رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ندوة نقدية لمناقشة «حبيبتى طبيبة العيون السريالية» بمنتدى المستقبل الثلاثاء

حبيبتي طبيبة العيون
حبيبتي طبيبة العيون السريالية

يستضيف منتدى المستقبل للفكر والإبداع، ندوة نقدية لمناقشة المجموعة القصصية «حبيبتي طبيبة العيون السريالية» للكاتب الروائي الدكتور أشرف الصباغ، والصادرة عن مؤسسة بتانة الثقافية، في تمام الساعة السابعة مساء الثلاثاء المقبل، بمكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني.

ومن المقرر أن يناقش المجموعة القصصية كل من الكاتب والناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله، والروائي والناقد أحمد الفيتوري، والقاص والروائي جمال زكي مقار، ويدير الندوة الكاتب والإعلامي عمرو الشامي.

ومن أجواء المجموعة القصصية نقرأ: اتصلت بي حبيبتي طبيبة العيون السريالية نورهان هانم أباظة ذات يوم. ألحتْ وصممتْ على أن أزورها في عيادتها بشارع ميشيل باخوم بالقرب من نادي الصيد. فقررت أثناء توجهي إلى هناك أن أشتري كيس يوسفندي وكيس بلح زغلول من عند الفكهاني الذي يفترش أحد أركان الميدان في مواجهة الباب الرئيسي لنادي الصيد. كنت أعرف أنها تحب اليوسفندي والبلح الزغلول. لم يكن معي إلا مائة جنيه ورقة واحدة، وبعض الأوراق من فئة العشرة جنيهات ستكفي لدفع أجرة التاكسي. طلبتُ من الفكهاني أن يعطيني بخمسين جنيهًا يوسفندي، وبالخمسين الأخرى بلحًا. استغرب الرجل من ذلك الزبون الذي لا يطلب بالكيلوجرام وإنما بالمبلغ، وابتسم صبي صغير، يبدو أنه ابنه أو يعمل معه، كان يقف إلى جوارنا. كان يبتسم بلزوجة واستفزاز. 

ولكن دهشة الفكهاني أرَّقتني جدًا من جهة، وشغلتني محاولاتي الحفاظ على صورتي أمامه من جهة أخرى، فقررت تجاهل نظرات الصبي وابتساماته السمجة. أدركتُ ما يدور في رأس الفكهاني. ولكن عزائي الوحيد أنه كان هو الآخر، وحتى هذا الصبي اللزج السمج، لا يعرفان ما في جيبي. كان من الطبيعي أن أضحي بكل ما أملك من أموال لأشتري لحبيبتي طبيبة العيون السريالية الشهية نورهان هانم أباظة يوسفندي وبلح. ولو كان معي أي مبلغ آخر لاشتريت جوافة أيضًا، رغم أنها لا تحبها كثيرًا. ولكن من يدري، فمن الممكن أن تكون قد غيرت رأيها لسبب أو لآخر خلال فترة تباعدنا. الأمر الثاني، هو أنه مهما كان الأمر، فسوف أبقى معها إلى أن تنهي عملها، وستوصلني بسيارتها الحمراء الفخمة إلى البيت الذي أسكن فيه في شارع عبدالمجيد اللبان في السيدة زينب، بجوار مطعم "الجحش" القديم الذي تحول إلى مخبز في مواجهة "حبايب السيدة" أشهى من يقدم الكرشة وطواجن العكاوي والممبار والكوارع، أو قد نمر على أي بار في الزمالك لنضرب كأسين من الويسكي الفاخر أو التكيلا أو حتى زجاجة واين مستورد.