رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاثوليك مصر يحيون ذكرى القديس البابا يوحنا الـ23

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، بذكرى القديس البابا يوحنا الثالث والعشرون

ووفقا لدراسة أعدها الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، فقد ولد انجلو رونكالي يوم 25 نوفمبر عام 1881م  في قرية سوتو إل مونتي بإقليم لومبارديا – شمال إيطاليا، وكان والده مزارع وعائلته ميسورة الحال هو من أكثر الباباوات شعبية فى التاريخ، بدأت فى زمن حبريته حقبة جديدة من تاريخ الكاثوليكية مع افتتاحه المجمع الفاتيكاني الثاني، وما حمله ذلك من تغيير وانفتاح للكنيسة على الديانات المختلفة والعالم المعاصر. 

شعر أنجلو بدعوته للكهنوت في عمر الحادية عشر، لم يكن انجلو طالباً لامعاً، لكنه اجتهد ليرسل إلى روما لدراسة اللاهوت عام 1900م وبعد عام واحد التحق بالجيش لأداء الخدمة العسكرية وبعد انتهاء الخدمة عاد ليكمل دراسته اللاهوتية، سيم كاهناً فى أغسطس عام 1904م مع تعيين أسقف جديد لإبراشية بيرغامو تم تعيين الاب أنجلو كسكرتير للمطرانية، وبالإضافة لأعمال السكرتارية قام كذلك بتدريس اللاهوت في معهد الإيبارشية، ثم أصبح المرشد الروحي للشبان المتقدمين للكهنوت عام 1920 عينه البابا بنديكتوس الخامس عشر مديراً للمنظمة الإيطالية لدعم الإرساليات الأجنبية، سمح له هذا المنصب بنسج شبكة من العلاقات مع شخصيات دينية أوربية مهمة كما أصبح اسمه معروفاً في الوسط الكنسي في روما.

 

عين قاصدا رسوليا لعدة دول منها بلغاريا وتركيا وأخيراً باريس، في عام 1953 رقاه البابا بيوس الثاني عشر وعينه بطريركًا للبندقية كما تم تعيينه كاردينالاً في الكنيسة الكاثوليكية وفى عام 1958م بعد وفاة البابا بيوس الثاني عشر تم انتخابه بابا لكرسي القديس بطرس باسم يوحنا الثالث والعشرون، وكان عمره آنذاك 77 عاما ليصبح البابا الحادي والستون بعد المائتان في الكنيسة الكاثوليكية، وقيل عنه انه بابا انتقالي.

 وهو أول بابا يغادر الفاتيكان في زيارة لأبرشيته في روما فقام بزيارة مستشفى يسوع الطفل للأطفال المصابين بالشلل وزار أيضا مستشفى الروح القدس، وقام بزيارة سجن روما، حيث قال للسجناء "أنتم لا يمكنكم أن تأتوا إلي، لذلك جئت إليكم. وتكررت زيارته المختلفة لمناطق من روما في وقت متأخر من الليل سيراً على الأقدام وبدون أي حراسة. 

وفي عام 1959م دعا البابا لعقد مجمع مسكوني جديد للكنيسة، على أن يستمر التحضير له ثلاث سنوات، فقد استمرت المسيرة المجمعية وكان لها الكثير من التغييرات والتجديدات فى بنية الكنيسة حتى أنها أعادت تشكيل وجه الكنيسة الكاثوليكية من خلال مراجعة الطقوس ومنح دور أكبر للعلمانيين والحوار مع العالم، وقال البابا إن الكنيسة ليست سيدة المجتمع بل خادمة المجتمع.

 

اعتبر البابا يوحنا الثالث والعشرون المجمع الفاتيكاني الثاني مجمعا رعويا، بحيث لم تصدر عنه أي عقائد كاثوليكية جديدة ولكنه رغم ذلك أعاد دراسة وتمحيص عقائد وتشريعات قديمة، وصف يوحنا الثالث والعشرون المجمع بأنه "يوم عنصرة جديد" أي تدفق جديد للروح القدس.

صدر البابا ثمانية رسائل عامة خلال حبرية قصيرة نسبياً، إثنان منهما اعتُبرا شديدي الأهمية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية المعاصر، هما "السلام في الأرض" و"أم ومُعلمة"، حاول البابا خلال رسائله العامة، تقريب الكنيسة الكاثوليكية من العالم الحديث، وتكييفها مع متطلبات الزمن المعاصر، وهو ما يتطلَّب العودة التامة لمبادئ الإنجيل المُعاش، كما نشط في تحفيز الإصلاحات الاجتماعية للطبقة العاملة والفقراء والأيتام والمنبوذين، وحثّ على التعاون مع الديانات والمذاهب الأخرى، بيد أن منشوره البابوي «أم ومعلمة» الذي صدر عام 1961 م، ركز على الإصلاح الاجتماعي ومساعدة البلدان النامية. 

ورقد فى الرب يوم 3 يونيو 1963، نتيجة إصابته بالسرطان فى الجهاز الهضمي عن عمر يناهز الحادية والثمانين وأعلن طوباويا في 3 سبتمبر 2000على يد البابا يوحنا بولس الثاني، وشاءت العناية الإلهية أن يعلنا قديسين معا على مذابح الكنيسة الكاثوليكية جمعاء في 27 أبريل 2014م.