رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلافات وهتافات في البرلمان.. كواليس جلسات التحقيق مع رئيسة الوزراء البريطانية

ليز تراس
ليز تراس

وصفت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس نفسها بأنها "مقاتلة وليست منكرة"، الأربعاء، حيث واجهت معارضة معادية وغضب من حزبها المحافظين خلال جلسة مجلس العموم بسبب خطتها الاقتصادية الفاشلة.

خلافات حادة وهتافات

وبحسب شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، حضرت تراس جلستها الأولى في مجلس العموم منذ أن مزق رئيس الخزانة المعين حديثًا جيريمي هانت حزمة التخفيضات الضريبية التي كشفت عنها حكومتها الجديدة قبل أقل من شهر، واعتذرت للبرلمان واعترفت بأنها ارتكبت أخطاء خلال فترة رئاستها القصيرة لحكومة المملكة المتحدة.

وتابعت أنه بينما كانت تراس تتحدث، هتف بعض المشرعين "استقيلوا"، وردا على سؤال من زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر "لماذا لا تزالين هنا؟" ردت تراس: "أنا مقاتلة ولست منازعة، لقد تصرفت من أجل المصلحة الوطنية للتأكد من أن لدينا الاستقرار الاقتصادي".

وأكدت الشبكة، أن حزمة من التخفيضات الضريبية غير الممولة التي أعلنتها حكومة تراس في 23 سبتمبر أثارت اضطرابات في الأسواق المالية، وأدت إلى تقويض قيمة الجنيه الإسترليني وزيادة تكلفة الاقتراض الحكومي البريطاني، واضطر بنك إنجلترا للتدخل لمنع انتشار الأزمة إلى الاقتصاد الأوسع وتعريض المعاشات التقاعدية للخطر.

وتابعت أنه تحت ضغط سياسي واقتصادي مكثف، أقالت تراس الأسبوع الماضي حليفها كواسي كوارتنج من منصب رئيس الخزانة، واستبدلته بهنت المخضرم في مجلس الوزراء، وألغى هانت يوم الإثنين كل التخفيضات الضريبية التي فرضتها تراس تقريبًا، جنبًا إلى جنب مع سياستها الرئيسية في مجال الطاقة ووعدها بعدم إجراء تخفيضات في الإنفاق العام، وقال إن الحكومة ستحتاج إلى توفير مليارات الجنيهات وهناك "العديد من القرارات الصعبة" التي يتعين اتخاذها قبل أن يضع خطة مالية متوسطة الأجل في 31 أكتوبر.

وأضافت أنه خلال الجلسة التي شهدت مشادات كلامية، حث وزير الخارجية جيمس كليفرلي المحافظين على منح تراس فرصة أخرى ، قائلاً "تحدث أخطاء"، مضيفًا: "ما عليك فعله هو التعرف على أسباب الأزمة والتساهل لإجراء تغييرات عندما ترى أن الأمور لم تسر على ما يرام".

تضخم قياسي

وأظهرت الأرقام الرسمية الصادرة يوم الأربعاء أن التضخم في المملكة المتحدة ارتفع إلى 10.1٪ في سبتمبر، ليعود إلى أعلى مستوى في 40 عامًا والذي سجله لأول مرة في يوليو، حيث أدى ارتفاع تكلفة الغذاء إلى تقليص ميزانيات الأسر، في حين أن التضخم مرتفع في جميع أنحاء العالم، مدفوعًا بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وتأثيره على إمدادات الطاقة حيث تظهر استطلاعات الرأي أن معظم البريطانيين يلومون الحكومة على المعاناة الاقتصادية للبلاد، ومع إعطاء استطلاعات الرأي لحزب العمال تقدمًا كبيرًا ومتزايدًا، يعتقد العديد من المحافظين الآن أن أملهم الوحيد في تجنب النسيان الانتخابي هو استبدال تراس، لكنها تصر على أنها لن تتنحى، والمشرعون منقسمون حول كيفية التخلص منها.