أيقونة الفن «شارلي شابلن».. الصعلوك الذى أبهر العالم

يعد تشارلي شابلن هو الممثل الأشهر والكوميديان الأبرز على مستوى العالم . فليس هناك إلا ما ندر من لا يعرف هذا الفنان العالمى، ذاك الشخص النحيل قصير القامة، الذى يرتدى بنطالا واسعا وسترة ضيقة ويضع فوق رأسه قبعة طويلة ويزين وجهه شارب صغير . ويمسك فى يده عصا معوجة ثم يقوم بأداء دور الصعلوك الذى يسخر من كل شىء حوله دون أن ينطق بكلمة واحدة ليجعل من السينما الصامتة  اداة بليغة فى توصيل الفكرة واسعاد الجمهور بحرفية عالية . 
تعاريج كثيرة مرت بها شخصية شارل شابلن الذى ولد لأب سكير وأم مجنونة فى أسرة معدمة بالمملكة المتحدة ثم أضحى الممثل الأشهر والأغنى عالميا، نتناول كل هذه التفاصيل فى السطور التالية:

طفولة شارل شابلن 
فى السادس عشر من يناير عام ١٨٨٩ فى لندن ولد شارل شابلن لأب سكير وأم تعانى من مرض نفسى يجعلها تصرخ فى الشوارع . كلما أصابتها نوبات المرض  لذا عاش شارل شابلن طفولة بائسة مع أخية غير الشرعى سيدنى .

علاقة شابلن بالفن

كان والد شارل يعمل مغنيا فى أحد المسارح فى لندن وكذلك كانت والدته التى تدعى هانا . ولما وصل شارل  الخامسة من عمره كان يذهب مع والدته إلى المسرح  وأثناء تقديمها لوصلة غناء بح صوتها فوبخها الجمهور فخرج شارل من الكالوس وبدأ يغنى  بدلا منها فأعجب به الجمهور وقذفوا إليه بالنقود . ثم عاد إلى البيت بصحبة والدته التعيسة ليقوى من عزيمتها . 

ولما وصل شارل إلى سن التاسعة ولم تجد والدته ما تنفقه عليه بعد هجر  والده ألقت به والدته فى اصلاحية "لامبث " ثم أرسل لمدرسة بمقاطعة وسط لندن خاصة بالفقراء مكث بها ١٨ شهرا، ثم أرسل إلى الاصلاحية ومنها انتقل بصحبة أخيه سيدنى إلى مدرسة نورود الخيرية .

 ولما وصل شارل إلى الثانية عشرة ساءت حالة والدته وأصيبت بالجنون وأودعت فى مصحة" كان هيل " النفسية

مما دفع شارل وسيدنى إلى العيش مع والده الذى كان لا يفارق الخمر ويعاملهما معاملة قاسية،  وبعد عامين مات والد شارل بتليف فى الكبد . ثم خرجت هانا والدة تشارل من المصحة ثم عادت إليها عدة مرات مما جعل تشارل يحيا بين المشردين ، ينام فى الطرقات دون مأوى .

من لندن إلى أمريكا

لما وصل شارل شابلن إلى سن الرابعة عشر من عمره اشترك فى عدة فرق مسرحية فى لندن كان يؤدى مشاهد قليلة لا تسد رمقة ولا تشبع غريزته الفنية . 
فى ١٩١٠ وصل “الفريد ريفر”  مدير  فرقة “كارنو”  الامريكية إلى لندن وطلب من كارنو أن يبحث له عن ممثل شاب يذهب معه إلى أمريكا ليعمل فى فرقة الفودفيل المتجوله بأمريكا الشمالية فوقع الاختيار على شارل شابلن . فأعجب به وجعله  على رأس العرض لما يقارب العامين، واما رجعت الفرقة مرة أخرى إلى لندن  خشى شارل ان يعاوده  الاكتىاب مرة أخرى   ولم يهدأ إلى حين عاد مرة أخرى مع الفرقة إلى أمريكا .

نجومية شارل شابلن فى أمريكا 
تعاقدت شركة نيويورك السينمائية مع شارل شابلن بعد رحيل نجم الفرقة فريد ميس مقابل ١٥٠ دولار فى الأسبوع الواحد مقابل ثلاث اسكتشات . 
فى عام١٩١٤ حيث كان شابلن  فى  الرابعة والعشرين قدم  اول فيلم قصير بعنوان “كسب العيش ” ولاقى استحسانا عظيما،  واختار شارل القبعة والبنطال الواسع مع الشارب الخفيف والعصا المعوجة مما كان له أثرا طيبا فى نفوس المشاهدين . فقرر أن يقدم العديد من افلامه بزى الصعلوك المتشرد . مما ساعد فى ذيوع شهرته .

شارل شابلن الأشهر والأعلى أجرا
 فى نهاية ١٩١٤ رفع شارل شابلن اجره من ١٥٠ دولار فى الأسبوع الواحد إلى ألف دولار . مع ١٠ ٱلاف دولار لتوقيع العقد، وبعد عام واحد تضاعف الرقم عشر مرات حيث كان يتقاضى شارل شابلن عشرة ٱلاف دولار اسبوعيا مع ١٥٠ ألف دولار منحة توقيع . ليصل العدد الى مايقارب سبعمائة الف دولار فى العام الواحد  . ليصبح الممثل الأشهر عالميا بل والأعلى أجرا فى التمثيل وغيره .

شارل أيقونة العالم
أصبح شارل شابلن أيقونة العالم لذا قامت العديد من الشركات بصناعة دمية على هيئة شارل شابلن ووضعت صوره على المتاجر والألعاب .

شارل و ليتا
بعد أن أصبح شارل شابلن ايقونة عالمية يتهافت عليه المتجون قام بانتاج واخراج وتأليف أفلامه بنفسه مما حقق له أرباحا طائلة .

فى ١٩٢٥ حقق فيلمه حمى الذهب خمسة ملايين دولار . فى هذا العام التقى الممثلة الشابة ليتا غرارى وتزوجها وهى بنت ١٦ عام . وانجب منها ولدين فى عامى ١٩٢٥ ،١٩٢٦ فاتهم بقضية الزواج من قاصر، استغلت ليتا هذا الزخم الاعلامى ضد شارل وأقامت دعوى ضده تتهمه بالبخل وعدم الانفاق على طفليه فحكمت لها المحكمة بتعويض ٨٠٠ ألف دولار . مما أصاب شابلن بانهيار عصبى . بعد ان فقد الكثير من ماله وشعبيته  بفعل فاعل. 
الا ان شارل شابلن احتضن طفليه  وقال يكفينى أنها انجبت لى ولدين غاليين ولن اكتب عنها فى مذكراتى

النهاية 
لم تستطع قضية ليتا ان تهزم شارل شابلن الذى استمر فى تقديم أعماله البديعة حتى توفى بجلطة دماغية فى الخامس والعشرين من دييمير  عام  ١٩٧٧ . 
ليحتفظ له التاريخ بدورة كأشهر ممثل عرفه العالم .