رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

16 من خيرة الضباط بذلوا روحهم فداء للوطن.. معركة الواحات من «خسة عشماوى» حتى الانتقام

ارشيفية
ارشيفية

5 أعوام مرت على الاشتباكات الشرسة التي وقعت بين قوات الأمن وإرهابيين بمنطقة الواحات البحرية الكيلو ١٣٥، والتي أسفرت عن استشهاد ١٦ ضابطًا وفرد شرطة وإصابة آخرين، تلك المعركة التي تعد واحدة من أبشع جرائم الجماعة الإرهابية التي ارتكبتها في حق حماة الوطن. 

استشهاد وأسر

وقع الحادث في أكتوبر ٢٠١٧ بتخطيط وتدبير من تنظيم المرابطون وزعيمه الإرهابي الخطر هشام عشماوي "أبوعمر المهاجر" وذراعه اليمنى عماد عبدالحميد "الشيخ حاتم" انتهت بمقتل عدد من أكفأ ضباط الأمن الوطني والعمليات الخاصة والمباحث، بعدما اعتلت العناصر الإرهابية الجبال المحيطة بالمدقات التي تسير بها سيارات الشرطة وفاجأتهم بإطلاق النيران وتبادلت معهم قوات الشرطة المعركة الشرسة حتى استشهد بعضهم وأصيب آخرون ثم فر الإرهابيون هاربين بعد أن أسروا النقيب محمد الحايس أحد المصابين. 

القوة الغاشمة

 أعقب الحادث بساعات قليلة رد قوي من قوات مشتركة من الجيش والشرطة، حيث تحولت الصحراء الغربية وخاصة الواحات البحرية إلى منطقة عمليات عسكرية بدأت في أعقاب عملية الواحات تنفيذ خطة أمنية محكمة للسيطرة على تلك المنطقة وتفكيك الخلايا الإرهابية بها والتصدي للإرهابيين وعدم تمكينهم من الاستقرار بها وتحويلها لأوكار دائمة لهم، واشتركت قوات من وزارة الداخلية من قطاعات الأمن المركزي والعمليات الخاصة والأمن العام وأيضًا قوات تحرير الرهائن "333" التابعة للأمن الوطني وتختص بمكافحة الإرهاب مع الاستعانة بقوات التدخل السريع المدربة على أعلى مستوى على عدة فرق أبرزها مكافحة الإرهاب.

كما شارك بمسرح العمليات قوات من الجيش، حيث تمت الاستعانة بعدد من عناصر فرقة "سيل" أو ما يطلق عليها "777" التابعة لقوات الصاعقة لتكثيف العمليات الأمنية في الظهير الصحراوي، بالإضافة إلى التغطية الجوية بطائرات الأباتشي والطائرات الزنانة.

واعتمدت العمليات على تقسيم الواحات البحرية وامتدادها إلى واحات الفرافرة بالوادي الجديد ومركز يوسف الصديق بالفيوم والحدود المتاخمة لمحافظة المنيا إلى نقاط يتولى كل منها جزء من القوات لفرض السيطرة الكاملة على أرض العمليات مع اللجوء إلى أدلة صحراء من البدو لرصد التحركات بالدروب الجبلية وصولًا إلى حدود ليبيا التي يتسلل منها وإليها العناصر الإرهابية، مستغلين طرقًا وعرة لا يمكن للآليات العسكرية أو الشرطية الوصول إليها.

الثأر للشهداء وتحرير الحايس

 على مدار 11 يومًا، قامت قوات الجيش والشرطة بعمليات واسعة نجحت خلالها في القضاء على عشرات الإرهابيين ولم يبقَ سوى العثور على الضابط الذي أخذه الإرهابيون معهم، وفور الوصول إلى معلومة بمكان وجود النقيب محمد الحايس والجماعة الإرهابية، وضعت قوات الجيش الخطة الأمنية بالاشتراك مع رجال العمليات الخاصة والتي اعتمدت على تنفيذ عنصر المفاجأة للإرهابيين لعدم التمكن مع الرد، كما تضمنت الخطة الهجوم الجوي والبري في ذات التوقيت، فوصلت طائرات الأباتشي في الوقت المحدد للعملية الساعة الثالثة عصرًا وتزامنت مع وصولها قوات الصاعقة و777 من ناحية الأرض، وتم شن الهجوم في ذات اللحظة بإنزال قوات من الطائرات والتي فاجأت 8 عناصر إرهابية يتولون حراسة الكهف المخفي به النقيب الحايس، وتمت تصفيتهم جميعًا، ودخل عدد من أفراد القوة إلى الكهف وعثر على الحايس مقيدًا، فيما تولى باقي أفراد القوة عمليات التعامل مع العناصر الأخرى المسلحة التي هربت داخل الصحراء وطاردتها الطائرات ومدرعات الشرطة والجيش.

وخلال 7 دقائق، كان الحايس بين أيدي القوات، وأجريت عملية تأمينة بشكل كامل، ومع حالة الإعياء التي كان عليها الحايس تمت الاستعانة بسيارة إسعاف من إحدى شركات البترول القريبة من موقع العثور عليه لنقله بها لعدم استطاعته تحمل النقل بالطائرة والضغط الجوي، وتم إيصاله إلى القاعدة الجوية بالواحات بواسطة سيارة الإسعاف، وتم تقديم الإسعافات الأولية له ليتمكن من تحمل الرحلة إلى القاهرة، ثم تم نقله إلى طائرة حملته إلى مطار ألماظة ومنه مباشرة إلى مستشفي الجلاء العسكري، أعقبها سفره للعلاج خارج البلاد. 

القبض على رأس الأفعى

 

في ذات الشهر أكتوبر وقبل أيام من الذكرى الأولى لاستشهاد ضباط الواحات البحرية، نجحت قوات الجيش الليبي بالتنسيق مع القوات المصرية في إسقاط الإرهابي الخطر هشام العشماوي، زعيم تنظيم المرابطون بمدينة درنة الليبية.