رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ناشطون أفارقة: «القاهرة» تلهم العالم لإيجاد حلول آمنة ومواجهة آثار التغيرات

مؤتمر المناخ
مؤتمر المناخ

أشاد عدد من النشطاء الأفارقة فى مجال البيئة بالجهود التى تبذلها الدولة المصرية، خلال مؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ «COP 27»، الذى تستضيفه مدينة شرم الشيخ حاليًا، مؤكدين أن مصر تمثل نموذجًا ملهمًا لدول العالم فى العمل على مواجهة تداعيات التأثيرات المناخية.

وأوضح النشطاء الأفارقة أن مصر عملت طوال فعاليات المؤتمر، وقبيل انعقاده، على دعم الدول النامية والفقيرة، وعلى رأسها الدول الإفريقية، وتوفير التمويل اللازم لها لمواجهة تأثيرات تغير المناخ، مع شرح مخاطر انبعاثات الغازات الدفيئة على دول القارة، لحث الدول المتقدمة على الوفاء بالالتزامات التى سبق لها التعهد بها للحد من تأثير التغيرات المناخية ودعم الجهود المبذولة لتحقيق ذلك. 

سعد ولد صلاحى:دور قيادى للدفاع عن إفريقيا من خطر الانبعاثات

«إفريقيا هى إحدى المناطق الأكثر تأثرًا بتأثير تغير المناخ»، بهذا بدأ سعد ولد صلاحى، الناشط الموريتانى فى مجال البيئة، حديثه مع «الدستور»، مؤكدًا أن مصر تقود حملة الدفاع عن قارة إفريقيا من مخاطر تغير المناخ، لإيجاد حلول آمنة للحفاظ على البشر من هذه التغيرات.

وقال: «تدرك البلدان الإفريقية التهديدات الوجودية التى يشكلها تغير المناخ، وهى تتخذ بالفعل خطوات للتصدى لها، وستحتاج القارة بأكملها للاستثمار كل عام من أجل مكافحة تغير المناخ، لهذا السبب يجب على العالم أن ينضم إلى إفريقيا فى رفع المستوى المطلوب من التمويل لمواجهة هذه الكارثة العالمية».

وأشار إلى أن عدم اتخاذ إجراءات فورية وكافية لمواجهة التغيرات سيؤثر على أكثر من ٦٠٪ من سكان إفريقيا، خاصة الذين يعيشون فى المناطق الريفية، ويعتمدون على سبل عيش حساسة للتغيرات المناخية ومهددة بزيادة الإجهاد المائى وتوسع الأراضى الجافة والصحارى، فضلًا عن ارتفاع مستوى سطح البحر. 

وتابع: «مؤتمر المناخ المنعقد حاليًا فى مصر يلعب دورًا هامًا للغاية فى تحقيق المعادلة الصعبة لتوفير التمويل، لكونه يركز على الأزمات الحقيقية التى تهدد البلدان الإفريقية، ويدفع لاتخاذ خطوات حاسمة لإنقاذ الدول من الخطر القادم».

أسمهان إسماعيل:دعمت تمويل الدول الفقيرة لمواجهة الكوارث البيئية

قالت أسمهان إسماعيل، الباحثة السودانية فى العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الخرطوم، إن أزمة التغيرات المناخية باتت تشكل تهديدًا عالميًا ينذر بخطر داهم يهدد البشرية كلها، ما استدعى اجتماع القادة من أكثر من ١٢٠ دولة، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الدولية والإقليمية المهتمة بمسائل المناخ بمدينة شرم الشيخ، لبحث هذه المسألة الهامة. 

وأضافت: «مصر خلال افتتاح أعمال مؤتمر المناخ أكدت الأهمية القصوى لمعالجة مشكلة الاحتباس الحرارى الذى يضرب مختلف مناطق العالم، والذى خلّف كوارث كبيرة متمثلة فى الفيضانات والكوارث الطبيعية».

وتابعت: «رئاسة مصر مؤتمر المناخ لعبت دورًا داعمًا للدول الإفريقية التى تعانى وبشدة من تداعيات تغير المناخ، رغم أن القارة تنتج أقل من ٤٪ من انبعاثات العالم، والموقف المصرى شجع ودعم جهود تمويل الخسائر الناجمة عن تغيير المناخ لدى البلدان الفقيرة، وهو ما يصب فى مصلحة الدول الإفريقية».

واستطردت: «فى إفريقيا تتوافر إمكانات توليد الطاقة من المصادر المتجددة بأكثر من ٤٠٠ ضعف لإمكانات توليدها من مصادر الوقود الأحفورى، ما يسمح بالتوسع فى المشروعات الخاصة بالطاقة النظيفة.

وأكملت: «لتحقيق ذلك، على الدول المتقدمة أن توفر التمويل اللازم لمعالجة مشكلة المناخ وتخفيف الآثار الناجمة عنها، خاصة بعدما أصبحت تداعيات مشكلة الاحترار واضحة فى كثير من بقاع العالم، مثل باكستان مؤخرًا، وإن لم يتحرك العالم بصورة جادة فإن هذه المشكلة ستهدد الوجود البشرى بأكمله».

نيكولاس فيليب: جهودها إنذار مبكر للحفاظ على القارة والحد من المخاطر

أشاد نيكولاس فيليب، باحث بيئى بمبادرة المناخ والتنمية الإفريقية بجنوب إفريقيا، بالطرح المصرى للحفاظ على القارة الإفريقية، مؤكدًا أنه إنذار مبكر يوضح ضرورة إيجاد حلول للمشكلات التى تتفاقم، وأيضًا الحد من مخاطر الكوارث وإدارتها، وذلك من خلال إطلاق المشروعات والاتفاقيات الدولية لمواجهة أزمة المناخ. وأضاف الباحث البيئى، لـ«الدستور»، أن إفريقيا تزداد احترارًا بشكل أسرع من المتوسط العالمى، ولديها العديد من السكان المعرضين بشدة لتأثيرات تغير المناخ، وهناك انخفاض فى نمو الإنتاجية الزراعية بالقارة بنسبة ٣٤٪ منذ عام ١٩٦١ بسبب تغير المناخ، وهذا المعدل أكثر من أى منطقة أخرى فى العالم. وأوضح: «بين عامى ٢٠٠٠ و٢٠١٩، أثرت الفيضانات والجفاف على ٣٣٧ مليون شخص فى جميع أنحاء القارة، لذا تستحق القارة مكانة مركزية فى أبحاث المناخ العالمى، وذلك ما تعمل عليه مصر خلال مؤتمر المناخ المنعقد حاليًا». وتابع: «بفضل مواردها الطبيعية غير العادية، تمتلك إفريقيا العديد من الحلول المناخية، ويمكن أن تكون اقتصاداتها من أكثر الاقتصادات اخضرارًا، ويجب أن يكون مؤتمر المناخ هو المكان الذى يتم فيه الاتفاق على كيفية مواجهة التغيرات المناخية».