الفائزون بمسابقة «الاتصالات» لمواجهة التغير المناخى: هذه أبرز مشروعاتنا

اختتمت جامعة مصر للمعلوماتية، مؤخرًا، مؤتمر كليماثون 2022، الذى بدأ فى 28 أغسطس الماضى، لابتكار حلول تقنية وإنتاج نماذج أولية من الأفكار الإبداعية للحد من المخاطر والآثار السلبية لتغير المناخ على كوكب الأرض من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات، تحت رعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التعليم العالى والبحث العلمى.

ونفذت الجامعة، فى ختام المؤتمر، برنامجًا بمشاركة طلاب من 50 جامعة مصرية وعربية وإفريقية، وأُقيمت مسابقة كجزء من استضافة مصر مؤتمر «COP 27» فى شرم الشيخ تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.

«الدستور» تواصلت مع الطلاب الفائزين فى مسابقة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ليوضحوا تفاصيل المشروعات التى حصدوا بها الجوائز، وكانت تحمل رسائل وأفكارًا مهمة للبحث والابتكار وضرورة مواجهة التحديات المناخية.

«أكتوبر للعلوم الحديثة»: حصدنا المركز الأول عن مشروع يواجه أزمة ندرة المياه

فاز بالمركز الأول فى محور إدارة المياه، فريق «سكاراب» من طلبة كلية الهندسة بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، الذى ابتكر نموذجًا مبدئيًا لوحدة توليد المياه من الهواء.

وقال الطالب عمر سامح، أحد أعضاء الفريق، إنهم عملوا لإيجاد حل لمواجهة أزمة ندرة المياه على مستوى مصر كبداية، موضحًا: «هذه الأزمة لها أبعاد اقتصادية وبيئية ومجتمعية للدول، ومن أكثر آثارها خطورة هو تهديد الأمن الغذائى، لذا ابتكر الفريق وحدة توليد المياه من الهواء، التى تحول رطوبة الهواء إلى ماء مكثف، كما تم تصنيعها محليًا بأيدى الطلبة بالاستعانة بعمال مصريين أكفاء».

وأضاف «سامح»: «دمجنا الوحدة مع وحدة أخرى للزراعة الهوائية الذكية، والسبب فى ذلك هو سعى الفريق لتطبيق وسيلة غير تقليدية للزراعة فى مصر، وهذه الوحدة بها خزان المغذيات الخاص بها؛ لأن الزراعة الهوائية يمكن أن تكون أحد الحلول لتوفير الأمن الغذائي».

وأشار إلى أن هدف المشروع هو نشر ثقافة الزراعة المنزلية بين المواطنين، ومواجهة أزمة ندرة المياه وتهديد الأمن الغذائى الناتج عن التغير المناخى، مؤكدًا أن المسئولين يرون أن هذه الفكرة واعدة، وستجرى دراستها بالمراكز البحثية كمراكز بحوث الصحراء والبحوث الزراعية والبحوث الدوائية وبحوث الفضاء، وسيطرح النموذج فى الأسواق بعد اكتمالها.

«المنصورة»: إنتاج الطاقة الكهربائية من «الدواسات الذكية» و«تتبع الشمس»

فى محور الطاقة النظيفة، فاز بالمركز الثانى فريق Earthians من طلاب جامعة المنصورة، الذى ابتكر حلًا يستهدف الاستثمار فى الطرق لإنتاج الطاقة النظيفة، عن طريق إنشاء طريقة ذكية واستخدام الطاقة الشمسية فى إنارة الشوارع إضافة إلى الدواسات الذكية.

وقال المهندس يوسف الجيار، المشرف على المشروع، إن الفريق يضم 4 طلاب، هم: مروة سعد ومريم نبيل ومريم حلمى، من كلية الهندسة، وأحمد بيومى، من كلية الحاسبات والمعلومات، وجرى اختيار الفريق من بين 175 فريقًا تقدمت للمشاركة فى ذلك الفرع من المسابقة على مستوى الوطن العربى.

وأضاف «الجيار»: «وصلنا فى البداية إلى التصفيات ضمن أفضل 43 فريقًا من مجمل الفرق المشاركة فى المسابقة، التى أُقيمت فى جامعة مصر المعلوماتية، ثم جرت تصفية الفرق الصاعدة إلى 12 فريقًا، حتى حصدنا المركز الثانى فى المسابقة، فى مجال الطاقة النظيفة، عن مشروعنا الذى استهدف توفير الطاقة لمحطات شحن السيارات الكهربائية والإنارة فى الطرق».

وأوضح: «اخترنا مجال الطاقة النظيفة كونه أحد المجالات التى تؤثر بشكل كبير على التغير المناخى، عبر استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية من أجل البُعد عن استخدام البنزين والغاز الطبيعى، لذا صنعنا جهازًا لتتبع الشمس، ودواسات ذكية يتم استخدامها حتى تسير السيارات من فوقها وتستطيع بعد ذلك توليد كهرباء بشكل طبيعى».

وتابع: «الفريق عمل على إعداد سيستم كامل يعمل على المد والجزر فى المناطق التى توجد فيها البحار، ومن هنا يتم توفير الكهرباء عن طريق طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ونعمل أيضًا على تجميع بيانات جميع شركات شحن السيارات الكهربائية على مستوى الجمهورية، ونأخذ الطاقة الموجودة لديها بهدف تحويلها لمكان آخر يحتاج إلى طاقة نظيفة».

وعبر عن سعادة الفريق بخروج المشروع إلى النور، وحصد المسابقة التى نظمتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، آملًا فى أن يتم تطبيق المشروع رسميًا.

«مصر للمعلوماتية»: 1500 طالب يمثلون 50 جامعة من 33 دولة

قالت الدكتورة ريم بهجت، رئيس جامعة مصر للمعلوماتية، إن المسابقة التي نظمتها الجامعة بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التعليم العالى والبحث العلمى هدفها الرئيسي هو الوصول إلى حلول تكنولوجية جديدة تساعد على مواجهة تغير المناخ، من خلال خلق منافسة جيدة بين الطلاب على مستوى الوطن العربي لتقديم أفضل ما لديهم من أفكار واقعية.

وأضافت «ريم»: «توقيت المسابقة كان جيدًا للغاية، بالتزامن مع إطلاق مؤتمر المناخ الذى سيُنظم فى شرم الشيخ فى شهر نوفمبر المقبل، واستغرقت أكثر من شهر بالتعاون مع شركة Amazon، وقدمت جوائز قيمتها مليون جنيه، فضلًا عن الجوائز الأخرى المقدمة من الرعاة، مثل شركتى إنتل وإيتيدا والبريد المصرى وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات».

وأكدت أن المسابقة شارك فيها أكثر من 1500 طالب يمثلون 50 جامعة مصرية وعربية وإفريقية من 33 دولة، فى 4 مجالات مختلفة حول تغير المناخ، هى: المدن المستدامة وتمكين المجتمعات والطاقة النظيفة والإشراف على المياه، وفى كل فرع فازت أفضل 3 مشروعات من بين جميع المتقدمين للمسابقة.

وخضعت المشروعات المعنية إلى 3 مراحل تقييم، كان آخرها يوم الخميس 29 سبتمبر 2022، حتى تمت تصفية الأعمال النهائية التى حصدت الجوائز فى مختلف الفروع، ومشاركة ذلك العدد الكبير من الدول العربية والإفريقية فى المسابقة تؤكد مكانة الجامعة وأهميتها الأكاديمية، التي تهدف إلى تسليط الضوء على المشروعات الابتكارية البحثية، وتحسين مستوى الحلول التكنولوجية الجديدة.