رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلال ثاني أيام المؤتمر الدولي للمناخ الأخضر..

«عيَّاد»: شكر الطعام يكون بالمحافظة عليه لا الإسراف فيه

د. نظير عياد
د. نظير عياد

ترأَّس الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عيَّاد، إحدى جلسات اليوم الثاني للمؤتمر الدولي الثاني للمناخ الأخضر والإدارة الذكية للمخلفات «حول تسريع وقف فقدان الأغذية وهدرها من أجل مستقبل صاف صفري».

وتنظم فعاليات المؤتمر برعاية المركز العالمي للإبداع والابتكار البيئي وريادة الأعمال، تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

وشارك في الجلسة الدكتور محمود الهواري الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني، والدكتور إلهام محمد شاهين مساعد الأمين العام لشؤون الواعظات، والدكتور أحمد البر مدير مركز الفلك بالمجمع، والدكتورة أماني عبد الصمد باحثة بالمجمع. 

وقال الأمين العام خلال كلمته، إن الحديث عن الإسراف من الأهمية بمكان لما له من تأثير على الفرد والأسرة ومن ثم المجتمع؛ لذا كان التحذير منه فريضة دينية وضرورة حياتية، ويكفينا أن الله -عز وجل- حذّر من الإسراف وبيّن أن الإسراف بشكل عام والطعام بشكل خاص إفساد في الأرض؛ ولما كان الطعام  من نعم الله تعالى على الناس كان ذلك مستوجبًا الشكر، والشكر على الطعام يجب أن يكون بالمحافظة عليه لا بالإسراف فيه وهدره.

وأشار د. محمود الهواري، إلى أن الله بيّن وأقسم على أن الإنسان جُبل على حب المال لأن هذا من الطبيعة البشرية التي خلق عليها الإنسان؛ لذا كان الأمر الإلهي بالتعامل تجاه هذا المال بضوابط حتى تدوم، ومن ضمن هذه الضوابط وأولها: عدم الإسراف من أجل حفظ النعمة وهو أول خطوة على الطريق العملي للمحافظة على الموارد الطبيعية؛ لذا يحذر القرآن من الإسراف لأنه يؤدي إلى الدمار والهلاك قال تعالى: “وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا”. 

وأوضح "الهواري" أن من الملامح القرآنية التي يجب مراعاتها أن الموارد الطبيعية ليست ملكًا خاصًا فليس لأحد أن يتحكم فيه بما يخالف الأوامر الإلهية، مبينًا الطرق العملية للمحافظة على الموارد الطبيعة من خلال: التحذير من التبذير والإسراف، تقليل الاستهلاك للقضاء على سعار الاستهلاك، تهذيب العادة السيئة فنحن من نحكم العادة وليست تحكمنا العادة، الإحسان للنعمة وذلك يتضمن أن يكون النابع خلقي الباعث على حفظها بحيث تصبح أمر داخلي يتحكم في كافة حياتنا. 

من جانبها، أوضحت الدكتورة إلهام شاهين، أن حل أزمة هدر الطعام يكمن في زيادة الوعي من خلال التوعية سواء الدينية من خلال القائمين على أمر الدعوة من خلال النصوص الشرعية في الشرائع السماوية، أو من قبل المصلحين لذا لا عجب أن نجد المصلحين كأفلاطون وغيره في المدينة الفاضلة يتحدثون عن المحافظة على الطعام وأن تعمل كل أمة على إنتاج غذائها، موضحة أن علماء الشريعة عبر الأزمنة يعملوا جاهدين في توعية الناس، وأن الجانب الآخر من التوعية يكمن في التوعية العملية وذلك ببيان دورة الخبز من اختيار الأرض الصالحة وتجهيزها ثم بذر البذور ثم التعهد وذلك بالمحافظة على المحصول من الأمراض الناتجة من الحشرات وغيرها، ثم موسم الحصاد مرورًا بتحويله إلى قمح ثم دقيق ثم مخابز حتى يصل الخبز في يد المستهلك ومن ثم فأي إهدار في الخبز ولو قليل يعد إفسادًا في الأرض لأنه يضيع الوقت والجهد. \

وناقشت د. أماني عبد الصمد،  قضية "هدر الطعام من منظور الشرائع السماوية، واستراتيجيات مكافحته"؛ مؤكدة أنه وفقًا لكل التشريعات السماوية فنحن مؤتمنون على هذا الكون، وعلى كل ما نملك، والطعام نوع مما يملكه الإنسان، واستهلاك الطعام يعد جانبًا من جوانب استهلاك المال الذي أمر الله تعالى بحفظه في كل التشريعات؛ وجعله يرتبط بالإيمان والأخلاق والمـُـــثل في إنتاجه، وتنميته، وتوزيعه، واستهلاكه، وترشيدُ استهلاك الطعام من جوانب التعبد في التشريعات السماوية، كما يعد الجنوح إلى الإسراف والتبذير ضياعًا للأمانة التي أمر الله بحفظها، ومعصية يستحق فاعلها العقاب في الدنيا والآخرة.