رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

النظر إلى حديقة الٱخر.. قصة باولو كويلهو عن المتطفلين

باولو كويلهو
باولو كويلهو

النظر إلى حديقة الٱخر.. هي واحدة من القصص الشيقة والموجزة للكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلهو، والتى تفصح عن مكنونها من خلال عتبة النص الأولى، ألا وهي العنوان الذي جاء مباشرا. 

 

وربما يأخذ البعض على كويلهو أن عنوانه كان شارحا لمعنى قصته، غير أن المورال الذى أراده الكاتب من قصته ينسيك هذه الثغرة التى لا تتفق مع قامة الكاتب العالمى الذى لم يكن مباشرا فى كتاباته. 


ومن ميزات هذه القصة أنها بدأت بعبارة عبقرية كانت مفتاحا للنص حيث قال: «اعط الغبى ألف فطنة فإنه لا يريد إلا فطنتك ”  ثم ذكر باولو كويلهو أن العبارة ليست من تأليفه ولكنها مثل عربى، وهذا يدل على أمرين، إما الاول فهو التأكيد على أن باولو كويلهو منفتح على الثقافات المختلفة وخاصة الثقافة العربية، ويظهر هذا جليا فى أغلب مؤلفاته واشهرها رواية الخيميائى التى تدور أحداثها بين إسبانيا والمغرب ومصر، وأما الأمر الثانى هو أن الكاتب أراد أن يدخل للقارئ من أقصر الطرق، لكى يصل إليه بفكرته، وهذا يحسب للقارئ من زاوية ويحسب عليه من زاوية أخرى، فالبعض يقول إن الكاتب لابد وأن يكون مراوغا مع قارئه والبعض الآخر يرى أن الايجاز من فنيات تقنية السرد.

تفاصيل القصة 
يحكى باولو كويلهو فى قصته النظر إلى حديقة الآخر عن الشخوص الفضوليين المشغولين باهتماماتك وأفكارك أكثر من اهتمامهم بأفكارهم، ورغم أن القصة توحى بالحديث عن حديقة بطل القصة واهتمام الجار وتدخله فى شئون صاحب الحديقة إلا ان الكاتب ترك هذه المساحة الواقعية واتجه إلى حديقة الأفكار.

لذا قال الكاتب بدأنا نزرع حديقة أفكارنا ،وعندما نظرنا جانبا رأينا أن جارنا واقف يترصد، إنه عاجز عن فعل أى شىء كان، ولكنه يتلذذ بالتدخل فى الطريقة التى نبذر بها أفعالنا ونغرس بها افكارنا والتى نسقى بها نجاحاتنا.

 
ومن هذا السياق نعرف أن الفكرة الحقيقية لا تتحدث عن حديقة او بستان ولكن تتحدث عن محاولة الٱخرين  التلصص على ما يدور فى عقلك ومحاولتهم التأثير فيك وتوجيه أفكارك. 
 

الهدف من القصة 
أراد باولو كويلهو من قصته النظر إلى حديقة الٱخر ان يقول للقارئ لا تغرس أفكارك فى أدمغة الآخرين، ولا تترك الٱخرين يغرسون أفكارهم فى رأسك، هذا هو المورال من قصة النظر إلى حديقة جارك للكاتب البرازيلى الشهير  باولو كويلهو.