رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رفعت قضية.. كاتبة تونسية تتهم مؤلف «ريتسا» بسرقة روايتها وتحويلها لعمل سينمائي

أفيش الفيلم
أفيش الفيلم

تقدمت الكاتبة كوثر مصطفى العمدوني وهي تونسية الأصل ومقيمة في ألمانيا برفع دعوى وكلت فيها المحامي المصري عادل عبد الرازق تتهم فيها مؤلف فيلم "ريتسا" بسرقة روايتها "الأكواريوم" والتي صدرت عن دار البشير للنشر والتوزيع وتحويلها إلى فيلم من ثلاث قصص.

وذكرت المؤلفة في تصريح خاص لـ"الدستور" أنها اضطرت للمجي من ألمانيا وحتى تونس وبالتنسيق مع السفارة المصرية استطاعت أن تحصل على حق توكيل محامي مصري لينوب عنها في الدعوى التي رفعتها للجهات المصرية المختصة بهذا الشأن.

وحصلت "الدستور" على نسخة من الإنذار الموجه لرئيس مجلس إدارة الجذور للانتاج السينمائي بصفته مخاطبًا السيناريست معتز فتيحة، وذكر ت الكاتبة في المحضر أنها سبق لها وأن قامت بتأليف رواية  "الأكواريوم" وقد تعهدت إلى آخرين بكتابتها وتحميلها من أجل طباعتها وإخراجها للعلن، إلا أنها فوجئت بقيام المنذر إليهما بالتعدى على حقوق الملكية الفكرية للمنذرة وتحويل الرواية إلى سيناريو بدون أخذ موافقتها وبدون نسبة العمل لها.
وقد ورد الفيلم المنسوب إنتاجه للشركة المنذر إليها الاولي ومنسوب صدوره عن المنذر إليه الثاني وقيامه بالإعلان عن فيلم " ريتسا " المأخوذ عن روايتها، وتبدأ بتفكيك رواية "الأكواريوم " وتحويلها من رواية كاملة متماسكة إلى فيلم بعنوان " ريتسا : يتكون من 3 قصص مختلفة مسروقة من الرواية.

- النقاط التي تتشابه فيها الرواية مع الفيلم


وحددت الكاتبة النقاط التي تتشابه فيها الرواية مع الفيلم،  موضحة أنه جرى اقتطاع الجزء الأوّل من رواية "الأكواريوم" وتحويله إلى قصّة منفردة في فيلم "ريتسا"، حيث تبدأ "الأكواريوم" بمشهد كاتبة تستعدّ لحضور مؤتمر صحفي، لإشهار روايتها الجديدة وتوقيعها خلال المؤتمر، تقوم بسرد الرواية على الحضور (الصفحة 15 ).

 ومن هنا تبدأ الرواية بقصّة حبّ البطلين (وهي القصّة التي سنتعرّف عليها لاحقا في الجزء الثاني بشكل مفصّل). بعد انتهاء الكاتبة من سرد رواية "الأكواريوم" في المؤتمر، تبدأ مرحلة مناقشتها، والإجابة على أسئلة الحضور. وهنا، تتعرّض إلى حياة الكاتب/ة وعالم الكتابة والعراقيل التي يتعرّض إليها (سدّة الكتابة) خلال كتابته، وغيرها من مواضيع تهمّ الكتابة (بداية من الصفحة 255 ).

غلاف رواية الاكواريوم


أمّا في فيلم "ريتسا"، هو أيضًا يبدأ بكاتب يستعدّ لحضور مؤتمر صحفي لتوقيع روايته الجديدة (من الدقيقة 11:00)، ويجيب على أسئلة الحضور (من الدقيقة 14:14 )، وتبدأ أحداث القصص الثلاث للفيلم (التي سنستعرضها تباعا) المهمُّ هنا، القصّة الأولى، ذلك أن الكاتب بعد حضوره حفل توقيع روايته يعيش حالة (سدّة  الكاتب) والعراقيل التي واجهته أثناء الكتابة.

بالإضافة إلى وجود تفاصيل كثيرة في مشاهد حياة هذا الكاتب داخل الفيلم، نجد ما يماثلها ويوازيها في وصف حياة الكاتبة، داخل الرواية. على سبيل الذكر لا الحصر:
1ــ وصف السيّارة التي تقودها الكاتبة في الرواية (الصفحة 15). ووصف السيّارة التي يقودها الكاتب في الفيلم (الدقيقة 18:31) مع تغيّر لون سيارة الكاتبة من الأحمر إلى الأسود سيارة الكاتب 
2-ــ طريقة سواقة الكاتبة سيّارتها في الرواية (الصفحة 15 )، وطريقة سواقة الكاتب سيّارته في الفيلم (الدقيقة 28:20 ).
3-بالإضافة إلى مشهد مهمّ وارد في رواية "الأكواريوم"، وهو غرفة الاستحمام بما يحيطها من أجواء ومذكّرات تقرؤها البطلة هناك (الصفحة 70)، تمّ توظيفه في الفيلم (الدقيقة 1:12:40 ).
الفارق الوحيد بين القصتين (الكاتبة / الكاتب) أنه جرى تشويه صورة الكاتب وتقديمه كشخص أبله، سكّير، منحرف، بلا مبادئ ولا أخلاق. بينما في الرواية لا يوجد شيء من هذا القبيل.

أفيش فيلم ريتسا


- نقاط التشابه في القصّة الثانية

و أضافت الكاتبة التونسية، في القصّة الرئيسية في رواية "الأكواريوم" تحكي قصّة شاب مصري من الاسكندرية، عاشق للبحر، اسمه "فارس" يعمل منقذ شواطئ، يقع في حبّ شابة أجنبية من برلين، مغرمة بالبحر، اسمها "جسيكا"، يلتقيان على شواطئ الاسكندرية، وتبدأ العلاقة بينهما، ثمّ تتطوّر إلى الزواج. تعود جسيكا إلى بلدها لتكتشف أنها حامل. 

وتابعت لا يتمكّن فارس من اللحاق بها إلى ألمانيا، إلا بعد 6 شهور، عقب إتمام إجراءات معقدة للحصول على الإقامة في ألمانيا. تنجب جسيكا طفلة جميلة، يطلقان عليها اسم "مريم" تستمرّ قصّة حبّهما في إيطاليا، وتحديدًا في فندق "الأكواريوم" بالشمال الإيطالي الذي شهد على جانب من تفاصيل قصّة الحبّ تلك. وذلك الفندق نفسه، هو المكان الذي يموت فيه فارس (الصفحة 239 )، تعود إليه جسيكا بعد سنوات، لتسترجع ذكرياتها معه، عبر تقنية "الفلاش باك" (الصفحة 27 ) وتستمرّ الأحداث.
هنا، لابدّ من التنويه إلى أنّ والدَيّ جسيكا، أحبّا بعضهما خلال الحرب العالمية الثانية، تعرضت الرواية إلى أحداث تلك الحرب، وقصّة ذلك الحبّ أيضا ( الصفحة 107).

تمرّ السنوات وتكبر "مريم" ابنة فارس وجسيكا، وتروي قصة حبّ والديها، وتخلّدها في رواية مكتوبة بعنوان "الأكواريوم" نسبة إلى فندق "الأكواريوم" الذي شهد على لحظات حبّهما، ولحظات فراقهما الأبدي. لكنّها لا تكشف عن هويتها الحقيقية، إلاّ في آخر فصل من الرواية (الصفحة 163).

كذلك فيلم "ريتسا"، يحكي قصّة شاب مصري من الاسكندرية "الحداد" (محمود حميدة) يعمل بحّارًا، أحبّ شابّة أجنبية من جنوب إيطاليا اسمها "ريتسا" (عائشة بن أحمد)، تعشق البحر. ذلك الحبّ، أيضًا، بدأ على شواطئ الاسكندرية (الدقيقة 42:30 )، ويكون مطعم "ريتسا" في الإسكندرية، هو المكان الذي شهد على قصة حبهما (الدقيقة 24:40 )، يعود إليه البطل بعد سنوات طويلة ليسترجع ذكريات حبّه عبر تقنية "الفلاش باك" (الدقيقة 19:23 ).
 وبعد قصّة حبّ كبير، يخذلها البطل ويعدها بالعودة بعد 6 أشهر ، لكنّها تقرّر العودة إلى بلدها وهي حامل منه ويفترقان. وتنجب منه، أيضا، طفلة اسمها "إليكسندرا"، تكبر وتتزوج وتنجب طفلة اسمها "مانويلا"، وهي حفيدة البطلين؛ الحداد وريتسا، تكبر الحفيدة وتروي قصة حبّ جدّيها ويتمّ تخلّيدها في رواية مكتوبة بعنوان "ريتسا" (الدقيقة 01:33 ) نسبة إلى مطعم "ريتسا" الذي شهد على لحظات حبّهما وفراقهما، وهي أيضًا، لا تكشف عن هويّتها الحقيقية، إلاّ في المشاهد الأخيرة من الفيلم (الدقيقة 1:18:13).

ويمكن تلخيص نقاط التشابه بين القصّتين في الرواية والفيلم، على النحو الموالي:
1ــ قصة حبّ البطلين فارس وجسيكا، في رواية "الأكواريوم" بتفاصيلها، تقابلها قصّة الحبّ بين البطلين، الحداد وريتسا، في الفيلم.
2ــ زمن علاقة حبّ الجدّين في رواية "الأكواريوم" هو الحرب العالمية الثانية (الصفحة 148/107). كذلك نوّه الفيلم إلى أحداث الحرب العالمية الأولى والثانية، أثناء حفل توقيع الكتاب (الدقيقة 14:52).
3ــ في رواية "الأكواريوم " نجد أنّ جد ووالد مريم ماتا (الصفحة 204 والصفحة 239 ) بينما تظلّ الجدّة على قيد الحياة ، ومريم هي التي تروي قصّة حبّ والديها في كتابها-روايتها . كذلك في فيلم "ريتسا" نجد أنّ جدّة وأم مانويلا ماتتا أيضا (الدقيقة 1:18:13)بينما يظلّ الجدّ على قيد الحياة ، وهي ،أيضا، التي تروي قصّة جديها لكاتب(مالك منصور) كي يحوّلها إلى رواية.
4ــ المكان في رواية "الأكواريوم" فندق اسمه "الأكواريوم" جمع الحبيبين، تعود البطلة إليه لاستعادة الذكريات بعد موت حبيبها (الصفحة 27 ). المكان في فيلم "ريتسا" مطعم اسمه " ريتسا"، يعود البطل إليه لاستعادة ذكرياته، بعد موت حبيبته (الدقيقة19:23 ). والتقنية هي نفسها "الفلاش باك" في كلتا القصّتين، داخل "الأكواريوم" و"ريتسا"!
وجه الاختلاف، جرى تغيير الأحداث من أوروبا إلى الاسكندرية، نظرًا للكلفة العالية لتصوير الفيلم في إيطاليا.
 

- ملاحظات إضافيّة


هناك ملاحظات إضافيّة لا مناص من ذكرها، تتعلّق بتشابه المضمون الفكري للعملين، الرواية والفيلم، هي:
1ــ تناولت رواية "الأكواريوم" بالنقاش، نظرة الرجل الشرقي للزواج في علاقته مع المرأة الشرقية، بالمقارنة مع المرأة الغربية (الصفحة 154). كذلك ذكر الكاتب خلال مناقشته للرواية في حفل التوقيع، داخل الفيلم، فكرة نظرة الرجل الشرقي وعلاقته بالمرأة الشرقية، بالمقارنة مع المرأة الغربية (الدقيقة 14:12 ).
2ــ في "الأكواريوم" في بداية حبّه، التُقِطَت للبطل صورة فوتوغرافية على شواطئ الاسكندرية (الصفحة 41 )، تحوّلت بعد ذلك في آخر الرواية إلى لوحة تذكارية، تمّ تعليقها للذكرى داخل فندق "الأكواريوم" (الصفحة 23 والصفحة 244) ). وأيضا ،في فيلم "ريتسا" تمّ التقاط صورة فوتوغرافية للبطلين في بداية حبّهما على شواطئ الاسكندرية (الدقيقة 45:05 )، تحوّلت بعد ذلك إلى لوحة تذكارية، تمّ تعليقها للذكرى في مطعم "ريتسا" (الدقيقة 1:26:00).
3ــ تجمع بين البطلين في الرواية أغنية أجنبية رومانسية، كانت سرّهما الجميل، هي "sway with me" (الصفحة150 ). وتجمع بين البطلين في الفيلم أغنية أجنبية رومانسية، كانت سرّهما ل " Carles Asnavour " غمز بها البطل "الحداد"(الدقيقة 32:00).
4-الوصف الخارجي لفيلا البطلة جسيكا في الأكواريوم ببابها الحديدي العملاق (الصفحة 51 )، يوازيه داخل الفيلم مشهد فيلا ريتسا  ببابها الحديدي العملاق (الدقيقة 1:09:20).
5-شخصية جسيكا في الرواية مرحة ومتحرّرة ، وقد قلّدت أحد المصريين وهو ينطق الانجليزية بلكنته المصرية من باب الدعابة (الصفحة 50) ،  وكذلك بناء الشخصية في الفيلم نجد البطلة ريتسا مرحة ومتحرّرة ، وقد قلّدت فنّان مصري من باب الدعابة (الدقيقة 44:30) 
6-في الرواية - وهي عمل رومانسي- اجتماعي-درامي- نجد مقاطع فكاهية  يبتسم خلالها القارئ وتكسر شحنة الأحداث الدرامية بين الفصول، ونفس التوجّه نجده في الفيلم؛ محاولات كوميدية بين المشاهد الدرامية .
7-في الرواية كان نسق الأحداث تمويهي مراوغ أحيانا في انتظار مفاجآت النهاية ومباغتة ذهن القارئ لحظة الكشف عن الشخصيات الحقيقية للأبطال والعلاقة التي تربطهم (شخصية مريم ، شخصية جيهان وعلاقتها بجسيكا، حقيقة فارس ..) ، وهذا ما نلاحظه في بناء فيلم ريتسا التمويهي حتى نصل إلى النهاية ولحظة الكشف عن حقيقة الشخصيات والعلاقات بينهم داخل المستشفى.


- القصة الثالثة


طرحت رواية "الأكواريوم" الخيانة الزوجية، وصوّرت مشاعر الألم والوجع، وقد بحثتُ على مصطلح يعبّر عن نظرة المرأة تجاه المرأة الثانية أو العكس، وهو مصطلح "البديلة" (الصفحة 175). هذا المصطلح موجود أيضًا في كلمة الغلاف الخلفي للرواية.
في "الأكواريوم" تعيش البطلة "جسيكا" حالة معاناة تعرّضها لخيانة زوجها "فارس"، وتتعرّض إلى نزيف، وتدخل في حالة انهيار نفسي وعصبي، تفقد فيها الوعي. على إثره، تُنقل إلى المستشفى. وهناك تفقد جنينها (من الصفحة 176). هواية "جسيكا " الرسم. لديها غرفة في المنزل، حوّلتها إلى مرسم صغير، تهرب إليه، في لحظات سعادتها وحزنها لممارسة هوايتها، وتفريغ طاقتها النفسية. وعادة ما يصاحب لحظات رسمها استماعها إلى الموسيقى، وتتوحّد معها وتنفصل عن الواقع (الصفحة 190).
كذلك يطرح فيلم "ريتسا" قصّة (حسام) تمثيل (أمير المصري) وهو ابن الحدّاد  من زوجته المصرية، الذي يخون زوجته مع "البديلة". وجرى استعمال هذا المصطلح حرفيّا على لسان عشيقته في مواجهتها له، رافضة هذا الوضع (الدقيقة 10:10 ). كما تمّ تصوير مشاهد الزوجة المخدوعة(مريم) تمثيل (مي الغيطي)، ووجعها، كما وُصِفت في رواية "الأكواريوم"، حيث تُصاب الزوجة بنزيف وحالة انهيار نفسي وعصبي  تفقد على إثره الوعي، وتنقل إلى المستشفى(الدقيقة 35:20)، لتكتشف أنّها مصابة بالسرطان، وفي مراحله الأخيرة (الدقيقة 40:30).
تجدر الإشارة هنا  إلى أنه في رواية "الأكواريوم" يصاب والد البطلة بالسرطان، ويكتشف أنه في مراحله الأخيرة (الصفحة 201)
البطلة في الفيلم أيضًا؛ هوايتها الرسم، ولديها ركن أو مرسم صغير، في المنزل، تلجأ إليه في حزنها وسعادتها لممارسة الرسم، مصحوبًا بموسيقى (الدقيقة34:00 ).

22222
22222
111
111