رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صرخة مدينة

أتعشم أن يتسع صدر المسئولين لما سأقول فقد طفح الكيل وزاد الظلم وكما قال سيدنا رسول الله (ص) الظلم ظلمات يوم القيامة.
مدينتي الباسلة الجميلة بورسعيد يعلم الجميع كم عانت من ظلم معظم فترات تاريخها، من اعتداء ثلاثي في ٥٦ لمأساة نكسة ٦٧ والتهجير، إلي حرب الاستنزاف وإغلاق قناة السويس مصدرهم الرئيسي للرزق ثم حرب ٧٣ وما كادت تستقر في عام ٧٥ وتنتعش بالمنطقة الحرة حتي جاء حكم مبارك بتقييد قوانين المنطقة الحرة.
زاد الطين بله المحاولة الأشهر لاغتيال الرئيس مبارك في بورسعيد من مؤتمر يدعي أبو العربي في ٦ سبتمبر ٩٩ ومنذ تلك الحادثة تم صب جام الغضب علي المدينة وأهلها فماتت المنطقة الحرة تمامًا وعن عمد فهربت رؤوس الأموال وتعرض تجار المدينة لإغلاق محالهم ووصل حال البعض للهروب من الديون وإشهار إفلاسهم أو الحبس في السجون.
تمر الأيام ويأتي فبراير ٢٠١٢ ومعه تم تدبير المؤامرة القذرة من خيرت الشاطر وحماس وبعض صبيان أولتراس أهلاوي لإحراج المجلس العسكري اسفرت عن استشهاد ٧٤ من جمهور الأهلي الأبرياء.. بعدها تم القبض عشوائيًا علي العديد من أبناء بورسعيد فثارت جماهير المدينة واشتبكت مع الشرطة مما أدي لاستشهاد وقتل أكثر من 26 مواطن بورسعيدي في الأحداث منهم ضابط شرطة ومجند ولاعب بنادي المريخ.
واجتاحت حالة من الغضب العام، وندد المحتجون بأن كثير من المتهمين أبرياء ولا علاقة لهم بما حدث من قريب أو بعيد.
قرر النادي الأهلي في بيان رسمي من مجلس إدارته عدم اللعب في مدينة بورسعيد (كل الأنشطة الرياضية) لمدة خمس سنوات تنتهي في ٢٠١٧ وتبعه اتحاد الكره بوقف أي نشاط رياضي علي استاد بورسعيد أيضًا لمدة خمس سنوات.
وامعانًا في العقاب تم نقل كل مباريات النادي المصري البورسعيدي إلي ملعب برج العرب بالإسكندرية، وتحمل اللاعبون والجماهير الوفية السفر الشاق (٧٠٠ كيلو متر ذهاب وإياب) لمدة الخمس سنوات.
انتهت السنوات الخمس وكمعظم القرارات التعسفية نسي من أصدرها أن يلغيها بعد انقضاء المدة، ومرت خمس سنوات أخري ولا زالت العقوبة سارية، بائت كل جهود السيد المحافظ وأعضاء مجلس النواب بالفشل وكأن العقوبة علي النادي وجماهيره إلي الأبد.
توصل رئيس النادي الجديد لحل وسط واتفق مع هيئة قناة السويس للعب في مدينة الإسماعيلية لحين انشاء استاد جديد للنادي المصري ببورسعيد لكن للأسف رفض الأمن هذا الحل ليقتل فرحة جماهير بورسعيد والتي تتنفس كرة قدم وتذوب عشقًا في ناديها.
أعتذر للإطالة لكني أري من واجبي أن أنقل الغليان والاحساس بالظلم والقهر الذي تعاني منه المدينة الباسلة والتي لم يشفع لها حتي الآن ما قدمته من تضحيات وبطولات تاريخية من أجل مصر.