رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس اتحاد الجمعيات البيئية الأردنى: COP27 نقطة انطلاق نحو تنفيذ التعهدات الدولية

رئيس اتحاد الجمعيات
رئيس اتحاد الجمعيات البيئية الأردني عمر الشوشان

أكد رئيس اتحاد الجمعيات البيئية الأردني عمر الشوشان أن قمة الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (COP - 27) المنعقدة في مدينة شرم الشيخ وتترأسها مصر، تعد من أكثر القمم السابقة التي عقدت من حيث الأهمية على كل المستويات.

وقال الشوشان إن هذه القمة والتي تعد الأولى من نوعها في المنطقة وفي العالم العربي، لها أهمية كبيرة لأنها جعلت المنطقة العربية مساهمًا أساسيًا ورئيسيًا في مواجهة التحديات المناخية التي خلفتها الدول الكبرى، مشيرًا إلى أن وضع بند "الخسارة والضرر" على جدول أعمال القمة جعلها الأكثر أهمية والأكثر التزامًا وتنفيذًا للتعويضات.

وأضاف أن الخسارة والضرر اللذين تتكبدهما الدول النامية أصبحا يفوقان قدراتها على مواجهة التغيرات المناخية التي أنتجتها الدول الصناعية الكبرى والتي تعهدات بدفع تعويضات منذ قمة باريس ولكنها لم تقدم شيئًا للدول التي تأثرت بهذه الخسائر، موضحًا أن قمة cop27 بشرم الشيخ ومن خلال التنظيم المصري ووضع الأولويات جعلها قمة التنفيذ وهو شعار وضعته مصر.

وأشار إلى أن رفع شعار التنفيذ جعل هذه القمة مختلفة عن القمم السابقة التي ناقشت وتوصلت إلى قرارات وتعهدات ولكنها لم تنفذ على أرض الواقع ولم يتم الالتزام بالتمويل المتعهد به منذ قمة كوبنهاجن 2009، موضحًا أن التغييرات المناخية أصبحت حاليًا عدوًا للإنسانية وخصوصًا فيما يخص مسألة المياه والغذاء.

وأوضح الشوشان أن هناك حوالي 20 دولة المصدرة للتأثيرات المناخية والتي تسببت في هذه التحديات المناخية لم تقدم أي جديد سواء من خلال التمويل أو المساعدة أو نقل التكنولوجيا أو حتى من حيث البدء في تقليل هذه الانبعاثات.

وأشاد رئيس اتحاد الجمعيات البيئية الأردني عمر الشوشان بالتنظيم المصري لمثل هذا النوع من المؤتمرات الكبرى والتي تكون تحت إشراف الأمم المتحدة، مؤكدًا أن مصر استطاعت أن تؤكد كعادتها، أنها قادرة على تنظيم مثل هذه المؤتمرات ولديها القدرات على كل المستويات لإخراج قمة بهذا الحجم وبهذه الأعداد المشاركة وبحضور قادة وزعماء العالم.

ورأى أن مصر وبحكم ما تمتلكه من خبرات في مثل هذه المناسبات وأيضًا الاستقرار السياسي والأمني الذي تتمتع به جعلها على قدر الحدث، مشيرًا إلى أن مصر وبهذا التنظيم جعل العالم ينظر إلى أن دول منطقة الشرق الأوسط وخصوصًا مصر الشقيقة، قادرة على أن تكون مركزًا لمثل هذه المؤتمرات العالمية ومؤشرًا كبيرًا على أن النجاح موجود على أرض الواقع.

وتابع رئيس اتحاد الجمعيات البيئية الأردني عمر الشوشان، أن الماكينة السياسية المصرية التي تتمتع بالقوة ورشاقة الحركة استطاعت أن تضع بند "الخسارة والضرر" على جدول أعمال مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، معربًا عن ثقته في أن هذه السياسة المصرية قادرة أيضًا على الخروج بنتائج كبيرة لصالح مواجهة التحديات المناخية وخصوصًا فيما يتعلق بالالتزام بالتعهدات وتنفيذها.

وأكد أن التعاون المصري الأردني في قطاع شئون البيئة ومواجهة التحديات المناخية على أعلى مستوى، مشددًا على أن مصر والأردن يشكلان محورًا رئيسيًا في مكافحة التحديات المناخية على مستوى منطقة الشرق الأوسط أو الإقليم وكذلك العالم العربي والعالم بشكل عام.

وشدد على ضرورة التكامل العربي وهو موجود فعلًا على أرض الواقع من خلال مصر والأردن والإمارات ودول الخليج وغيرهم من حيث تبادل الخبرات والكفاءات والمساهمات المادية من باب أن العالم العربي متنوع ما بين من يمتلك الأموال ومن لديه الخبرات والعناصر البشرية وذلك كله في إطار التعاون الاستراتيجي العربي من أجل الشعوب العربية.

وحول المشاركة الأردنية، لفت رئيس اتحاد الجمعيات البيئية الأردني عمر الشوشان إلى أن الأردن قدم مبادرة "مترابطة المناخ - اللاجئين" بهدف إعطاء أولوية الدعم للدول المستضيفة التي تتحمل عبء التغير المناخي، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية ستعرف قيمة هذه المبادرة حاليًا بسبب اللاجئين على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية.

ونوه إلى أن المبادرة الأردنية عالمية لأنها تشمل جميع الدول التي تعاني من تبعات التغير المناخي بشكل حاد ومن الزيادة الكبيرة في أعداد السكان بسبب موجات اللجوء وخصوصًا الأوروبية حاليًا، مؤكدًا أن الأردن ينظر إلى المدى البعيد ويحرص على تقديم الحلول والمساهمة الجادة فيها.

وبشأن الإجراءات التي اتخذها الأردن من أجل الحد من الانبعاثات ومواجهة التحديات المناخية، قال رئيس اتحاد الجمعيات البيئية الأردني عمر الشوشان، إن الأردن يواجه "تغيرات مناخية قاسية" تؤثر سلبًا على الإنتاج الزراعي، وموارده المائية، موضحًا أنه بالرغم من أن الأردن يعد من الدول التي لا تتسبب في انبعاثات بالقدر المسموح به دوليًا إلا أنه يتخذ عدة إجراءات ومبادرات من أجل المساهمة في الحلول الدولية وتقليل الانبعاثات.

وأردف أن الأردن بسجله الحافل بالمشاريع الناجحة في مجال الاستجابة لآثار التغير المناخي وتقليل الانبعاثات، حريص على أن يكون مركزًا إقليميًا للتنمية الخضراء والمساهمة في تقليل الانبعاثات وكذلك مشارك مع الدول المجاورة في أن تكون منطقة الشرق الأوسط الأقل في تلك الانبعاثات والأكثر قدرة على مواجهة التحديات المناخية.

وأكد رئيس اتحاد الجمعيات البيئية الأردني أن بلاده من خلال التعاون العربي والإقليمي والدولي يعد مجالًا واسعًا من الفرص للاستثمار في مبادرات تعنى بالمناخ، مثل البنية التحتية الخضراء، والزراعة، والمركبات الكهربائية، وقطاعات أخرى.

وتابع أن التحديات المناخية باتت واضحة في الأردن وخصوصًا فيما يتعلق بقلة سقوط الأمطار مما يؤثر على عمل السدود والتي ربما جف بعضها في بعض الأماكن بالأردن، موضحًا أن هذه الآثار بات أكثر وضوحًا على الأمن الغذائي ليس فقط في الأردن ولكن في المنطقة بأسرها.