رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«من الفتى الضائع إلى أحد أشهر فلاسفة العالم».. حكايات عن الفيلسوف جاك دريدا

 جاك دريدا
جاك دريدا

تمر اليوم  الذكرى الـ 18 لرحيل الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا، والذي رحل في مثل هذا اليوم الموافق 8 أكتوبر 2004، ويعد أول من استخدم مفهوم التفكيك بمعناه الجديد في الفلسفة، وأول من وظفه فلسفيا.

تجدر صعوبة الحديث عن دريدا في أن أعماله تخطت الفلسفة إلى مجال الأدب ومجال العلوم الإنسانية المختلفة، وأصبح وجهه كزعيم لحركة التفكيك في الفلسلفة والأدب يطبع الحقبة الحالية، حقبة ما بعد البنيوية أو لما يثيره من خلخلة وزعزعة للأسس التي يقوم عليها الفكر الغربي، هذا ما يشير إليه الكاتب مجدي عبد الحافظ عبر مقاله المنشورة بمجلة إبداع.

ولد دريدا في عام 1930 تحت اسم جاكي دريدا في الـ15 من يوليو في البيار إحدى ضواحي العاصمة الجزائرية، في الفترة من عام 1943 وحتى عام 1947 يقضي فترة دراسة غير منتظمة، وكما يقول هو "صايع" كان يمضي أكثر وقته في تلك الفترة في الاستاد أكثر مما يقضيه في المدرسة، وكانت كره القدم والمباريات مع السجناء الإيطاليين وسباقات الجري وأي نوع من تلك المسابقات كانت تمثل مصدر الاهتمام الأول في حياة هذا الشاب، كان يود أن يصبح لاعبا محترفا في كرة القدم، وانعكس كل هذا على حياته الدراسية إذ لم تكن بدرجة النجاح نفسها ومن هنا فشل في الثانوية العامة في يونيو سنة 1947.

يلفت مجدي عبد الحافظ إلى أنه في الفترة نفسها بدأت قراءاته المكثفة قرأ روسو، واندريه جيد، ونيتشه، فاليري، وكامي، وفي الفترة من عام 1949 وحتى عام 1950 أمضى تجربة مريرة في مدرسة لوي لي جران الداخلية ويصبح طالبا في مدرسة المعلمين العليا بداية من العام الجامعي عام 1952 حتى عام 1953، حيث تعرف منذ اليوم الأول على الطالب لوي التوسير الفيلسوف الكبير فيما بعد والمولود أيضا بالعاصمة الجزارية وتتعمق صداقتهما التي استمرت لأكثر من 19 عاما.

 سافر في سنة 53 لمدة عام إلى لوفان، حيث أرشيف الفيلسوف الألماني هوسرل، فيطلع عليه، وتأتي ثمرة هذا الاطلاع في صورة بحث للحصول على “دبلوم الدراسات العليا” وكان البحث تحت عنوان “مشكلة التكوين في فلسفة هوسرل”، وهي الدراسة التي نشرت في سنة 1990 بالمطبوعات الجامعية الفرنسية، وفي هذه الفترة سنة 1953  يرتبط بصداقة بميشيل فوكو وان دريدا يتابع محاضراته، في العام الجامعي من 56 حتى 1957 يحثل الطالب جاك دريدا على الا جرجاسيون.

وفي الفترة من 57 حتى 1959 كان عليه قضاء فترة خدمتة العسكرية وهي فترة عصيبه في حرب التحرير الجزائرية  ويطلب أن يقضى فترته تلك كمدرس لمدرسة أطفال الجنود وكانت بضاحية كولونيا القريبة من العاصمة الجزائرية ومن بعدها تأتي رحلة صعود اسم دريد وبدأت بعمله بالسوربون مدرسا لمادتي الفلسفة العامة والمنطق.