رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بخط اليد.. «الدستور» تنشر أحدث قصائد أدونيس لإبراهيم الكوني

أدونيس والكوني
أدونيس والكوني

منح الروائي الليبي إبراهيم الكوني، «الدستور»، قصيدة كتبها الشاعر السوري الأصل أدونيس فيه.

القصيدة كتبها أدونيس بخط يده، في أوائل سبتمبر الماضي، كما هي عادته، مهداة لصاحب رواية «التبر».

يقول أدونيس في قصيدته 

احتفاءً بكونية إبراهيم الكوني

1

يخرج الوقت من ليل غاباته

برعمًا برعمًا

يتساءل: ماذا- ما لهذا الفضاء؟ مريض

يتعكز عكازه الغبار

هكذا بين نار ونار

يقرا الرمل ميثاقه

في كتاب الأبد

ضاحكًا، هاتفًا:

إنه الزمن/ الموج يلهو

صاعدًا هابطًا في سرير/ الزبد

2

زمن كوكبي- زمن عربي

بركة غيمة

نعيم جحيم

عالم نبوي نخوض فيه

ملائك استبرق عربي

يالرمل السماوات: لا أول، ولا آخر

3

ليس للمتوسط بحر اساطير

ما يقال، وما يكتب الىن إلا دم عربي

يتموج من طنجة إلى ليبيا إلى اللاذقية

وبنو الجن أحلامه وراياته واقلامه

الكتابة اسفاره

كيف لا تسخر الطبيعة والأرض من هذه الأبجدية؟

4

غدك اليوم أمس

أنت يا من تجرات- قلت:المدينة

والحرس النائمون على وجهاا: طغاة وكل 

رأس غول وبقل، وهي بن بي

5

تمطر الآن في الواحة العربية رملًا

ورمادًا، وما سوف يصبح غير اسمه

داخلًا خارجًا

6

عالم اغرقوه بطوفان أوهامهم وخرافاتها

ورموه

جرعة جرعة

في تخاريم اسفنجة نبوية

لا غد، لا يد

لادم، لا هوية

7

عبث غائم ممطر نير

ويقال لنا: "صابروا واصبروا"

كلنا آمر يؤمر

وكمثل سليمان، يحمل عبء الوجود

على كتفي نملة

8

للمدائن وجه

كل يوم تخط تجاعيده

لغة يولد الحبر فيها دمًا

ومن أنت، يا أنت؟ هل تحضن الأرض مستشرفًا

رائيًا، عاليًا- كما يحدس الشعراء

أم قتولًا قتيًا، طبيبًا مريضًا

كما علم الانبياء

9

ضحكت صخرة من شجاعة سيزيف- محزومة

بحبل صباباته

وأرى للزمان يدي قاتل وكلام نبي

أتراها- أخذت تعرج الريح؟ لكن

هل سنبقى نشاهد في كل يوم

كيف ثور غزالًا

وتصبح تفاحة جنة؟

وها هو- كل دواء

يتقيأ داء

10

هل أجاهر أني

لم اكن اتخيل أن الألوهة في حاجة إلى معجم

لأحبابها؟

تحدث عنهم وتمزج أحشاءها بأحشائهم

وتسلم أعداءهم إلى مارج

لم أكن أتخيل أن الألوهة تنحاز مثل البشر

آه، لكن

ما أحن الفضاء – وها هو يولم للشهب

السابحات، وها نجمة- زهرة

تكلل رأس القمر

إنها آية الطبيعة: وحي الشجر

كل جذع كتاب

كل غصن وتر

...

أدونيس

"باريس، أوائل أيلول، 2022"

1
1
2
2
3
3
4
4
5
5
6
6
7
7