رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تصعيد نووى.. تداعيات تأجيل محادثات ستارت بين روسيا والولايات المتحدة

أرشيفية
أرشيفية

أجلت روسيا، محادثات تمديد اتفاقية “ستارت” بشأن الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة في القاهرة والتي كانت مقررة هذا الأسبوع  في الفترة من 29 نوفمبر الجاري حتى 6  ديسمبر المقبل لمناقشة استئناف عمليات تفتيش بموجب معاهدة نيوستارت للحد من انتشار الأسلحة النووية التي عُلقت في مارس 2020 بسبب جائحة كوفيد-19، وسط اتهامات روسية لواشنطن بأنها تتبنى نهجا ساما مناهضا لموسكو.

 

أسباب تأجيل محادثات ستارت

قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية  اريا زاخاروفا عبر تليجرام في وقت سابق: “في جميع المجالات، نلاحظ أعلى مستوى من السمية والعداء من واشنطن”.

وأضافت: "في إطار الحرب الشاملة التي شنت ضدنا على عدة أصعدة، فإن كل خطوة أمريكية تقريبا تجاه روسيا تنبع من رغبة في إلحاق الضرر ببلدنا حيثما أمكن ذلك".

فيما قلل نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف من التوقعات بحدوث انفراجة، على الرغم من أن المحادثات كانت علامة على أن الجانبين يرغبان على الأقل في استمرار الحوار، في وقت بلغت فيه العلاقات أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة.

خبراء: التأجيل أمر مؤسف وغير معتاد 

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية لشبكة CNN، إن روسيا لم تقدم سببًا للولايات المتحدة لتأجيل المحادثات، مشيرا إلى أن موسكو أبلغت الولايات المتحدة بقرارها في "الأيام الأخيرة".

وتضع معاهدة ستارت الجديدة قيودًا على عدد الأسلحة النووية العابرة للقارات التي يمكن أن تمتلكها كل من الولايات المتحدة وروسيا. ومُددت آخر مرة في أوائل عام 2021 لمدة خمس سنوات، مما يعني أن الجانبين سيحتاجان قريبًا إلى البدء في التفاوض بشأن اتفاقية أخرى للحد من الأسلحة.

وبموجب المعاهدة، يُسمح لواشنطن وموسكو بإجراء عمليات تفتيش على مواقع أسلحة بعضهما البعض، ولكن بسبب جائحة Covid-19، توقفت عمليات التفتيش منذ عام 2020.

وقال داريل كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية الحد من الأسلحة ومقرها الولايات المتحدة، لشبكة سي إن إن: "إنه أمر غير معتاد ومؤسف للغاية أن الروس قاموا بتأجيل هذا الاجتماع الذي أشاروا إلى أنهم مهتمون به".

وأضاف كيمبال، أن الاجتماع "ضروري لحل القضايا التي تعرقل استئناف عمليات التفتيش في الموقع بموجب معاهدة ستارت الجديدة" و"خطوة مهمة نحو مفاوضات رسمية بين البلدين بشأن اتفاقية جديدة للحد من الأسلحة النووية".

وقالت إليزابيث رود، كبيرة الدبلوماسيين الأمريكيين في موسكو، لوكالة ريا نوفوستي: "كان الرئيس بايدن واضحًا للغاية بشأن التزامه بالتفاوض للحفاظ على هيكل الحد من التسلح بعد انتهاء صلاحية معاهدة ستارت في عام 2026. وما زلنا ملتزمين بهذا الهدف".

وأضافت "حتى يحدث ذلك، سنواصل إجراء مناقشات في إطار اللجنة الاستشارية الثنائية، وهي آلية المعاهدة وسننتظر الفرصة لاستئناف الحوار الاستراتيجي".

وقالت رود إن واشنطن: "لديها قنوات لإدارة المخاطر مع الاتحاد الروسي، ولا سيما المخاطر النووية"، مضيفًة أن "هذا كان الغرض من اجتماع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيرنز مع نظيره الروسي".

مخاوف وتداعيات إلغاء المحادثات

 ومع إلغاء أو تأجيل المحادثات بين موسكو وواشنطن بشأن “ستارت”، هناك مخاوف من أن تلجأ روسيا إلى"الابتزاز النووي" كتكتيك في حربها المستمرة ضد أوكرانيا بحسب تصريحات أمريكية.

سبق واتهمت واشنطن روسيا بهذا الاتهام، وهو ما تنفيه موسكو، وتصر بدلاً من ذلك على أن الغرب هو المسؤول عن التصعيد الخطاب المحيط بالغزو والحرب الروسية.

 كما تمثل إلغاء محادثات معاهة ستارت، أزمة أخرى للعالم لأن ستارت كانت مهمة للعالم وليس لموسكو وواشنطن، وسبق أن قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي كيربي، إن واشنطن "تود أن ترى مفاوضات ستارت الجديدة تعود إلى موعدها في أقرب وقت ممكن"، مضيفًا: "إنها ليست مهمة فقط لدولتينا، إنها مهمة لبقية العالم".

 

أبرز المعلومات عن معاهدة ستارت

جرى توقيع معاهدة ستارت الجديدة وهي ما تعرف باسم  “معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية" في عام 2010 وتم الانتهاء منها في عام 2011 وهي آخر اتفاقية نووية ثنائية بين روسيا والولايات المتحدة. 

والمقرر حاليًا أن تنتهي صلاحيتها في 5 فبراير 2026 - بعد تمديد مدته خمس سنوات في عام 2021 - تحد كل دولة من الانتشار الأقصى لـ 1550 رأسًا نوويًا (بانخفاض 30٪ تقريبًا عن عام 2002).