رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيفية التخلص من الإفراط في العمل والنشاط واستعادة الحيوية؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يعتبر العمل من الأمور المهمة في الحياة، فنحن نعمل بجد لنجعل أنفسنا سعداء، ولكن مع مرور الوقت نجد أنفسنا بائسون ولا نستطيع إكمال المهام، فعلى الرغم من بحثنا المستمر عن طرق جديدة لتحسين أجسادنا وعقولنا لتحقيق ذروة الأداء، يعمل البشر أكثر بدلاً من أقل، ويعيشون بجهد أكبر وليس أكثر ذكاءً، ويصبحون أكثر وحدة وقلقًا.

دائمًا ما نسعى جاهدين لتحقيق الأفضل في كل جانب من جوانب حياتنا، وتجاهل ما نقوم به بشكل جيد بشكل طبيعي والوصول إلى الرفاهية والراحة، وهذا ما دفع خبيرة التنمية الذاتية والعلاقات سيليست هيدلي ، للبحث والدراسة في الأسباب وراء ذلك الشعور من خلال كتابها «لا تفعل شيئًا».

 

لماذا لا نأخذ استراحة فقط:

في كتاب «لا تفعل شيئًا »، تضيء سيليست هيدلي، طريقًا جديدًا في المستقبل، وتسعى إلى إحداث تحول عالمي في تفكيرنا حتى نتمكن من التوقف عن تخريب رفاهيتنا، ووضع العمل جانبًا، والبدء في العيش بدلاً من العمل ليلًا ونهار. 

يركز الكتاب على ضرورة استثمار أوقات الفراغ، حيث يعد تحقيق عميق في جذور الرأسمالية والعمل والهوس بالإنتاجية، حيث يشجع القراء على الاستثمار في أوقات الفراغ والهدوء والتركيز على علاقاتهم، فمن خلال تجميع خيوط من التاريخ وعلم الأعصاب والعلوم الاجتماعية وحتى علم الحفريات، توصلت هيدلي، إلى الافتراضات القديمة حول استخدام الوقت والكسل والعمل الجاد وكيفية تحقيق الأهداف.

في كتاب «لا تفعل شيئًا»،  كشف بحث هيدلي، أن العادات التي نتمسك بها هي التي تلحق بنا الضرر؛ فلقد تطورت مؤخرًا في تاريخ البشرية، مما يعني أنها عادات يجب كسرها للتخلص من الضغوط والاستمتاع بالحياة.

توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين:

نوهت هيدلي، في هذا الكتاب، أنه على الرغم من العمل الجاد أكثر من أي وقت مضى، لم يكن الناس أكثر اكتئابًا وقلقًا وتعاسة من أي وقت مضى، فلا شك أن طريقتنا الحديثة في الحياة لا تساعدنا على تحقيق السعادة، فخلال البحث وجدت هيدلي، أنه بالعودة إلى العصور الوسطى، كان الفلاحون يعملون في الواقع أقل مما نفعل الآن، وكان لديهم وقت إجازة أطول ولكن بمجرد اندلاع الثورة الصناعية، بدأ الناس يتقاضون رواتبهم بالساعة بدلاً من كل مهمة، الأمر الذي أدى إلى زيادة كبيرة في عدد ساعات عمل الناس.

أشارت هيدلي، أنه قديمًا اعتاد الناس على العمل مع طلوع الشمس وحتى مغيبها، ثم مع اكتشاف الشموع والمصابيح والكهرباء، وتجاوز الأمر فترات النهار واستمرار العمل، فإنه مع كل ساعة تقريباً تزيد عمليات التوتر والضغط.