رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الموارنة في احد المعمدان: عقد وانفكاك لسان زكريا يتعلق بالسيد المسيح

شيحان
شيحان

تحتفل الكنيسة المارونية اليوم برئاسة المطران جورج شيحان، بذكرى أحد مولد يوحنّا، وذكرى القديسة بربارة.

ووُلدت القدّيسة بربارة في بعلبك، كان أبوها ديوسقورُس غنيٌّا ووثنيٌّا متعصّبًا، فأَحسن تربيتها بالعلوم والآداب، واستقدم لها أشهر المعلّمين ومن بينهم فالنتيانُس الذي أخذ يشرح لها أسرار الديانة المسيحيّة، شعر والدها بميلها إلى الإيمان المسيحيّ فسجنها في برجٍ حصين، وأقام من حولها تماثيل الأصنام لتعبدها، أمّا هي فظلّت تتلقّى التعاليم المسيحيّة من خلف الجدران على يد فالنتيانُس. وراحت تمارس الصلاة والصوم والتأمّل.

ثمّ طلبت من خدّامها أن يحطّموا التماثيل الموضوعة في البرج. علم أبوها بالأمر فغضب وأوسعها شتمًا وضربًا وألقى بها في قبو مظلم. وفي اليوم التالي، استحضرها أمام الوالي مركيانُس علّها تخاف وتعود إلى عبادة الآلهة، فأمر بجلدها، فتمزّق جسدها وتفجّرت دماؤها وهي صابرة صامتة مسلّمة أمرها للّه، وفي الليل ظهر المسيح لها وشفى جراحها.

 وفي صباح اليوم التالي، استقدمها الوالي ورآها معافاة فقال لها: «إنّ الآلهة شفقت عليك وشفتك». فأجابته: «هو المسيح يسوع الذي شفاني، وهو سيّد الحياة والموت». فأمر بجلدها ثانية ثمّ بقطع رأسها فنالت إكليل الشهادة سنة 235.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة قالت خلالها: وأخيرًا وُلد الطفل وسُمّيَ يوحنّا، وللحال فكّ رباط لسان أبيه. فلنقارب هذا الحدث مع الحقيقة العميقة التي يرمز إليها ولنتأمّل بهذا السرّ: سكت زكريّا وبقي أخرس إلى حين ولادة يوحنّا، السّابق لمجيء الربّ، فماذا يعني ذلك الصمت الذي مُنيَ به زكريّا غير كونه بمثابة الحجاب الذي يستر على النبوءات ويخبّئها ويختمها إلى حين الإعلان عن بشرى الرّب يسوع المسيح السارّة؟ تلك النبوءات انكشفت بمجيئه واتّضحت عندما أتى ذلك الذي تحدّثت عنه.

لقد فكّت ولادة يوحنّا عقدة لسان زكريّا. إنّ لهذا الحدث نفس معنى انشقاق حجاب الهيكل عند موت الربّ يسوع المسيح على الصليب. فلو لم يعلن يوحنّا مجيء الآخر، لما فكّ رباط لسان زكريّا؛ نطق زكريّا لأنّ ولادة ابنه هي ولادة الصوت. أَلَمْ يقل يوحنّا فيما بعد: "أَنا صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة: قَوِّموا طَريقَ الرَّبّ" .