رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه.. تعرف على بابا نويل الحقيقي وصورته الحقيقية

بابا نويل
بابا نويل

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في مصر، بذكرى القـديـس نيـقـولاوس أسقف ميـــرا، والذي هو الشخصية الحقيقية لشخصية بابا نويل ووفقا لدراسة أعدها الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني، على اثر الاحتفالات فولد نيقولاوس في أواخر القرن الثالث للميلاد في بلدة باتار في آسيا الصغرى، وكان أبوه أبيفانوس، وأمه تونة من أغنياء القوم في بلدهما واشتهرا بمخافة الرب، وعمل الصلاح وتوزيع الصدقات، وكانا عاقرين، يواصلان الصلاة إلى اللّـه والطلبات منه تعالى كي يرزقهما طفلاً.

فاستجيبت صلاتهما وولد لهما ولد سماه نيقولاوس، واهتما بتربيته التربية المسيحية الصالحة، وبتلقينه العلوم الروحية إلى جانب العلوم الدنيوية.

وشعر معلموه بقوة النعمة الإلهية التي أسبغت عليه بوفرة، إذ فاق رفاقه في تحصيل العلم وفي ممارسة أعمال الفضيلة، منذ نعومة أظفاره، فرسم شماساً، ثم ترهّب في دير كان ابن عمه رئيساً عليه، فأظهر فيه من النسك والعبادة ما تعجز عنه طاقة البشر . 

على أثر وفاة والديه، وزع مار نيقولاوس أمواله الطائلة على الفقراء والمعوزين . 

ورحل إلى بلدة ميرا وتقع جنوب تركيا إذ كان خاله أسقفاً. فرسمه خاله كاهناً وأقامه رئيساً على دير في ضواحي بلدة ميرا، وتنبأ له عن مستقبل باهر في خدمة الكنيسة، إذ سيتبوأ فيها مركزاً مرموقاً . 

وتاق مار نيقولاوس إلى زيارة الأماكن المقدسة والتبرّك من قبر الخلاص.. فركب البحر.. وخلال الرحلة، هاجت الأمواج وماجت، وعصفت الرياح، وكادت السفينة أن تنكسر وتغرق، فطلب النوتي إلى مار نيقولاوس أن يصلي إلى اللّـه ليرحمهم.. ففعل مار نيقولاوس، وهدأ البحر وكان أحد طاقم البحارة قد سقط من السارية ومات.. فصلى مار نيقولاوس إلى اللـه، فأعاد إليه الحياة .

كان خال القديس نيقولاوس قد انتقل إلى جوار ربه وقام مكانه أسقف آخر. فبعد عودة نيقولاوس إلى ديره من زيارة الأماكن المقدسة رأى ذات ليلة حلماً عجيباً.. كان حلّة حبرية زاهية قدمت إليه ليتشح بها، كما رأى عرشاً رفيعاً ورجلاً يقول له: تفضل واجلس على هذا العرش. وفي ليلة أخرى رأى السيد المسيح يسلم إليه الإنجيل المقدس والسيدة العذراء تناوله الحلة الحبرية . 

ويقال أنه على أثر وفاة أسقف ميرا، ظهر ملاك الرب لرئيس الأساقفة في حلم وقال له: إن الرب قد اختار نيقولاوس ليقام أسقفاً على ميرا، وعندما استيقظ رئيس الأٍساقفة أخبر سائر أساقفة المنطقة، فاعتبروا ذلك أمراً من السماء، فجاؤوا بنيقولاوس ورسموه أسقفاً على ميرا. 

عاش القديس نيقولاوس، وهو أسقف، حياة الناسك الزاهد العابد المتقشف. فكان يتشح بإسكيم الرهبانية ويلبس الصوف الخشن على جسده تحت الحلة الأسقفية الزاهية، ويواظب على الصلاة ليل نهار، ولا يتناول إلا وجبة واحدة من الطعام البسيط طوال اليوم، كما أنه لم يذق طعم اللحم أبداً. وأنعم اللّـه عليه بالحكمة في تدبير رعيته، فكان يسوسها بإيمان وبمخافة الرب، وكم حاجج الرب بصلوات حارة طالباً إليه أن يعفيه من حمل رسالة الأسقفية مقدراً جسامة المسؤولية. فظهر له الرب يسوع في حلم وخاطبه قائلاً: لا تخف يا نيقولاوس فإنني لا أتخلى عنك طالما أنت مكمّل واجبات الأسقفية بصدق وأمانة . 

May be an image of 1 person

وكان اهتمام القديس نيقولاوس بالفقراء من رعيته، ظاهراً وملموساً، وهو بذلك كان يمثل عناية اللّـه تعالى بالمخلوقات كافة ولا سيما الضعيف منها . 

وفي سنة 303 م أثار القيصر الروماني ديوقلطيانس، الاضطهاد على المسيحية، فسام المؤمنين صنوف العذاب، وأمر بإغلاق كنائسهم وإبادة كتبهم المقدسة، فسجن عدداً كبيراً منهم، ونفى آخرين، وكان نصيب رعاة الكنيسة من هذا الاضطهاد وافراً جداً، ومن بين هؤلاء الرعاة الصالحين كان القديس نيقولاوس الذي زجّه جنود قيصر في غياهب السجون وأذاقوه مر الآلام.. وهو يتحمل كل ذلك بصبر جميل حباً بالمسيح الفادي، ومكث نيقولاوس مسجوناً حتى انتصر قسطنطين الملك على أعدائه وفتح أبواب السجون، فخرج المعترفون ظافرين، وعاد نيقولاوس إلى أبرشيته ليرعى الشعب الذي ائتمنه على رعايته.

ورقد فى الرب يوم 6 ديسمبر عام 341م . 

وله من العمر ثمانون سنة، وقضى منها أكثر من أربعين سنة في خدمة الأسقفية في ميرا . وانتشر إكرامه في الكنيسة جمعاء منذ القرن العاشؤ الميلادي. ذخائره حفوظة فى مدينة "باري" فى جنوب إيطاليا منذ عام 1087م وذلك في الكاتدرائية التى أقيمت على اسمه والتى يأتي إليها مؤمنون كثيرون إكراماً لهذا القديس، بفضل كرمه وسخائه تجاه الأطفال، الذي جعل منه سانتا كلوز ، أو بابا نويل، الذي يوزع عطاياه على الفقراء خلال فترة الأعياد الميلادية .