رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمرو دوارة.. حارس ذاكرة المسرح وصاحب موسوعة تاريخية

المسرح
المسرح

نظمت النقابة العامة لاتحاد كُتاب مصر ندوة لتكريم المخرج والناقد والمؤرخ المسرحى، الدكتور عمرو دوارة، بمناسبة حصوله على جائزة الدولة للتفوق فى الآداب ٢٠٢٢، تحت عنوان «حارس ذاكرة المسرح المصرى».

وجرى تنظيم الندوة من خلال «شعبة الدراما» التى يرأسها الكاتب المسرحى والشاعر سعيد شحاتة، وحرص عدد كبير من الأدباء والفنانين المسرحيين على الحضور والمشاركة.

وبدأت الندوة بعزف السلام الجمهورى والوقوف دقيقة حدادًا على شهداء الوطن وعلى روح الأديب الكبير بهاء طاهر، ثم عرض فيلم تسجيلى مدته ١٠ دقائق، عن المسيرة الفنية والأدبية لـ«دوارة».

تضمن الفيلم نشأته فى أسرة أدبية وفنية، ودراساته العليا فى كل من مجالى الهندسة، وفلسفة الفنون، وكذلك لقطات من عدد كبير من المسرحيات التى أخرجها وعددها ٦٥ مسرحية، وبعض أغلفة الكتب التى ألفها وعددها ٣٦ كتابًا.

كما تضمن الفيلم بعض الصور واللقطات لمشاركاته ببعض المهرجانات العربية والدولية وتكريمه من عدد من الحكام ووزراء الثقافة وبعض كبار الفنانين.

وبعد عرض الفيلم بدأت الندوة التى أدارها الأديب علاء عبدالهادى ووصفها بالاستثنائية، التى جرى تنظيمها لتكريم رجل مسرح ومثقف حقيقى وفنان قدير استحق جائزة الدولة للتفوق هذا العام عن جدارة، بمبادرة وترشيح من مجلس الاتحاد نظرًا لاقتناعه بالعطاء الفنى المهم والأدبى له.

وقدم «عبدالهادى» عرضًا موجزًا شاملًا عن الإسهامات المتنوعة للمحتفى به، وعلى رأسها المشروع القومى الكبير «موسوعة المسرح المصرى المصورة»، وهى موسوعة غير مسبوقة. وتناول بالتفصيل أهم ما تتضمنه من معلومات قيمة وصور نادرة، وبالتالى فهى تقدم خدمة كبيرة للباحثين، كما تقوم بصورة مباشرة بتصحيح كثير من المعلومات الخاطئة.

فى كلمته عن الموسوعة أضاف «دوارة» كثيرًا من التفاصيل وأوضح كيفية اضطراره إلى استمرار العمل بها لمدة ٢٧ عامًا بصفة مستمرة.

كما أوضح أنه قد تعاقد على نشرها بالهيئة المصرية العامة للكتاب عام ٢٠١٠، كما اضطر إلى إعادة التعاقد مرة أخرى عام ٢٠١٨، وقد تضمن التعاقد الأخير شرط إنجاز الطباعة بحد أقصى خلال عام ٢٠١٩، ومع ذلك للأسف لم يصدر حتى الآن فعليًا سوى عشرة أجزاء من إجمالى سبعة عشر جزءًا.

كما أوضح أهمية الجزء الخاص بالفهارس الخمسة التى تتيح استرجاع المعلومات بخمس طرق مختلفة «اسم العرض، اسم الفرقة، تاريخ الإنتاج، اسم المؤلف، اسم المخرج».

وحول أهم الحقائق التى اكتشفها أشار إلى رصده لجميع عروض الصالات سواء أثناء الحرب العالمية الأولى، أو خلال الفترة من ١٩٢٦ إلى نهاية الحرب العالمية الثانية.

وحرص عدد كبير من الحاضرين على تقديم شهادات عن المنجز الإبداعى للمُكرم سواء كمخرج أو ناقد أو مؤرخ.

أشار الفنان محمود الحدينى، فى بداية كلمته، إلى الدور الإيجابى الكبير الذى شارك به د. عمرو دوارة بمجال الفنون المسرحية، وأكد تواجده على خريطة المسرح المصرى بشكل فعال، سواء على المستوى النقدى أو التأريخى، وتوج منجزه بإصدار الموسوعة التى أعدها لتأريخ المسرح المصرى.

وأشاد بالمبادرة الإيجابية بتخصيص جائزة سنوية بمجال النقد التطبيقى بالمسرح باسم والده الناقد الكبير فؤاد دوارة.

وقال عبدالغنى داود إنه يعتز بإطلاق لقب «حارس ذاكرة المسرح المصرى» على «دوارة»، وهو بالحق جدير به ولم يأت من فراغ، ويكفى للتأكيد على ذلك أنه الوحيد الذى لفت نظر المسرحيين وأيضًا المؤسسات الثقافية إلى ضرورة الاحتفال بذكرى مرور قرن ونصف قرن من الزمان على تأسيس المسرح المصرى الحديث، إضافة إلى أنه قد أصبح خلال السنوات الأخيرة المرجع الأهم للمسرحيين والباحثين، وأن العدالة تقتضى ألا نغفل جهوده وإبداعاته كمخرج من أفضل مخرجى جيل الثمانينيات.

من جهتها، أعربت وفاء كمالو عن سعادتها الكبيرة بانتهائها خلال الشهور الأخيرة بتجميع مقالاتها فى النقد التطبيقى عن الأعمال المسرحية لـ«دوارة» الابن، لإصدارها فى كتاب بعنوان «د. عمرو دوارة رجل المسرح».

وقالت إنه شخصية استثنائية بكل المقاييس، ليس فقط لصدق وخصوبة موهبته التى حرص على صقلها بالدراسة، ولكن أيضًا لدقته المتناهية وغزارة إنتاجه المسرحى على جميع المستويات.

وقال محمد زعيمة إنه يعتز جدًا بصداقته لـ«دوارة» على مدى أكثر من ثلاثين عامًا، حيث تعاون معه بمجال الإخراج، وشاركه فى تنظيم بعض المهرجانات وإعداد نشرات يومية لهذه المهرجانات مما أكسبه خبرات كبيرة، وأشاد به كإدارى يمتلك القدرة على الإقناع وشرح الأهداف وأيضًا التوجيه بحسم.

وأكد ياسر صادق أن «دوارة» رجل مسرح حقيقى على دراية تامة بكل مفردات المسرح، خاصة أنه قد بدأ حياته ممثلًا ثم مؤلفًا ومخرجًا، وقد ورث جينات العبقرية النقدية من والده الناقد الكبير. وأوضح أنه يعتز جدًا بعضوية «دوارة» بمجلس إدارة المركز القومى للمسرح، وأنه بحكم عشقهما للمسرح وبالصداقة التى تجمعهما قد نجح فى توظيف خبراته فى التوثيق المسرحى. وأضاف: «حقق طفرة كبيرة لجميع العاملين بالمركز بعد تنظيم دورة تحت إشرافه، كما صدر له كتاب (المسرح الكوميدى)، وبعض الإصدارات التوثيقية الأخرى».

وقال خالد الذهبى إنه مخرج رائع وسبق أن تعاون معه فى عرض «شرف الكلمة» الذى نال شرف تمثيل مصر بمهرجان بغداد عام ٢٠١٩.

وأعرب حسام أبوالعلا عن اعتزازه بصداقته الوطيدة مع «دوارة» التى تجاوزت مدة الأربعين عامًا.

وقال: «شاركته فى تحقيق كثير من الأحلام التى نجح بمثابرته ودأبه فى تحويلها إلى واقع، ومن أهمها تأسيس (الجمعية المصرية لهواة المسرح)، وتنظيم عدد كبير من المهرجانات المسرحية المتنوعة توجت بتأسيسه لمهرجان المسرح العربى مع بداية الألفية الجديدة».

وأضاف: «كذلك كان لى حظ متابعة (موسوعة المسرح المصرى المصورة) منذ مرحلة البدايات. وإذا كان كما يقال إن ٣٪ فقط من البشر يخططون لـ٩٧٪ الآخرين، فإن عمرو بالتأكيد هو أحد المخططين».

وفى نهاية الندوة أعلن رئيس النقابة عن موافقة المجلس على تخصيص جائزة سنوية بعنوان «جائزة دوارة للنقد المسرحى»، التى تتضمن جائزتين إحداهما للدراسات والأخرى للنقد التطبيقى. وأشاد الحضور بدقة وأهمية «موسوعة المسرح المصرى المصورة» وناشدوا «الهيئة العامة للكتاب» ضرورة استكمال طباعة أجزائها قبل الدورة الجديدة من معرض القاهرة الدولى للكتاب.