القديمة، ولكن عليك الانتباه لذلك، فهناك الكثير من كتاب السيرة الذاتية والمدربين المحترفين والاستشاريين، لإعادة كتابة سيرتك الذاتية، إنها صناعة ضخمة بمليارات الدولارات». 

ويرى خبراء التوظيف أنه فى أثناء التقديم على الإنترنت، يجب الاهتمام بالتواصل فهو مفتاح العثور على وظيفة بشكل أسرع «عليك الاستفادة من شبكتك المهنية وأصدقاء العمل، والتأكد من أنك تنظر حقًا إلى الأشخاص الذين سيقولون أشياء جيدة عنك، ثم ابدأ فى بناء مخطط لمن ستبدأ فى الاتصال به أولًا ومن يتوافق مع استراتيجيتك». 

وتضمنت النصائح: «لا تخجل من الكشف عن التسريح فى أثناء مقابلة العمل، فيمكن أن تكون مقابلة العمل فرصة لإعادة صياغة موقفك كفرصة لتجربة أشياء جديدة مع شركة جديدة.. فتسريح العمال ليس بالأمر غير المألوف، فمن المؤكد أنه ليس هناك ما تخجل منه.. قل إن سبب التسريح كان إعادة تنظيم هذه الشركة الكبرى، ثم عليك أن تتحول مباشرة إلى ماذا كنت تفعل منذ ذلك الحين؟ قل: لم أكن أنوى الوقوع فى هذا الأمر، لكن الآن لدىّ فرصة للقيام بأشياء رائعة جديدة، واتصلت بك لأننى أريد أن أشارك فى شركتك».

هناك عوامل خارجية وسياسية وأخرى اقتصادية، لذلك ففى كثير من الأحيان، هذا ليس خطأك، لذا اجعل من تجربتك قصة لترويها.

يشير ويبستر إلى أنه: «إذا كنت ستتحدث إلى شخص ما، فحاول أن تبحث عن سيرته مسبقًا، وما يحدث فى عالمه مع تقدير بعض التحديات أو الأهداف التى قد تكون لديه، كما عليك أن تظهر بشكل مختلف، وتأكد من أنك حقًا تستعد أكثر من اللازم لهذه المقابلات، لأن هناك الكثير من المنافسة وترغب دائمًا فى تقديم أفضل ما لديك».