رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يحيي الأقباط ذكراه.. من هو القديس يوحنا الجندي؟

الكاتدرائية
الكاتدرائية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بذكرى  القديس يوحنا الجندي.

وقال كتاب التاريخ الكنسي «السنكسار» الذي تُتلى فصوله على مسامع الأقباط يوميًا والذي يحتوي على الوقائع والأحداث والتذكارات المهمة في التاريخ الكنسي، إنه وُلِدَ في قرية أشروبة بولاية البهنسا ( مازالت أشروبة باسمها القديم حتى الآن وهي إحدى قرى مركز بني مزار محافظة المنيا) من والدين مسيحيين غنيين تقيين. كان والده يدعى تاؤدورس ووالدته صوفية.

ظلا بلا نسل مدة طويلة وكانا يصليان نهاراً وليلاً ليرزقهما الله نسلاً صالحاً. ظهر الملاك لتاؤدورس يقول له ستنجب طفلاً مثل الجوهر الثمين، بعدها أنجبا طفلاً أسمياه يوحنا وكانا يدعوانه جوهري كما قال الملاك. ولما كبر يوحنا الجوهري التحق بالجُندية حتى أصبح قائد مائة واتصف بالشجاعة والقوة والحكمة.

لما ارتد الإمبراطور دقلديانوس عن المسيحية وعبد الأوثان تبعه كثير من الولاة ومنهم قلقيانوس والي البهنسا، ولما وصلت أوامر الملك بعبادة الأوثان والتبخير لها أرسل قلقيانوس لإحضار يوحنا الجُندي ليبخر للأصنام ولما وجده في زيارة للإسكندرية أرسل إلى أرمانيوس والي الإسكندرية يطلب منه القبض على يوحنا الجُندي ويأمره أن يبخر للأصنام وإن رفض يعذبه بأشنع العذابات. فلما وقف يوحنا أمام أرمانيوس اعترف أمامه بالمسيح، فغضب الوالي وأمر بتعذيبه فعصروه بالهنبازين ووضعوه على سرير حديدي محمي بالنار ووضعوا مسامير محماة على جسده ووضعوه في القار المغلي وخلعوا أظافره وطلوا مكانها بالخل والجير حتى تلتهب، وكان يحتمل بصبر وشكر والرب يقويه ويقيمه سالماً معافى من كل ألم. وحدثت معجزات كثيرة أثناء تعذيبه منها شفاء أرمانيوس نفسه من الخرس لـمَّا جدَّف على السيد المسيح.

لما تعب أرمانيوس من تعذيبه أرجعه بحراسة مشددة إلى قلقيانوس والي البهنسا الذي عذبه بدوره بسلسة طويلة ورهيبة من العذابات وهو يحتمل بصبر وشكر والرب يشفيه ويعزيه.

أخيراً أمر بقطع رأسه بحد السيف فنال إكليل الاستشهاد، وقام ديوجانيوس الذي حضر معه من الإسكندرية، وهو أحد تلاميذ يوليوس الأقفهصي، بتكفينه بأكفان غالية ودفنه بإكرام جزيل وكتب سيرته المباركة منفعة للأجيال.