رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العالم 2100.. هل يتحول لفوضى مناخية أم جنة على الأرض؟

جريدة الدستور

كل واحد منا يحب شخصًا قد يكون موجودًا على قيد الحياة فى عام ٢١٠٠، وهذا الشخص إما سيواجه عالمًا تسوده الفوضى المناخية أو سيعيش فى مدينة فاضلة نظيفة وخضراء.. وكل شىء يتوقف على ما سيفعله العالم اليوم.

وحسب الناشطة فى مجال المناخ، عائشة صديق، فإن تخيل المستقبل يوفر الأمل فى إمكانية الوصول لإرادة التغيير.. لكن هل هناك أسباب ملموسة أكثر للتفاؤل فى مكافحة حالة الطوارئ المناخية؟ التحدى هائل بلا شك، فانبعاثات الكربون لم تبدأ بعد فى الانخفاض، ويجب أن تنخفض بمقدار النصف بحلول عام ٢٠٣٠ لتجنب أسوأ النتائج.

وأكدت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن الوضع المناخى الحالى بعيد إلى حد ما عن اليأس فى ظل النمو الهائل للطاقة الخضراء، ويقول الخبراء إن هناك طريقًا واحدًا للحد من الضرر، وهو الاستمرار فى التوجه نحو الطاقة الخضراء ومدى سرعة العالم فى تطبيق هذا التحول والالتزام به.

وفى هذا الصدد، يقول سوليتير تاونسند، المؤسس المشارك لوكالة التغيير «فوتيرا»: «لدينا كل ما نحتاجه فيما يتعلق بالتكنولوجيا. ومن حيث الفيزياء، نحن نعرف ما نحتاج إلى القيام به، فالغالبية العظمى من الحلول لها فائدة كبيرة حقًا لصحتنا ورفاهيتنا ودخلنا ومستوى معيشتنا حول العالم».

وأشارت الصحيفة إلى أن الضوء الساطع للأمل المناخى هو النمو المتسارع للطاقة المتجددة الأرخص ثمنًا، والتى توفر الآن ٧٥٪ من إجمالى الطاقة الجديدة، إذ انخفض استخدام الفحم إلى ٤٪ فقط، ووجدت دراسة حديثة مهمة أن الانتقال السريع إلى الطاقة النظيفة سيوفر تريليونات الدولارات، حتى بدون حساب الضرر الهائل الذى قد يسببه استمرار استخدام الأحافير، بينما يقول مؤلف الدراسة البروفيسور دوين فارمر، بجامعة أكسفورد، إنه حتى منكرى أزمات المناخ يجب أن يكونوا على دراية بذلك.

وتابعت: «مبيعات السيارات الكهربائية آخذة فى الارتفاع بشكل كبير، إذ تضاعفت فى الصين على أساس سنوى فى أغسطس، لتصل إلى أكثر من ٥٠٠ ألف سيارة، وأصبحت الآن تلك السيارات- ببساطة- جيدة ورخيصة لدرجة أن التحول السريع أصبح أمرًا لا مفر منه».

ويقول البروفيسور تيم لينتون، من جامعة إكستر: «إن نقاط التحول الإيجابية هذه حاسمة، نحن بحاجة إلى التحرك أسرع بخمس مرات مما نحن عليه فى إزالة الكربون من الاقتصاد العالمى، لذا فإن العثور على نقاط التحول الإيجابية وإطلاقها هو وسيلة لخلق التسريع الضرورى للتغيير».

وأضاف أن دفع القطاعات المهمة بسرعة أكبر نحو نقاط التحول هو الهدف من مبادرة قليلة التقارير، ولكنها قد تكون قوية للغاية، تم إطلاقها فى قمة المناخ للأمم المتحدة فى جلاسكو فى عام ٢٠٢١- أجندة الاختراق، بدعم من ٤٥ دولة، بما فى ذلك الولايات المتحدة والصين والهند والاتحاد الأوروبى.

بينما يقول سيمون شارب، مدير الاقتصاد فى منظمة الأمم المتحدة لأبطال المناخ: «يتعين علينا تغيير أجزاء هائلة من الاقتصاد العالمى والقيام بذلك بسرعة كبيرة، فمن الواضح أنك ستدير ذلك بشكل أفضل إذا عملت البلدان معًا وركزت على جعل التقنيات النظيفة والحلول المستدامة الخيار الأفضل».

على سبيل المثال، يمكن أن تصل نقطة تحول عالمية للسيارات الكهربائية قبل سنوات إذا كانت أكبر الأسواق تنسق التاريخ الذى يجب أن تكون فيه جميع مبيعات السيارات الجديدة خالية من الانبعاثات، يمكن لجهود مماثلة أيضًا تنظيف القطاعات الحيوية ولكن عالية الانبعاثات من الفولاذ والأسمنت.

كما يقول بيرنيس لى، الخبير فى سياسات المناخ فى تشاتام هاوس: «النتائج الجيدة على المستوى العالمى مبنية على إجراءات محلية وإقليمية قوية، وفى هذه الحالة، هناك أسباب لبعض التفاؤل»، مشيرًا إلى أن الأربعة الكبار فى الولايات المتحدة والصين والهند والاتحاد الأوروبى تتخذ جميعًا إجراءات.

وتابع: «علاوة على ذلك، فإن العدد المتزايد من كوارث الطقس القاسية الناجمة عن المناخ التى تضرب العالم الآن، مثل الفيضانات الهائلة فى باكستان، يعد حافزًا مهمًا للتغيير، فمن الواضح تمامًا أن تأثيرات المناخ ستؤدى قدرًا معقولًا من الرفع كحافز».

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الجغرافيا السياسية هى أيضًا المفتاح لقضية تقع الآن فى قلب تحدى المناخ، وهى تمويل المناخ، إذ تريد دول الجنوب، التى لم تسبب الاحتباس الحرارى، تمويلًا لخفض الانبعاثات والتكيف مع الآثار الحتمية والتعافى من الأضرار التى يسببها الطقس القاسى، وقد تهيمن القضية على قمة المناخ المقبلة للأمم المتحدة بمصر فى نوفمبر.

وقالت عائشة صديق، الناشطة البيئية: «ما يجب أن يحدث فى كوب ٢٧ هو تمويل التسهيلات من أجل الخسائر والأضرار والتكيف، إنه أساسى فى كل شىء».