رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى الطوباوية كـيارا لـوتشي بـدانـو

كنيسة
كنيسة

تحيي الكنيسة الكاثوليكية ذكرى الطوباوية كـيارا لـوتشي بـدانـو، إذ روى الأب ولـيــم عبـد المسيـح سعيـد – الفـرنسيسكـانـي، سيرته قائلا: ولدت كيـارا لوتشي بدانو يوم 29 أكتوبر عام 1971م ، فى مدينـة سـاسيـليـو بإيطاليا، وكانت الابنة الوحيدة لعائلة لروغيرو وتريزيا ، وعلى رغم الإحاطة والعناية بهذه الطفلة، فقد حرص الأهل ألاّ يفرطا في تدليلها وجهدا على تربيتها تربية صالحة . أخذت كلارا عن والدها قول الحقيقة والرغبة في تحقيق العدل والالتفات إلى الفقراء. أما عن والدتها فقد أخذت الرقة والصبر والمثابرة في إنجاز الأعمال وإيمانا لا تفتته الصخور- وقد استطاعت بهذا أن تخرج الحبّ بالصلابة، الحنان بالجدية والحرية بمعنى الواجب.

وتابع: في الثامنة من عمرها، قادتها الصدفة إلى لقاء جماعة الفوكولاري وقد شاركت مع عائلتها في المهرجان السنوي العام " الذي عقد في روما، وبعد أشهر قليلة، بدأت تلتزم باللقاءات وتشارك الفرقة التى تهتم بالصغار والعجزة . ومنذ عام 1981م بدأت مراسلاتها مع كيارا لوبك مؤسسة جماعة الفوكولاري ، وهى التى أطلقت عليها إسم كيارا لوتشـي . وقد نمت صداقة بين لوبك ولوتشي عبر الرسائل ، على الرغم من أنها لم تلتق ابداً بكيارا لوبك ورأتها مرتين من بعيد خلال اللقاءات العامة للجماعة . وكلمة الحياة " التي كانت ترسلها لوبك إلى كلّ شبيبة الفوكولاري عبر العالم. 

وواصل: في المدرسة، كانت تلميذة مثابرة ومجتهدة لا تجرح مشاعر أحدٍ وتلتزم بقرارات معلّميها وإن كانت خاطئة أحلامها وطموحاتها تأرجحت بين الطب والتعليم، بين الآداب والفنون. إلاّ أنّ الله أرادها له، وردة في ربيع العمر تزيّن الملكوت وتعطّر الكون بأريجها . ان كيارا لم تغادر قريتها وقد استطاعت بأعمال وإماتات صغيرة أن تؤثر في نفوس الشباب وتدفعهم إلى الإيمان. عندما احتفلت بالقربانة الأولى، أصبح الإنجيل رفيقها الدائم، يهديها على تخطي الصعاب ويرشدها إلى الطريق الصحيح .

وتابع: منذ طفولتها، كانت تلتفت إلى المحتاجين والفقراء وتعيرهم اهتماماً خاصاً. وقد تأثرت بالأطفال الذين يعانون من سوء تغذية في إفريقيا فحملت هذه القضية في قلبها وسخرت كل ما تملكه من إمكانات صغيرة لمساعدتهم . كانت أحياناً تبيع ألعابها، وتحيي إلى جانب الفوكولاري مسرحيات صغيرة. فتجبر العائلة على حجز بطاقات للدخول وكلّ هذا من أجل مساعدة الأطفال الفقراء والعجزة المتروكين . في العام 1988، انتابتها آلام قوية في العظام، وبعد فحوصات متكررة اتضح أنها تعاني من أخطر أنواع السرطان، واشدّها ألماً . خضعت عمليات مختلفة، تلتها جلسات أشعة وعلاجات كيميائية لم تستطع أن تحدّ من تطور المرض وتخفيف حدّته. رفضت أن تأخذ المسكنات القوية لأنها أرادت أن تبقى متيقظة إلى آخر لحظة من حياتها .

وأوضح: على رغم المرض الذي أقعدها في الفراش، لم توقف علاقتها بالفوكولاري وحاولت متابعة دراستها كما وضعت كلّ الأموال التي تمتلكها بيد المهندسين الشباب الذين جاؤا لزيارتها. ليخبروها عن مشروعه الخيري في إفريقيا. في أغسطس 1990، أشرفت بكلّ اهتمام على تحضيرات جنازتها وكأنها " عروس تزفّ إلى عريسها السماوي ". فقد اختارت كلّ شيء بإتقان وسجلت بصوتها ترانيم حفظتها للمناسبة كما أوصت اهلها بعدم البكاء ولبس الحداد وبمتابعة عمل الخير من خلال منزلها . وبعد صراع مع المرض دام ثلاث سنوات، توفيت في 7 أكتوبر 1990 وهي على عتبة التاسعة عشرة من عمرها . وأعلنت طوباوية في الكنيسة يوم 25 سبتمبر عام 2010م على يد البابا بنديكتوس السادس عشر ويتم الاحتفال لتذكارها يوم 29 أكتوبر.