رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوبيل ستيفانو ريتشى الذهبى

مواسم النسخة الهندية من برنامج «من سيربح المليون» قدمها كلها نجم نجوم الهند أميتاب باتشان، باستثناء موسم ٢٠٠٧، الذى قدمه شاروخان، أحد أبرز وأشهر نجوم بوليوود، وتصادف أن تظهر فى تلك السنة حلقة مختلفة واستثنائية من البرنامج، لم يشاهدها الهنود فقط، بل مئات الملايين، فى غرب العالم وشرقه، لأنها كانت المحور الرئيسى لفيلم «المليونير المتشرد»، Slumdog Millionaire، الذى حصد ٨ جوائز أوسكار.

هذه الحلقة المختلفة، أو الاستثنائية، قدمها النجم الهندى أنيل كابور، الذى زار أهرامات الجيزة، يوم الجمعة، برفقة زوجته سونيتا، عارضة ومصممة الأزياء، قبل أن يتوجها إلى مدينة الأقصر، لمشاركة أكثر من ٣٥٠ شخصية فنية وسياسية، وعدد من كبار مصممى وعارضى الأزياء والصحفيين، فى الاحتفالات، التى أقامها مصمم الأزياء الإيطالى ستيفانو ريتشى، بمناسبة اليوبيل الذهبى لتأسيس شركته وإطلاق علامته التجارية.

فى فلورنسا، قام ستيفانو ريتشى، وزوجته كلوديا، سنة ١٩٧٢، بتأسيس الشركة وإطلاق العلامة التجارية. وسنة ١٩٨٦، قام مع مجموعة من زملائه بتشكيل اتحاد، لتعزيز وجود فلورنسا كمرجعية أساسية لتصميم الأزياء، على المستوى الدولى. ومع بداية تسعينيات القرن الماضى، صارت الشركة واحدة من أكبر بيوت الأزياء والموضة فى العالم، وقامت بتوسيع إنتاجها، ليشمل الملابس الرياضية والأحذية والمنتجات الجلدية. 

بعد تعزيز وجودها، سنة ١٩٩٣، فى الولايات المتحدة، بافتتاح صالة عرض بها، جاءت الخطوة الأبرز، فى السنة نفسها، بافتتاح أول معرض أحادى العلامة التجارية، فى العالم، بمدينة شنغهاى الصينية. وسنة ١٩٩٧ أطلقت الشركة عطرها الأول «كلاسيك»، قبل إطلاقها، لاحقًا علامة «النسر الملكى»، Royal Eagle، التى ربطت الدار رمزيًا بالقيم التى يمثلها النسر: الشرف، القوة والفخر، ووفاءً لقيم التصنيع وجذورها فى المنطقة، قامت سنة ٢٠١٠، بشراء مصنع حرير تاريخى، بدأ إنتاجه سنة ١٧٨٦ باستخدام أنوال يدوية. 

الذكرى الأربعون لإطلاق العلامة التجارية، احتفلت بها الشركة سنة ٢٠١٢، فى متحف «أوفيزى» بفلورنسا، أهم متاحف إيطاليا، وأحد أقدم متاحف أوروبا وأكثرها شهرة، والذى تأسس سنة ١٥٨١، فى قصر تم بناؤه لجمع المكاتب الإدارية وأرشيف الدولة ومكاتب قضاة فلورنسا، ومن هنا جاءت كلمة «Uffizi»، التى تعنى «مكاتب»، ثم قرر كوزمو الأول دى ميديتشى، دوق فلورنسا، الذى أصبح أول من حصل على لقب جراندوق، أو دوق توسكانا الأكبر، تحويل طابقه العلوى إلى معرض لمقتنيات العائلة، عائلة ميديتشى، من اللوحات والمنحوتات والمجوهرات، التى ظلت تتزايد بالتدريج وتتزايد غرف عرضها حتى وصلت إلى ٥٠ غرفة. 

بعد عبارة «حياة الرجل مليئة بالأحلام، كتب ستيفانو ريتشى، فى حسابه على تويتر أن أحد أحلامه كان الاحتفال بالذكرى الخمسين لإطلاق علامته التجارية فى هذه المدينة الرائعة المليئة بالسحر والفن والتقاليد، مدينة الأقصر، طيبة القديمة، أرض الفراعنة. ثم أكد أن سماح مؤسسات الدولة المصرية له بذلك، ودعمها له، سيظل مصدرًا للفخر، وباعثًا للشعور بالمسئولية والاحترام تجاه هذه الأماكن المقدسة.

الحلم، أو الاختيار، كان فى محله، أو صادف أهله. فالثابت تاريخيًا هو أن قدماء المصريين هم أول من عرفوا صناعة النسيج وأول من صبغوه وصنعوا منه ملابسهم الدنيوية واللفائف الجنائزية للمومياوات. وارتبط فن تصميم الأزياء بعدد من معبوداتهم، اللائى كن أبرزهن المعبودة نيت، ربة ساو، أو صان الحجر، والمعبودة نايت، الذى وصفتها «متون الأهرام» بأنها أم الملك المتوفى والمسئولة عن غزل ملابسه. كما ارتبط الإلهان رع وحورس بالكتان، وكان ثوب الكتان الذى عثر عليه «بترى»، بالجيزة، والمحفوظة أو المسروقة بمتحف بترى للآثار بالعاصمة البريطانية لندن، هو أقدم قطعة قماش تم غزلها ونسجها فى تاريخ البشر.

.. أخيرًا، ومع عرض الأزياء، الذى أقيم فى ساحة معبد الدير البحرى، الذى شيدته حتشبسوت منذ أكثر من ٣٥٠٠ سنة، شهدت ساحات معبدى الأقصر وهابو، على مدار ثلاثة أيام، حفلين كبيرين وعددًا من الفعاليات، وقدم فيها فيليبو ريتشى، نجل ستيفانو، المدير الإبداعى للشركة، مجموعة ربيع وصيف ٢٠٢٣ التى وصفها بأنها «ترنيمة للحرية والذوق الرفيع، فى أرض الأساطير التى تذكرنا بثروات أماكن سكنها العظماء».