رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الضحايا يتحدثون.. متى تنتهي السوق السوداء للمكملات الغذائية؟

جريدة الدستور

لا شك أن تجارة المكملات الغذائية تعاني من أزمات متعددة في مصر، بداية من الغش الذي يحدث في عمليات التصنيع المحلية ويقال عنها إنها مستوردة، مرورًا باستخدام مواد غير مصرح بها في التصنيع نهاية بوجود سوق سوداء لها.

 

وبسبب الفوضى التي يعاني منها سوق المكملات الغذائية في مصر، فقد أدى ذلك إلى محاولة الحكومة إعادة ضبط الأمر بأن يكون عليه مزيد من الرقابة من قبل إحدى المؤسسات الحكومية من أجل حلّ تلك المشاكل التي تواجهها عمليات تجارة المكملات الغذائية.

 

هيئة الدواء تضم المكملات الغذائية لها

واتساقًا مع ذلك، قررت هيئة الدواء المصرية ضم المكملات الغذائية لهيئة الدواء بدلًا من تبعيتها لهيئة سلامة الغذاء، وهو الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا بسبب اعتراض من شركات استيراد المكملات الغذائية، والتي تعتمد على عملية الاستيراد بشكل كبير.

 

وطالبت غرفة الصناعة الغذائية في بيان لها، بأن تظل تبعيتها لهيئة سلامة الغذاء، ورفض نقل تبعيتها لهيئة الدواء المصرية، نظرًا لأن هناك فارق كبير بين المكمل الغذائي والمكمل الدوائي.

 

ويضم قطاع المكملات الغذائية الآن 4500 منتج وحوالي 3000 شركة تعمل بترخيص من هيئة سلامة الغذاء وتحت إشراف عام من الهيئة، واستخرج سجل صناعي من غرفة الصناعات الغذائية، وليس لها علاقة بهيئة الدواء حتى صدور ذلك القرار.

 

وعلّلت الغرفة مطالبتها بأن هناك فارق كبير وشاسع بين تعريف المكمل الغذائي والمكمل الدوائي، حيث لا يدخل المكمل الغذائي في علاج الأمراض وإنما يفيد الجسم غذائيًا، ما يجعله أكثر مقاومة للأمراض وأكثر كفاءة في الأداء الرياضي.

 

وبالفعل فخلال الفترة الأخيرة كان للمكملات الغذائية ضحايا من الشباب، الذين لجأوا إليها من أجل تحقيق حلم "الفورمة" وبناء عضلات الجسد، إلا أن أحلامهم تحولت لـ"كابوس" بسبب الأضرار التي عادت عليهم من تلك المكملات الغذائية.

 

عبدالرحمن: "المكمل لم يكن مصرح به"

كان عبدالرحمن (مستعار)، 27 عامًا، أحد الشباب الذين أغرتهم موجة الاستقواء بالفيتامينات والمكملات الغذائية، فقرر أن يجرب ذلك الأمر بعدما كان يتدرب في إحدى صالات الجيم، وبدأ أحد المدربين يعرض عليه تناول المكملات الغذائية كي تساعده في بناء عضلات.

 

يقول: "الموضوع كله شكل للجسم حلو، وعرض عليا صور لشباب كتير بدأوا معاه في المكملات الغذائية وأصبحوا فورمة، ودي مسألة حيوية عند الشباب خصوصًا اللي بيروحوا الجيم بتكون مصدر تباهي ليهم وسط البنات وأصحابهم".

 

ابتاع عبدالرحمن من المدرب عبوات من المكملات الغذائية تبلغ سعر الواحدة 700 جنيه، ولم تكن بروتين مشابه ولكن مكملات غذائية، مشيرًا إلى أن المدرب أكد له أنها مصرح بها من وزارة الصحة: "كنت واثق فيه ومطلبتش أشوف التصريح".

 

بدأ مع الجرعة الأولى للمكمل يشعر عبدالرحمن بأعراض غريبة مثل الهمدان والإرهاق الدائم والغثيان وإحيانًا القيء والسخونية، مبينًا أنه مع استشارة الطبيب أكد له أن تلك المكملات الغذائية لا سيما التي تباع خارج الصيدليات يكون بها مواد غير مصرح بها.

 

مدرب جيم: "ليس كل المكملات الغذائية خطرة"

وينفي مهاب صالح، مدرب جيم في مدينة نصر، أن تكون كل المكملات الغذائية بها أضرار أو تحتوي على مواد غير مصرح بها: "فيه مكملات غذائية بتتباع في بير السلم ومش مصرح بيها وبيدخلها في التصنيع مواد كيميائية خطيرة".

 

ويضيف: "لكن في نفس الوقت فيه مكملات زي اللي بتتباع في الصيدليات بتكون مرخصة ولها تصريح من وزارة الصحة، بمعنى أنه جرى اختبارها وتحليلها قبل طرحها في السوق، بسبب الإقبال الشديد للشباب عليها وليس الذكور فقط ولكن هناك فتيات".

 

ويوضح أن الأمر كان يحتاج إلى عملية ضبط شديد من قبل وزارة الصحة، بسبب أن قطاع المكملات الغذائية كان يعاني من فوضى في التصريح والتحليل والترخيص وهو ما يمكن ضبطه بعد ضم القطاع إلى هيئة الدواء وليس سلامة الغذاء.

 

مصطفى: "أصيبت بارتفاع في ضغط الدم بسبب المكملات الغذائية"

مصطفى.م، 28 عامًا، كان يرغب في إنقاص وزنه الزائد، وهو ما دفعه إلى الالتحاق بإحدى صالات الجيم، لمدة ثلاثة أشهر متواصلة لم يأخذ أي مكملات غذائية، إلا أن النتيجة لم تكن مرضية له، وهو ما دفعه إلى اللجوء لأحد المدربين من خارج صالة الجيم، ومن هنا كانت بدايته في طريق المكملات الغذائية.

أعطاه عقار يسمى "ليبو" من أجل إنقاص وزنه وظل يتناوله مرتين في اليوم، إلا أنه شعر بعدم قدرته على المواصلة في صالة الجيم، حتى سقط مغشيًا عليه في إحدى المرات بسبب عدم قدرته على تحمل بعض المكونات التي تدخل في صناعة العقار وحينها علم أنه أصيب بارتفاع في ضغط الدم وهو ما جعله يبتعد عن ذلك الطريق.