رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاثوليك مصر يحيون ذكرى القدّيس جيراردو ماييلا.. تعرف عليه

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى القديس جيراردو ماييلا، وفقًا لدراسة أعدها الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، فقد وُلد القدّيس جيراردو ماييلا في 23 أبريل 1726م في بلدة في جنوبي إيطاليا تُدعى مورو لوكانو.

كان اخر خمسة أطفال لخياط متواضع اسمه دومينيكو وهومن باراجيانو وأمه تدعى بينيديتا جاليلا ، تعلّم الخياطة واحترفها في الثانية عشرة من عمره على يد أبيه الذي سرعان ما غيّبه الموت. فالتحق بخدمة أسقف لايدونيا كلوديو ألبيني.

فشرع جيراردو يتلو الصلوات لله حتّى نما فيه حبٌّ لا يوصف للخالق. عُرِفَ بلطافته في التعامل مع الناس، وابتغى في حياته الاقتصاد كي يتسنّى له اقتسام نقوده مع الفقراء.

وعندما بلغ الثالثة والعشرين من عمره قامت مجموعة من الكهنة الفاديين برسالة في مورو، فتأثّر جيراردو بهؤلاء الشبّان لدرجة أنّه قرّر الالتحاق بالدير، وذلك خلافًا لإرادة عائلته. هرب من المنزل بفضل مساعدة ملاءة تستخدم كحبل لإنزال نفسه من النافذة وترك ملاحظة لوالدته كتب فيها "أمي ، سامحيني ، سأصبح قديسًا" ، انضم جيراردو رفقة المبشرين الفاديين وبعد فترة لاحظ الرؤساء هشاشة صحّته واعتقدوا بأنّه لن يقوى على تحمّل الحياة الرهبانيّة. 

إلاّ أنّ جيراردو أصرّ على مطلبه، في 16 يوليو 1752 ، عيد الفادي الأقدس ، أعلن نذوره الاحتفالية في مجمع الفادي الذي أسسه القديس ألفونسو ماريا دي ليغوري في عام 1732م.

عاش جيراردو حياة ملؤها الصلاة، فكرّس نفسه لعبادة القربان الأقدس، وهو تأمّل في آلام المسيح وتفانٍ كلّي لأمّنا مريم العذراء. أمّا عملُه الذي تنوّع ما بين التنظيف والطبخ وإعطاء الإرشادات الروحيّة خاصّة في مسألة الاعتراف الذي يُنشده الناس فألهمَ الكثيرين.

وعُرِف بحبّه للفقراء والمعوزين، ومن بين كثير مما ذكره التقليد نذكر البعض. بادئ ذي بدء، معجزة البحر التي حدثت في نابولي: في منطقة بيترا ديل بيسكي ، شاهد حشد صارخ الجهود غير المجدية لبعض البحارة الذين حاولوا عبثًا إنقاذ أنفسهم في البحر العاصف. 

عندما هرع جيراردو إلى المكان، على الفور، بعد أن رسم علامة الصليب، بدأ يمشي على البحر، ومسك القارب "بإصبعين"، وجرها إلى الشاطئ. 

ومعجزة أخرى حدثت في شتاء عام 1754م ن حدثت مجاعة شديدة في منطقة كابوسيل ، فطرق كثير من الناس أبواب الرهبان الفاديين ، فقام جيراردو على الفور بعطاء كل المواد الغذائية المتواجدة في مخزن الدير للفقراء  ، فعندما بلغ الخبر رئيس الدير انزعج فذهب الى المخزن فوجد أن المخزن لم ينقصه شيء . تلقى جيراردو صديق الفقراء والفلاحين  الذي كان متسولًا في السنوات الأخيرة ، إعجابًا غير عادي في الأوساط الشعبية. 

يقال، في الواقع، إنه عندما كان ينتقل من مدينة إلى أخرى ، كانت أجنحة من الجماهير تنتظره على جانب الطريق ليباركهم أو يروا فقط هذا الراهب الصغير المتواضع الذي يحاول دائمًا تحية الجميع. تنافس الأغنياء والفقراء والنبلاء والبرجوازيون والمتواضعون على استضافته والتمتع بحضوره. كان يُعرف باسم "والد الفقراء" - كما أطلقوا عليه - "الملاك" و"رسول وادي سيلي" حافظ جيراردو دائمًا على تواضعه الجدير بالثناء وإيمانه بطاعة إرادة الله التي أظهرها لرؤسائه.

أصيب في التاسعة والعشرين من عمره بداء السلّ.

وبالرغم من الألم والعذاب من جرّاء هذا المرض قَبِلَ أن يعاني بصمت وبسرور من دون تذمّر، مدركًا أنّ هذه هي مشيئة الآب.

توفّي في السادس عشر من شهر أكتوبر من العام 1755.

تم تطويبه من قبل البابا ليو الثالث عشر في 29 يناير عام 1893م  وفي سنة 1904 رفعه قداسة الحبر الأعظم الباب بيوس العاشر إلى مصاف القدّيسين. وتحتفل الكنيسة بعيده في 16 أكتوبر أي في ذكرى وفاته.

ربح القدّيس جيراردو اليوم حبّ الكثيرين وإخلاصهم بفضل العجائب التي صنعها بشفاعته.

ويُعرَف بحمايته الأمّهات والأطفال بشكل عام، والأمّهات الحوامل بشكل خاص. وهو صديق الفقراء وشفيع العمّال. ويُحبّ كلّ من يُقدِم على الاعتراف بخطاياه.