رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موارنة مصر يحيون ذكرى القديس فرنسيس.. والكنيسة: الفقر ليس هوانًا

شيحان
شيحان

تحتفل الكنيسة المارونية، برئاسة المطران جورج شيحان، اليوم، بمار فرنسيس الأسّيزيّ المعترف.

ووُلِد في أسيزي، إيطاليا، سنة 1182 وعمل في التجارة مثل والده، لكنه كان شديد المحبة للفقراء حتى أجبره والده على التنازل عن حقه في الميراث لأنه كان ينفق كثيراً على الفقراء.. ترك عائلته وهو يقول: "يمكنني أن أقول إنه لم يعد لي من ميراث وأب إلا الأب الذي في السماوات". كرّس حياته لخدمة الفقراء في المستشفيات والمآوي وأينما وجدهم، أسَّس رهبانية الفرنسيسكان وقد بنى قوانينها على محبة الفقر وخدمة المساكين، دُعي "بالفقير الصغير" الذي اتخذ له "فضيلة الفقر" زوجةً، انتقل إلى الحياة الأبدية في 3 تشرين الأول سنة 1226، امتاز ببساطته ومحبته الصافية للمسيح يسوع كما أنه امتاز بتواضعه العميق، فظلّ شماساً لا يقبل الكهنوت عن تواضع.. عاش بمحبة الفقر وأنشد للرب أجمل الاناشيد.. أعلنت قداسته بعد موته بسنتين وأن الخير الذي جرى على يده ويد رهبانيته لا يقدّر.. فلتَكُن صلاتُه معنا، آمين.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة قالت خلالها: يتعلّم المعوزين من الكنيسة، بحسب حكم الله ذاته، أنّ الفقر ليس هوانًا وأنّه لا يجب الخجل من الواجب بأن يُكسب الخبز بالعمل.. هذا ما أكّده يسوع المسيح ربّنا بمثله، إذ "افتَقَرَ لأَجْلِكُم وهو الغَنِيُّ"  من أجل خلاص البشر.. بكونه ابن الله والله نفسه، أراد أن يكون بعيون العالم ابن النجّار؛ أخذ به الأمر إلى حدّ أنّه أمضى قسمًا كبيرًا من حياته يعمل ليكسب عيشه: "أَلَيسَ هذا النَّجَّارَ ابنَ مَريَم". 

كلُّ مَن يضع نُصبَ نظره النموذج الإلهيّ، يفهم بسهولة ماذا سنقول، إنّ كرامة الإنسان الحقيقيّة وامتيازه موجودة في هذه الآداب، أي في فضيلته؛ الفضيلة هي ميراث القانون المشترك، وهي في متناول الجميع، صغارًا وكبارًا، فقراء وأغنياء؛ وحدهم الفضيلة والاستحقاقات، أينما وجدوا، ينالوا مكافأة الطوبى الأبديّة. وبالأكثر فإنّ قلب الله يظهر وكأنّه منحنيًا أكثر على المعوزين.. لقد سمّى الرّب يسوع المسيح الفقراء طوباويّين؛ إنّه يدعو المتألّمين طالبًا منهم أن يأتوا إليه ليعزّيهم  إنّه يقبّل بمحبّة أكثر حنانًا الصغار والمضطهَدين. 

من المؤكّد أنّ هذه العقائد أُعدّت جيِّدًا لكي تجعل النّفس المتعالية بالغنى متواضعة ومتعاطفة أكثر، كي ترفع شجاعة أولئك الّذين يتألّمون وتلهمهم الثقة.. إنّها تقلّل المسافة الّتي تضعها الكبرياء بطيبة؛ فننال وبدون صعوبة امتداد يد العون من كلّ جهة وتتوحّد الإرادات في مودّة واحدة.