رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خدعوك فقالوا لا حوار مع الإخوان

«الجرذان، المقملين، أولئك المأجورين».. هكذا لخص الزعيم الشهيد معمر القذافى فى كلمات ‏قليلة صفات وسمات جماعة الإخوان الإرهابية فى عام 2011، فكلماته لها عمق اجتماعى ‏وثقافى ووطنى، فهؤلاء ليس لهم تكوين إنسانى، لا اجتماعى ولا ثقافى، أما من الناحية ‏الوطنية فهم عملاء مأجورون مدفوع لهم الثمن من الأعداء.‏

لكن السؤال الذى يهمنا كمصريين: من هم هؤلاء الإخوان الذين لا حوار معهم؟ كما أعلن ‏الجميع ما بين مؤيد ومعارض ومعهم مؤسسات الدولة، هل هؤلاء هم بديع والشاطر ‏ والكتاتنى والبلتاجى وحجازى وكل أعضاء مكتب الإرشاد وما يدور فى فلكهم؟، أم هم ‏القاطنون بكل ارتياحية داخل مفاصل ومؤسسات الدولة ودورهم بث روح اليأس والفشل عند ‏المواطنين والتخريب والتدمير أحيانا؟ أم هم القاطنون فى القرى والنجوع يتحركون ويجتمعون ‏ويبيعون ويشترون بكل سلاسة وراحة؟ أم هم القابعون ليل نهار على مواقع التواصل ‏الاجتماعى يقذفون ويسبون ويحرضون للتدمير والخراب وهم ملء العين والبصر وكأنهم ‏تحت حماية قوية لا يقترب منهم أحد.‏

خدعوك فقالوا لا حوار مع الإخوان، تلك هى الحقيقة، أيها السادة المسئولون، والمثقفون ‏والكتاب والباحثون والسياسيون، يا كل أعضاء وجماعة الحوار الوطنى، يا كل من يسمع ‏ويقرأ كلمات وحروف هذا المقال، جميعنا مخدوعون أو خادعون، لأن الإخوان فكر ومنهج ‏موجود داخل الدستور المصرى، ومناهج التعليم المصرى، وداخل الإعلام بكل ‏تشكيلاته المرئية والمقروءة والمذاعة، الإخوان سلوك يحكم ديناميكية تحركات الإنسان ‏المصرى.‏

إن كنتم جادين فى عدم الحوار مع الإخوان، فطهروا مؤسسات الوطن من أفكارهم قبل ‏أشخاصهم، طهروا مناهج التعليم، أحرقوا كتبهم ومؤلفاتهم التى تكتظ بها المكتبات وساحات ‏الشوارع والميادين، طهرو الإعلام والمنصات الفضائية.‏

نحن جميعًا مخدوعون أو خادعون، لقد قامت ثورة 30 يونيو لفعل ما ذكرته، لكن كانت ‏النتيجة الخادعة لنا جميعًا أن الثورة لم تنجح إلا بإزاحة مرسى وجماعته من على كرسى ‏الحكم، لكن ما زالوا يحكمون كل مؤسسات الدولة بكل ارتياحية بل وتزداد رقعتهم فى الاتساع ‏يوم بعد يوم.‏
‏ ‏
الإخوان ليسوا أعضاء جماعة كما يتناولهم البعض، بل هم فكر تم انتشاره لتشعبات مختلفة ‏كلها تهدف إلى الخراب والدمار والرجعية والظلام، فها هو حزب النور السلفى الابن الشرعى ‏للفكر الإخوانى ما زال قائمًا رغم مخالفته الدستور، وها هم أعضاء السلفية يتحركون ويمارسون التخريب والتدمير ضد الوطن عبر مواقع التواصل الاجتماعى والمنصات ‏الإعلامية بتكفيرهم الآخر وبثهم تعاليم ضد الإنسانية ولم يقترب منهم أحد وكأنهم تحت حماية ‏قوية.‏

خدعوك فقالو لا حوار مع الإخوان، استفيقوا من غفوتكم قبل فوات الأوان، الإخوان ما زالوا ‏يحكمون المجتمع وكل مؤسسات الدولة عن طريق فكرهم وثقافتهم التى أصبحت واقعًا تم ‏توطينه داخل سلوك الملايين، فإن كنتم جادين فى إنقاذ مصر ومن ثم بنائها، اقفلوا محبس ‏ثقافة الإخوان وطهروا مصر من كل ما يحمل فكرهم وثقافتهم، أما غير ذلك فنحن ما زلنا ‏ندور فى فلك ثقافة نظام السادات الذى ما زال قائمًا منذ عقود طويلة ويقود مصر إلى ‏الهاوية.‏