رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية: الفضيلة هي ترجمة المعرفة في هيئة أفعال

كنيسة
كنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية في مصر، برئاسة المُطران جورج شيحان، بحلول يوم الجمعة من الأسبوع السابع بعد عيد الصليب.

وفي هذه المناسبة قالت الكنيسة في عظتها الاحتفالية: كان يوحنّا المعمدان يُعلِّم بالأقوال وبالأعمال. كمعلّمٍ حقيقي أظهر بمَثَلِهِ ما كان يُشدِّد عليه بكلامه. إنّ المعرفة تصنعُ المعلّم، لكنّ السلوك هو الذي يمنح السلطة... يشكّلُ التعليمُ بالأفعال القاعدة الوحيدة التي يتّبعها كلّ مَن يرغب في الإرشادِ والتوجيه. يُجسِّدُ التعليمُ بالأقوال المعرفة، ولكن متى تمتّ ترجمته في الأفعال يصبحُ حينئذٍ فضيلة. وتغدو المعرفة حقيقيّة وأصيلة متى انصهرت بالفضيلة: فهي وحدها ذات صفةٍ إلهيّة غير بشريّة. 

"في تِلكَ الأَيَّام، ظهَرَ يُوحنَّا المَعمَدان يُنادي في بَرِّيَّةِ اليَهودِيَّةِ فيقول:  توبوا، قدِ اقتَربَ مَلكوتُ السَّموات". قالَ "توبوا"، فلمَ لم يقل "افرحوا وابتهجوا"؟ افرحوا وابتهجوا بالأحرى لأنَّ الحقائق البشريّة تُخلي مكانَها للحقائق الإلهيّة، وتلك الحقائق الأرضيّة تخلي مكانها للحقائق العلويّة، وما هو آنيٌّ لما هو خالد، والشرَّ للخير، والريبة للأمان، والحزنَ للفرح، والحقائقَ الفانية للحقائق الدائمة. توبوا، قدِ اقتَربَ مَلكوتُ السَّموات". فلتكُن إذاً مسيرةُ توبتكَ بيّنة. أعلِن توبتكَ، أنتَ الذي آثرتَ البشريّ على الإلهيّ، أنت الذي أردتَ أن تكون عبدًا للعالم لا متغلّبًا على هذا العالم مع ربّ العالم. أعلن توبتك، أنتَ الذي تخلّيتَ عن نعمةِ الحريّة التي أسبغتها عليك الفضائل لأنّك أردتَ أن ترزحَ تحت نير الخطيئة. أعلن توبتك حقًّا أنتَ الذي آثرتَ الوقوع أسيرًا في براثن الموت لأنّك جزعتَ من امتلاك الحياة وعيشها بملئها.

و"السنكسار" هو كتاب يحوي سير الآباء القديسين والشهداء (السنكسارات)، وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية، وهو يستخدم التقويم القبطي والشهور القبطية (ثلاثة عشر شهرًا)، وكل شهر فيها 30 يوم، والشهر الأخير المكمل هو شهر نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير.  والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية.

 

جدير بالذكر أن “السنكسار” مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، وأن نأخذ عبرة ومثالًا من الحوادث السابقة على مدى التاريخ. فالعصمة لله وحده، ولا يوجد بشر على وجه الأرض معصومًا من الخطأ بداية من الأنبياء وحتى الطفل الوليد.