رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خوفًا من الغضب الشعبى.. بريطانيا تعلن إمكانية حضور ريشى سوناك «COP27»

ريشي سوناك
ريشي سوناك

جدل كبير يجري في داونينج ستريت بسبب إمكانية حضور رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قمة المناخ «كوب 27» التي ستعقد في مصر مطلع الشهر المقبل.

وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قال داونينج ستريت إن رئيس الوزراء ريشي سوناك لا يزال بإمكانه حضور قمة المناخ «كوب 27» إذا تم إحراز تقدم كاف في الاستعدادات لميزانية الخريف.

غضب كبير 

وكان مجلس الوزراء قد قال إنه ليس من المتوقع أن يحضر سوناك "بسبب التزامات محلية أخرى ملحة"، لكن المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء قال، يوم الاثنين، إن هذا الموقف "قيد المراجعة"، وتأتي التصريحات الأخيرة بعد موجة غضب عارمة داخل وخارج المملكة المتحدة من إعلان داونينج ستريت إمكانية عدم حضور سوناك القمة المرتقبة في شرم الشيخ.

وتابعت الإذاعة البريطانية: إن عدم حضور سوناك القمة في مصر قد يهدد عرشه هو الآخر، حيث كان ألوك شارما، رئيس كوب 26 في المملكة المتحدة، على رأس الذين يقولون إن رئيس الوزراء يجب أن يرحل إن لم يبدِ اهتمامات بالقضايا الدولية الملحة مثل تغيرات المناخ، حيث تتولى المملكة المتحدة رئاسة قمة المناخ حاليًا بعد استضافتها القمة في جلاسكو العام الماضي.

وأضافت أن القمم المناخية السنوية للأمم المتحدة صممت لمساعدة الحكومات على الاتفاق على خطوات للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وسيسلم شارما الرئاسة إلى مصر في قمة كوب 27 في شرم الشيخ، والتي ستنعقد في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر.

وأشارت إلى أن الأزمة بالنسبة لسوناك هي أن المؤتمر سينتهي في اليوم التالي الذي من المقرر أن يحدد فيه المستشار جيريمي هانت خطط الضرائب والإنفاق في المملكة المتحدة في بيان الخريف المرتقب بشدة.

واليوم الإثنين، قال المتحدث الرسمي باسم سوناك: "يركز رئيس الوزراء على القضايا الداخلية الملحة، والأهم من ذلك التحضير لبيان الخريف، لذا فإن أي حضور في كوب 27 سيعتمد على التقدم المحرز في التحضير لهذا الحدث المالي، وهذا العمل مستمر".

وأضاف أن "رئيس الوزراء يدرك تماما أهمية قمة مؤتمر الأطراف ويلتزم تماما بمعالجة تغير المناخ".

وأكدت الإذاعة البريطانية أن سوناك يواجه انتقادات من أحزاب المعارضة وجماعات حماية البيئة وبعض المحافظين، بعد أن قال داونينج ستريت إنه من غير المتوقع أن يحضر القمة، ودعت المتحدثة باسم حزب المناخ الليبرالي الديمقراطي ويرا هوبهاوس، سوناك إلى "تأكيد حضوره على الفور"، مضيفة: "لا ينبغي لبوريس جونسون الذهاب إلى كوب 27 لإحراج ريشي سوناك لفعل الشيء الصحيح".

وتابعت أن تصريحاتها تأتي بعد أن وردت بعض التقارير التي تؤكد أن بوريس جونسون الذي حضر قمة جلاسكو عندما كان رئيسًا للوزراء، يمكن أن يذهب إلى مصر لحضور حدث هذا العام.

واتهم حزب العمال سوناك بـ"فشل القيادة"، وقالت النائبة عن حزب الخضر، كارولين لوكاس، إنه كان "خاطئًا تمامًا" فيجب على سوناك السفر لمصر وحضور القمة لأن المملكة المتحدة لا تزال رئيسًا لمؤتمر الأطراف.

كواليس ما حدث فى دوانينج ستريت

وحسب صحيفة "ميرور" البريطانية، فإنه تم حث ريشي سوناك على إجراء تغيير جذري في قراره بعدم حضور قمة كوب 27 في مصر الأسبوع المقبل، حيث واجه رئيس الوزراء الجديد رد فعل عنيفا من خبراء البيئة الذين قالوا إنه سيكون من "القيم" بالنسبة له أن يحضر.

وتابعت أن داونينج ستريت شعر بالأزمة الكبرى التي سيواجهها سوناك في ظل المأزق السياسي والاقتصادي الذي تواجهه بريطانيا، وهو ما جعل المتحدث باسم سوناك يقول إنه يفكر في تغيير جدول أعماله والسفر لمصر وحضور القمة، حيث أدى إصراره في وقت سابق على أنه يجب أن يركز على "التحديات الداخلية المحبطة" بدلاً من الذهاب إلى القمة إلى رد فعل عنيف في صفوف حزب المحافظين.

وقال وزير الغذاء مارك سبنسر، اليوم الإثنين، إن رئيس الوزراء قد يذهب إلى اجتماع قادة العالم في منتجع البحر الأحمر، مع تشكيل أقوى وفد حكومي لمرافقته في رحلته.

حضور دولى قوى

وأكدت الإذاعة البريطانية أنه من المقرر أن يحضر الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والوزير الأول الاسكتلندي نيكولا ستورجون، بينما كان من المقرر أن تذهب سلف سوناك، ليز تراس، عندما كانت في منصب رئيس الوزراء، بينما سيغيب عن القمة الملك تشارلز الثالث، وهو بطل قديم لقضايا البيئة، بعد أن طلب قصر باكنجهام المشورة من رئيسة الوزراء آنذاك، واتفق على أنه لن يذهب شخصيًا، ولم تتغير النصيحة في عهد رئيس الوزراء الجديد ريشي سوناك خوفًا من الغضب الشعبي لتدخل العائلة المالكة في الشئون السياسية للبلاد، على الرغم من إبداء الملك تشارلز رغبته في حضور القمة.

وتابعت أنه على الرغم من ذلك، سيستضيف الملك حفل استقبال في قصر باكنجهام في 4 نوفمبر، عشية المؤتمر، لـ200 من قادة الأعمال الدولية وصناع القرار والجمعيات الخيرية للاحتفال بنهاية رئاسة المملكة المتحدة لمؤتمر الأطراف والتطلع إلى القمة في مصر، وسيقول سوناك "بضع كلمات" في هذا الحدث، الذي سيحضره أيضًا مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري.