رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موقف جديد يتبلور فى الكونجرس الأمريكى.. متى تتوقف حرب أوكرانيا؟

أوكرانيا
أوكرانيا

مع انقضاء الشهر العاشر من الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير مطلع العام الجاري، أصبح العالم يواجه تهديدًا خطيرًا قد يذهب بعيدًا إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل، ليزيد الأوضاع المتأزمة اقتصاديًا وسياسيًا سوءًا على سوء.

ولا تلوح في الأفق أي بوادر على انتهاء الحرب التي أثرت بشكل كبير على سلاسل إمداد الغذاء والطاقة لمختلف دول العالم، وأجبرت أوروبا على البحث عن بديل للغاز الروسي مع دخول الشتاء واحتياج معظم هذه الدول للطاقة اللازمة لأنظمة التدفئة، إذ تعاني من طقس شديد البرودة شتاءً.

ويتمسك الجانب الروسي بحقه في الدفاع عن الأمن القومي لـ"موسكو" بسبب رغبة أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، فيما لا يبدي الجانب الأوكراني رغم خسائره الكبيرة أي نية للاستسلام والاعتراف بالأمر الواقع بعد ضم روسيا لـ4 أقاليم أوكرانية بعد إجراء استفتاء شعبي بهذا الصدد.

مشهد معقد

المشهد الدولي شديد التعقيد، مع مواصلة الإدارة الأمريكية دعم الحكومة الأوكرانية في مواجهة آلة الحرب الروسية، لكن هناك عشرات النواب الديمقراطيين في الكونجرس يحثون وللمرة الأولى الرئيس الأمريكي جو بايدن على التعامل مع الملف الأوكراني من منظور آخر، ويطالبونه بالتفاوض المباشر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتوافق على حل مقبول لمشكلة الحرب الأوكرانية، بحسب أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور إسماعيل صبري مقلد.

وقال مقلد، إنه إذا كان هناك نواب جمهوريون آخرون يعلنون صراحة عن أنهم لن يترددوا في حال فوزهم في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس بعد أيام، في المطالبة بتقليص الدعم الضخم الذي تقدمه الولايات المتحدة لأوكرانيا لحملها على تغيير موقفها ووقف اندفاعها.

وأشار مقلد إلى أن هذا الموقف الذي بدأ يتبلور داخل الكونجرس الأمريكي، يعبر عن حالة عامة من السخط والتذمر والاستياء في أوساط الراي العام الأمريكي من استمرار تورط بلدهم في هذه الحرب التي أحدثت لهم كل هذه التداعيات الكارثية في حياتهم من أزمات طاقة وغلاء أسعار وتضخم وركود وكساد أسواق وتضاعف مديونيات وعجز موازنات، ومن تهديد متصاعد لأمن أمريكا القومي مع احتمال دخول الأسلحة النووية إلى ساحة هذه الحرب.

غليان أوروبي

 وتابع مقلد: أن ما يحدث في أمريكا يجد ما يقابله على الجانب في العديد من الدول الأوروبية، حيث هذه الموجة الجارفة التي نشهدها من المظاهرات الحاشدة احتجاجًا على تدهور الأوضاع وسوء الأحوال الاقتصادية التي كان لهذه الحرب الأوكرانية الدور الأكبر فيها.

وشدد على أن ما يفعله هؤلاء النواب الأمريكيون من ديمقراطيين وجمهوريين هو محاولة منهم لها مغزاها الكبير لتصويب المسار الحالي الذي تتحرك فيه الإدارة الأمريكية التي جارت الرئيس الأوكراني وسايرته في اندفاعه وانفعاله وتصورت أنها بدعمها له تستنزف قوة روسيا.

وأكد مقلد أن الدبلوماسية الرشيدة بهدوئها وحكمتها وعقلانيتها وطول بالها، تظل هي الحل الأوفق والأنسب للأزمات الدولية مهما كانت ساخنة أو حساسة ومعقدة، وليست الحرب.