رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تسبب في وفاة 8 أطفال.. «المكورات العنقودية» يثر ذعر العالم

المكورات العنقودية
المكورات العنقودية

مرض جديد يدق ناقوس الخطر في سلسلة الأمراض التنفسية المنتشرة ولكنه حتى الآن داخل بريطانيا، عرف بالمكورات العنقودية، إذ تسبب خلال أسبوع واحد في وفاة ثماني أطفال، الأمر الذي دعا هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا للتعامل مع هذا المرض بشكل طارئ، نتيجة هذا التزايد المتسارع في معدلات الإصابة.

وأكدت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة أن هناك 6 أطفال دون سن العاشرة لقوا حتفهم بعد إصابتهم بعدوى بكتيرية منذ سبتمبر، وهو ما جعلها تصدر تنبيها نادرًا استجابة لارتفاع الحالات في جميع أنحاء البلاد.

وأوضح المستشار في هيئة خدمات الصحة والخدمات الإنسانية بالمملكة المتحدة ييمي تشاو، أن أعراض الإصابة ببكتيريا المكورات العنقودية "أي"، يمكن أن تكون التهابًا في الحلق أوحمى وكذلك التهابات الجلد الطفيفة، ويمكن علاجها بدورة كاملة من المضادات الحيوية.

كما لفت تشاو إلى أنه "في حالات نادرة، يمكن أن تتسبب البكتيريا بأعراض قوية وخطيرة مثل ارتفاع في درجة الحرارة وآلام شديدة في العضلات وقيء أو إسهال، وعندها أكد لابد من طلب المساعدة العاجلة".

أما عن طرق انتشار البكتيريا، كشف أنها تنتج من خلال السعال والعطس وملامسة الجلد للجلد، وحذر تشاو من أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، وكذلك المصابين بفيروس نقص المناعة "الإيدز"، و الذين يستخدمون المنشطات، وكذا الذين يعانون من مرض السكري أو أمراض القلب أو السرطان هم الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى بهذا المرض

استشاري فيروسات:يحدث بسبب تسمم الغذاء

ومن جهته، أكد الدكتور فايد سمير، أستاذ الفيروسات لـ"الدستور"، أن عدوى المكورات العنقودية تحدث بسبب بكتيريا المكورة العنقودية، مشيرًا إلى أن هذه الأنواع من البكتيريا تظهر عادةً على الجلد أو داخل الأنف لدى كثير من الأصحاء، وهي في الأغلب لا تسبب أي مشكلات، بل قد تؤدي إلى حالات عدوى جلدية بسيطة نسبيًا.

وقال سمير إنه على الرغم من ذلك، فقد تصبح حالات عدوى المكورات العنقودية مهددة للحياة إذا أصابت البكتيريا الأعضاء الداخلية للجسم، أو في حال إذا دخلت إلى مجرى الدم أو المفاصل أو العظام أو الرئتين أو القلب، مؤكدًا على أنه يتزايد عدد الأصحاء الذين يتعرضون للإصابة بحالات عدوى المكورات العنقودية المهددة للحياة.

وكشف عن أن أكثر أسباب الإصابة بكتيريا المكورات العنقودية هي التسمم الغذائي، إذ أن البكتيريا تتكاثر في الطعام وتنتج السموم التي تصيب بالمرض، موضحًا أنه تظهر أعراضها بسرعة عادةً بعد مرور بضع ساعات من تناول طعام ملوث، وعادةً ما تختفي الأعراض بسرعة أيضًا، وعن الأعراض المصاحبة للإصابة بهذه البكتيريا قال أنها الغثيان والقيء، والإسهال،الجفاف، انخفاض ضغط الدم.

وأوضح أستاذ الفيروسات أن الإصابة ببكتيريا المكورات العنقودية تأخذ عدة أشكال من ضمنها الدمامل، القوباء،التي هي عبارة عن طفح جلدي مُعْدِي ومؤلم، وكذا قد تأتي على شكل التهاب نسيج خلوي وهو عدوى بالطبقات الأعمق من الجلد، وينتج عنه احمرار بالجلد وتورم بسطحه، وقد تظهر أيضًا تقرحات أو إفرازات نازّة.

أما عن علاج المكورات العنقودية، أوضح أنه يشمل عادةً المضادات الحيوية وتنظيف المنطقة المصابة، لافتًا إلى أنه ومع ذلك، لم تعد بعض حالات عدوى المكورات العنقودية تستجيب للمضادات الحيوية الشائعة أو أنها أصبحت تقاومها، كما أكد أنه ولعلاج حالات عدوى المكورات العنقودية المقاومة للمضادات الحيوية، هنا قد يحتاج الأطباء إلى استخدام مضادات حيوية قد تسبب المزيد من الآثار الجانبية.

 

والدة أحد الأطفال المتوفيين: قلقة من أن لا تزال الناس غير مدركة لخطورته

والدة أحد الأطفال الذين توفوا إثر الإصابة بالبكتيريا، قالت إن الطفح الجلدي أسفل الظهر أول الأعراض التي عانى منها طفلها، ثم بدأ يشعر بآلام شديدة في المعدة.

وتابعت أن طفلها قد توفي في سيارة الإسعاف في طريقه إلى المستشفى، وبعد أسبوع، أظهرت نتائج فحص ما بعد الوفاة أنه مصاب ببكتيريا المكورات العنقودية "أي" في دمه.

وقالت والدة الطفل إنه يجب أن يكون الناس أكثر وعياً بالأعراض الأولية، وأنه يجب توعية الوالدين بالأعراض والتصرف حيالها.

أضافت: "إنني قلقة من أن الناس لا تزال غير مدركة لمدى خطورة هذا الأمر، موضحة أنه قد قيل في الأخبار أنه من النادر جدًا أن يموت الأطفال بسبب هذا الالتهاب العقدي، لكنهم للأسف نسوا قد وقع ستة وفيات في غضون أسبوعين من الأطفال، وأعتقد أن المزيد سيأتي إذا لم تتحرك الحكومة بسرعة".