رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ما وراء بهاء الكتابة الأدبية».. كيف اختار بهاء طاهر شخصيات أعماله الأدبية؟

بهاء طاهر
بهاء طاهر

يتفق نقاد بهاء طاهر(13 يناير 1935 – 27 أكتوبر 2022) على تفرد موهبته الإبداعية وعمق ثقافته وجدة رؤاه الفنية وعصريتها وقدرتها على احتواء أعمق صور الكشف عن الأعماق الميتافيزيقية حينا والاجتماعية في معظم الأحيان لمشكلة الإنسان المعاصر.

منذ ظهور مجموعته القصصية "الخطوبة" عام 1972 وحتى أعماله الأدبية الأخيرة التي تنوعت بين الرواية والقصة والترجمة والمسرح والتي كتب نصفها بالقاهرة ونصفها الآخر في جنيف؛ يمكن قصص خفية وراء اختيارات أسماء أعماله؛  منها مثلا روايته الشجية "الحب في المنفى" الصادرة عام 1995 والتي كتبها تحت انفعال عنيف جداً بمجزة صبرا وشتيلا التي حدثت أثناء إقامته خارج الوطن العربي، وشاهد أحداثها على شاشة التليفزيون؛ بحسب لقاء صحفي نشرته جريدة "الأهالي" في الأول من أكتوبر عام 2001.

روايته "خالتي صفية والدير" التي تم تحويلها الى مسلسل تليفزيوني، بدأ كتابتها باعتبارها قصة قصيرة لكنه أثناء العمل فوجئ أن الشخصيات هي التي فرضت وجودها، والأحداث والمساحة الزمنية للعمل. وهو ما عبر عنه بهاء طاهر عندما قال: "يرجع ذلك لنشوء علاقات عديدة وتفاعل بين شخصيات العمل تفاجيء الكاتب".

بعد أن ترك عمله في إذاعة البرنامج الثاني الذي كان من مؤسسيه حتى عام 1975 حيث منع من الكتابة ترك على إثرها مصر وسافر في إفريقيا وآسيا حيث عمل مترجما، وعاش في جنيف بين عامي 1981 و1995 حيث عمل مترجمًا في الأمم المتحدة تأثر بشكل كبير بالغرب للدرجة أن فكرة أعماله الرئيسية في أعماله تناولت العلاقة بين الشرق والغرب وما بينهما من صراع وتوافق، وهو الملمح الذي عاد في روايته "واحة الغروب" وهو ما عالجه من خلال العلاقة بين الضابط المصري محمود عبد الظاهر وزوجته الأيرلندية "كاثرين"، كما عالجه من قبل في قصة" بالأمس حلمت بك" من خلال العلاقة بين شخصية الراوي في القصة وشخصية الشابة الأوروبية الشقراء" آن ماري".