رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معايشة لأكبر احتفال كنسي في القاهرة.. «العريان» محبوب الجميع

العريان
العريان

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بنهاية نهضة القديس العظيم الأنبا برسوم، المُلقب بـ«العريان»، والتي بدأت منذ مطلع الشهر.

لاحتفالات «العريان» مذاق يختلف عن بقية احتفالات الكنيسة، فهو الاحتفال الأكبر والأشهر في جنوب القاهرة، بل في القاهرة ككل، فلا يوجد احتفالًا اكبر منه بعد احتفالات صوم ونهضة السيدة العذراء مريم.

البوابات

واتسمت الاحتفالات بالحرص الشديد بدءًا من الدخول من البوابات الحرارية، حيث اصطف القائمون على النشاط الكشفي بديره الفي منطقة المعصرة، مقسمين أنفسهم فرق، أحدهم يتابع هوية الداخلين من خلال الاطلاع على بطاقة الرقم القومي، والآخر يتحقق من سلامة الزائر من خلال إشارات البوابات الحرارية التي يمر منها الزوار، والتي تؤكد عدم حمل أي منهم لأدوات حديدية أو أسلحة بيضاء، وفريق ثالث يتابع الحواجز الحديدية، التي تحيط بالبوابات ليطمئن من عدم اجتايازها.

كما اهتم الفريق الكشي بسلامة الداخلين والزوار حيث شدد في المطالبة بارتداء الكمامات، واستخدام المطهرات والمواد الكحولية المطهرة.

الدير

بدخولك الدير، تجد مُحبي العريان يتراصون يمنة ويسرة، يتناولون المشروبات الساخنة، ويتسمتعون بالالحان الشجعية التي تنبعث من السماعات، وكذا ترانيم الكنيسة التي تهفو اليها قلوب الزوار، وتبركون من الصور والمنحوتات التي تملئ الجدران.

وتستمر في المضي في طريق يبلغ عدة مترات حتى تصل عينك إلى قبة الدير التي تعلوه ويظهر عليها صورة كبرى للقديس برسوم وهو يدهس ثعبانه الشهير.

فتقول سيرته الذاتية أنه كان ابنا للوجيه مفضل بن التبان، الكاتب بالديوان الملكي لشجرة الدر، وحينما توفي والداه، ترك ورثه لخاله أبو المكارم، وانطلق للعبادة في الصحراء، ثم انتقل بارشاد من الله لمغارة في منطقة مصر القديمة بجوار كنيسة الشهيد العظيم أبي سيفين الآثرية، والتي كان يسكنها وحشا على هيئة ثعبان، إلا أنه تغلب عليه بإشارة الصليب، حيث انتزع الله منه طبعه الوحشي وطار أليفا مستأنسًا.

لذا وحتى اليوم يترنم الكبار والصغار بترنيمة الأنبا برسوم العريان وحكياته مع التعبان.

الكنيسة والكاتدرائية 

يرتمى الزوار بشغف بين أحضان الكنيسة الأثرية الصغرى، مستمتعين بالأجواء الروحانية الدافئة لها، متبركين من ايقونة العريان الأثرية، والتي يتجلى فيها سبب تسميته بالعريان، حيث رفض أن يكتسي كلية، ليشعر بمعاناة كل فقير يلسعه برد الشتاء القارس، مؤكدا أن تنعم الجسد واسترخاؤه ليس إلا طريقا للهلاك.

وفي الكنيسة الصغرى شاشات عرض يظهر بها ما هو قائم بالكاتدرائية الكبرى، وفيها النهضة الروحية والتي تبدأ باتمام طقوس رفع بخور عشية، والترانيم الروحية، والكلمات الوعظية والتي اختتمها في أخر أيام النهضة نيافة الحبر الجليل الأنبا بيسنتي أسقف إيبارشية حلوان والمعصرة، ورئيس الدير.

المزار

للمزار حالة خاصة، فكل متعب أو حزين له أن يسند رأسه على صورة أو جيد القديس برسوم العريان، والذي وفقا لمحبيه، لا يخذل المتشفعين به نهائيا، بل له شفاعة ودالة مقبولة أمام الله تبارك اسمه القدوس، لحل كل المشكلات، لذا فإن أبواب المزار لا تمل من استقبال المحبين طوال فترة الاحتفال نهارا وليلا.

خارج الدير

لا يمكنك أن تنهى زياراتك للدير دون أن تشتري بعض المتطلبات والتذكارات وأنت في طريقك لمترو الأنفاق، فلك أن تمر بجوار بائعي ألعاب الأطفال والمتخصصين في دق الصلبان، وكذا بائعي الأسماك المملحة «الفسيخ»، وأيضا بائعي الحلوى، والذين صنعوا أكبر مثال للوحدة الوطنية، حيث أقبل الأقباط على شراء حلوة المولد النبوي من أمام دير الأنبا برسوم.