رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شباب البرنامج الرئاسى.. سلاح مصر التنظيمى يبهر العالم فى «COP 27»

مؤتمر المناخ
مؤتمر المناخ

كانت مصر، وتحديدا مدينة السلام «شرم الشيخ»، محط أنظار العالم على مدار الأسبوعين الماضيين وما سبقهما من تحضيرات على أعلى مستوى، خلال استضافة الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ cop 27، وظهرت مصر خلال هذه القمة بشكل حضاري عكس تاريخها العريق ووزنها الإقليمي والدولي.

هذه اللوحة الفنية التي ظهرت بها الدولة المصرية كانت تقف خلفها لجنة تنظيمية من شباب مصر تواصل العمل ليلا ونهارا؛ كي يرى العالم أحفاد الفراعنة بهذا الرقي والدقة في إجراءات التنظيم وتوفير كافة التسهيلات لضيوف مصر.

ووضعت أجهزة الدولة ثقتها في الشباب لتنظيم هذا المحفل العالمي بعد أن آمن الرئيس عبدالفتاح السيسي بقدراتهم، حيث نجحت الدولة خلال 7 سنوات أن ترسخ مفهوما جديدا بالتجربة الشبابية المصرية، وأصبحت تجربة البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة جزءا من تاريخ الوطن والسلاح التنظيمي للدولة في إدارة عدد كبير من الأحداث الوطنية والدولية على مدار السنوات الماضية.

ومع بدء مؤتمر المناخ بمدينة شرم الشيخ في 6 نوفمبر الجاري، انطلقت فرق العمل كخلية نحل تعمل في تناغم مع كافة مؤسسات الدولة والأمم المتحدة والشركات المعنية، حيث تولى شباب البرنامج الرئاسي مسئولية إدارة لوجستيات وتنظيم فعاليات قمة المناخ من خلال غرفة العمليات المركزية، والفرق الميدانية المتنوعة والمنتشرة في نطاق مدينة شرم الشيخ والمنطقة الخضراء، بجانب تولي مسئولية معاونة سكرتارية الأمم المتحدة في إدارة وتنظيم المنطقة الزرقاء، حيث بلغ قوام الفريق التنظيمي لقمة المناخ الذي يديره شباب البرنامج 2000 منظم، منهم شباب البرنامج الرئاسي وشباب جامعات بالإضافة إلى متطوعين مصريين وأجانب.

ولم تكن خبرات شباب البرنامج الرئاسي التي ظهرت جليا خلال المؤتمر من فراغ بل اكتسبوها عبر عدة سنوات عمل بروح الفريق الواحد، من خلال تنظيم أكثر من 25 مؤتمرا واحتفالية محلية مثل (المؤتمرات الوطنية للشباب، وإفطار الأسرة المصرية، واحتفالية حياة كريمة باستاد القاهرة، والزيارات الرئاسية لقرى حياة كريمة، والمؤتمر الاقتصادي 2022، وملتقى ومعرض الصناعات الدولي الأول 2022)، وكذلك تنظيم أكثر من 15 حدثا دوليا داخل مصر وخارجها، مثل منتدى شباب العالم بنسخه الأربع ومؤتمرات الكوميسا وتنظيم عدد من المؤتمرات بواشنطن على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر 2019.

بدوره، قال رئيس لجنة اللوجستيات بغرفة العمليات المركزية لقمة المناخ COP 27، أحمد محمد حفرج، إن أكبر تحد كان أمام اللجنة المنظمة هو إيجاد آليات ملائمة للتعامل مع أعداد الوفود الكبيرة التي بلغت 42 ألف مشارك من مختلف دول العالم وبحضور قادة وزعماء دول العالم، لكن بفضل التخطيط والتدريب الجيد والتنسيق والتعاون مع كافة الوزارات والجهات المعنية، بالإضافة إلى الخبرات المتراكمة لدى اللجنة المنظمة من شباب البرنامج الرئاسي بإدارة وتنظيم الأحداث والمؤتمرات الوطنية والدولية، في مقدمتها منتدى شباب العالم بنسخه الأربع، وإجادة التعامل مع الوفود الرسمية والشخصيات الهامة والرئاسية كانت النتيجة هي التي شاهدناها جميعاً والتى نالت إشادات دولية بمستوى التنظيم الرائع كما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة.

وأكد حفرج، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن ثقة القيادة السياسية كانت بمثابة قوة الدفع والمحفز الحقيقي للبناء على النجاحات السابقة، حيث تم تشكيل فرق العمل باللجنة المنظمة من إدارة منتدى شباب العالم، وتم عقد الاجتماعات واللقاءات التنسيقية مع الوزارات والجهات المختلفة وممثلي الأمم المتحدة.. وبدأت مرحلة التخطيط والإعداد للفعاليات وكافة الأمور اللوجستية والتنظيمية للقمة إلى أن وصلنا لمرحلة التنفيذ بانعقاد القمة، حيث شهدت إدارة احترافية للفعاليات والعمليات اللوجستية والتنظيمية للقمة من خلال غرفة العمليات المركزية التي تولى إدارتها شباب البرنامج الرئاسي وبمشاركة ما يقارب من 2000 متطوع من شباب مصر والعالم.

وأشار إلى أن لجنة اللوجستيات تتكون من عدد من اللجان الفرعية تتولى إدارة وتنسيق الأمور اللوجستية، وهي فريق الطيران وفريق المطار وفريق الانتقالات وفريق التسكين وفريق الضيافة إلى جانب فريق اللوجستيات الداخلية، موضحا أن "مشاركتنا السابقة في إدارة وتنظيم الأحداث والمؤتمرات الوطنية ومنتدى شباب العالم أصقلت مهاراتنا التنظيمية والإدارية ومنحتنا امتلاك مرونة التعامل والمناورة مع كافة المواقف، لاسيما النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم التى شرفت بتكليفي خلالها ضمن إدارة المنتدى رئيسا للجنة اللوجستيات وسط كتيبة كبيرة من أبطال اللجنة المنظمة من شباب البرنامج الرئاسي الذين دأبوا على العمل بإخلاص وبروح الفريق الواحد في صمت وتجرد تام".

ولفت إلى أن هذه النسخة الاستثنائية التي أحاطتها تحديات لوجستية صعبة وإجراءات احترازية ضخمة بسبب جائحة كورونا شكلت تحديات وضغوطا كبيرة على كافة الخطط اللوجستية، ولكن على قدر هذه التحديات والظروف الاستثنائية كانت الجهود أيضاً استثنائية من كافة أعضاء اللجنة المنظمة، وجاءت النتيجة ذات طابع مميز واستثنائي أيضاً، فقد خرج منتدى شباب العالم فى نسخته الرابعة في أبهى صوره التنظيمية التي أبهرت الجميع وانهالت الإشادات المحلية والإقليمية والدولية في مقدمتها الأمم المتحدة.

من ناحيتها، قالت عضو اللجنة التنظيمية لمؤتمر المناخ، آية إمام، إن السر في نجاح تنظيم المؤتمر يكمن في قوة فريق العمل الشاب الذي يضم أكثر من 1800 شاب وفتاة واصلوا جهودهم ليلاً نهاراً لكي يستقبلوا أكثر من 40 ألف ضيف لحضور المؤتمر، ويظهر بالشكل الذي يليق باسم جمهورية مصر العربية، وتمكن الفريق في تحقيق تواصل بأكثر من 13 لغة ويحوي على أكثر من 42 تخصصاً بشتى المجالات حتى يستطيع تكوين التكامل الذي يجعله قادرا على تنظيم الفعاليات وتسهيل عملية الإدارة اللوجستية والتنظيمية والفنية والبيئية وغيرها من الخدمات التي من شأنها تيسير وتوفير ما يلزم ضيوف مصر.

وأضافت أن الشباب نجح في عملية استقرار المتابعة والتوجيه والتدخل السريع في الأزمات، بالتنسيق مع غرفة العمليات المركزية والمسئولة عن متابعة ورصد أي حالات طوارئ أو أي ما يمكن أن يعرقل صفو الضيوف في وقت زمني لا يتعدى الـ3 دقائق.

وأشارت إلى أن كل فريق عمل كان له مهمة محددة لا بد من إنجازها في وقت قياسي حتى لا يؤثر سلباً على باقي الفرق، وذلك عن طريق خطة تنظيمية موضوعة سلفا قبل بدء المؤتمر على يد اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم، مؤكدة أن الشباب اكتسب الخبرة اللازمة التي جعلته قادرا على إدارة العملية التنظيمية لمؤتمر يستقبل ضيوفا من أكثر من 197 دولة بحضور يتجاوز 30 ألف ضيف ما بين دبلوماسيين وحضور ومواطنين وسائحين وجميعهم يحظون بالمعاملة التي ترقى بتاريخ مصر.

من جهته، أكد منسق فريق الطيران لمؤتمر COP 27، أحمد عبدالغني، أن شباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة اكتسب خبرات كبيرة من خلال تنظيم المؤتمرات السابقة التي أقيمت في مصر، ولكن تنظيم مؤتمر المناخ لم يكن سهلًا، بل كان صعبًا للغاية، خاصة أننا نتعامل مع 40 ألف مشارك من ضمنهم رؤساء وقادة دول، إضافة إلى ضيق الوقت فالعدد كان كبيرا، متابعا: "لكن الحمد لله قدرنا ننسق كل اللوجستيات التي سهلت على كل المدعوين بمختلف جنسياتهم كل شىء في المؤتمر".

وقال- في حديثه لـ أ ش أ- إن هناك العديد من التحديات التي كانت تواجههم كمنظمين في مؤتمر المناخ، منها مشكلة التوقيتات والأماكن المتاحة على الطائرات خاصة مع الأعداد الهائلة للحجوزات في المقابل فعدد الفريق ليس كبيرًا، لكن استطعنا إنهاء كل الحجوزات، لافتًا إلى أن أكبر مشكلة كانت الأعداد مقابل عدد الطائرات وعدد الفريق المسئول عن هذه الحجوزات.

وأوضح أن السر في نجاح تنظيم مؤتمر المناخ أن الجميع كان ملتزما والفرق كانت تعمل، وتساعد بعضها وهناك تكامل بين مجموعة العمل بشكل جيد، إضافة إلى أن كل فرد كان ملمًا بدوره جيدًا.

يذكر أنه في يناير الماضي على إثر استعداد مصر لتنظيم قمة المناخ الـ27 بمدينة (شرم الشيخ) فقد كلف الرئيس عبدالفتاح السيسي شباب البرنامج الرئاسي- خلال كلمته في الحفل الختامي لمنتدى شباب العالم في نسخته الرابعة- بتكوين مجموعات شبابية من شباب مصر والعالم للمشاركة الفورية في إجراءات الإعداد والتنظيم للقمة.

ويتكون قوام شباب البرنامج الرئاسي من 1800 شاب وفتاة تتراوح أعمارهم من 22 إلى 37 عاماً، يمثلون 42 تخصصا أكاديميا متنوعا، وغالبيتهم من حملة الدراسات العليا، ويتمكن الفريق من تحقيق تواصل بأكثر من 13 لغة منها (الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الروسية، البرتغالية، التركية، الصينية، الروسية، الإسبانية، الإيطالية، العبرية، المجرية، التشيكية، الكورية).